يعتمد المثقفون في منطقة الجوف في الحصول على الكتب، التي لا توزع داخل السعودية، على قرب منطقتهم من الأردن، للحصول على آخر الإصدارات التي يتأخر فسحها. ويقول الشاعر فهد الرويلي أن قرب مدينته في منطقة الجوف من الأردن، يعد فرصة مناسبة لاقتناء آخر الكتب. لكن الرويلي يخشي دائماً من مصادرة الرقيب الإعلامي في منفذ الحديثة الحدودي لكتبه، فينتهج أساليب عدة لتمريرها. ولا يرى الأديب عبدالرحمن الدرعان مبرراً لهذا التخوف،"لديّ رقابة ذاتية تستطيع تمييز الكتب الجيدة، والتي تضيف إلى رصيدي الثقافي والأدبي، وأحرص على زيارة المعرض السنوي للكتاب في البحرين لاقتناء آخر الإصدارات من الكتب". مضيفاً إن"دور الرقيب الإعلامي تقلص في زمن الإنترنت والفضائيات التي تخترق الحدود، حتى أن قوائم الممنوعات لدى الرقيب ليست كما هي في عصر التسعينات الميلادية مثلاً". وحيّى الدرعان الدور الكبير الذي تقوم فيه حالياً وزارة الثقافة والإعلام من أجل إزالة العيون الرقابية على الكتب، وقال إن"المنع قد يساعد في الترويج للكتب". وقال رئيس تحرير مجلة الجوبة الثقافية إبراهيم الحميد:"لا تقتصر مشكلة الرقيب على منع الكتب، بل تشمل تأخير فسح الإصدارات الحديثة من الكتب". مشيراً إلى إنه اضطر إلى شراء رواية"بنات الرياض"من الأردن، نظراً إلى تأخر الرقيب في السماح بتوزيع الرواية داخل السعودية. وذكر الحميد أن موقع منطقة الجوف الجغرافي والقريب من المراكز الثقافية العربية الكبرى مثل عمان ودمشق وبيروت، أسهم وبشكل كبير في فك العزلة الثقافية عن المنطقة. واعتبر الإعلامي والمخرج المسرحي جميل اليوسف انعدام المكتبات المتخصصة في بيع الكتب في المنطقة، سبباً آخر يدفع المثقفين في المنطقة إلى طلب الكتب من مكتبات عَمان ودمشق وبيروت. وشدد اليوسف على ضرورة إقامة معارض سنوية لبيع الكتب في المنطقة،"إقامة معرض شامل ومتنوع لبيع الكتب مرة واحدة على الأقل كل عام، يحد من سفراتي وغيري المتكررة إلى الأردن والمخصصة لشراء الكتب". ولفت المعلم خالد المحمد إلى أنه يفضل شراء الكتب من طريق المكتبات الخاصة في لبنان، التي تعرض الكتب للبيع على شبكة الإنترنت،"أشتري ما يروق لي من الكتب من دون تدخل يد الرقيب المزعجة!". واعتمد المحمد استراتيجية جديدة لتفادي مصادرة كتبه التي يطلبها من طريق الإنترنت،"عندما أطلب توصيل الكتب بواسطة البريد المسجل تأتيني الكتب بعد مصادرة عدد منها، لذا نصحني القائمون على تلك المكتبات على أن أضع عنوان إدارة حكومية لاستقبال الكتب التي أطلبها، بحيث أضمن عدم فتحها من الرقيب الإعلامي، أو طلب توصيل الكتب بواسطة البريد السريع، وهذا يكلف مبلغاً إضافياً من المال". وأبدى سعادته عندما رأى عدداً من عنوانين الكتب في معرض الكتاب الدولي في مدينة الرياض،"لم أكن أتوقع أن أجد مؤلفات لكتاب سعوديين وعرب معروضة على رفوف المكتبات السعودية!". من جهته، أكد مدير إدارة المطبوعات في مركز الحديثة الحدودي علي بن صبيح العازمي ل"الحياة"أن دور إدارة المطبوعات في مركز الحديثة هو الرقابة على كل الوسائل الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية، التي تدخل المملكة من طريق المنفذ، مثل الكتب واسطوانات النسخ سيدي وأجهزة الكومبيوتر المحمولة لاب توب وشرائح الجوال وبطاقات تشفير القنوات الفضائية وغيرها. مشيراً إلى أن إدارة المطبوعات في مركز الحديثة تقوم أيضاً بالرقابة على المحال الإعلامية المرخصة في منطقة الجوف، مثل دور النشر والمطابع ومحال الدعاية والإعلام والمكتبات والخطاطين والرسامين ومراكز النسخ والتصوير وغيرها، والقيام بجولات ميدانية للإشراف عليها.