سُئل الفنان الكبير محمد عبد الوهاب - رحمه الله - لماذا لا تحتفل بذكرى ميلادك؟ فقال: كيف يحتفل الإنسان بعام انصرم من عمره؟هل هذا يعتبر فرحاً وسروراً بأن أحوِّل هذا النقص من عمري إلى عيد؟ إن الإنسان العاقل لا يفرح بتساقط الورق من شجرة عمره وإنما العاقل أن يحزن ويتفكَّر فيما مضى من عمره وما هو قادم لا أن يقيم الأفراح بحضور الأصدقاء لأن عاماً مضى من عمره..!! قد يحق للأطفال الاحتفال بهذا؛ لأن أعمارهم بدأت تخطو نحن الرجولة.. أما الذين يتجاوزون الشيخوخة فعلامَ يفرحون بقرب الأجل والأمراض التي تسبق ذلك؟! أما نحن فأحسن احتفال لنا أن نقول: (يا لله حسن الختام). حقاً: إنه لأمر يدعو للعجب أن يحفظ الإنسان يوم وشهر وعام تاريخ ميلاده فيتلقى الهدايا.. ويقيم الأفراح والليالي الملاح بحجة ذكرى ميلاده نحو التقدم في السن.. والإنسان بطبعه يحب الحياة لا الاقتراب من الوفاة..! ويذكر الأستاذ صلاح منتصر في العدد الأخير من مجلة أكتوبر (أذكر أيام طفولتي وصباي أن السنة كانت طويلة جداً وأننا كنا ننتظر مجيء الإجازة الصيفية بعد انتظار طويل.. اليوم فارقتنا الفرحة فكل سنة تغادر الزمن تخصم من حساب حياتنا. وهو إحساس بسبب التقدّم في السن)! قال راشد الخلاوي - رحمه الله -: نعد الليالي والليالي تعدنا والعمر يفنى والليالي بزايد