لقد دأب أئمة وملوك وأمراء الدولة السعودية - أدام الله عزهم - منذ بزوغ شمسها باتفاق الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب - يرحمهما الله - عام 1157 ه وحتى يومنا هذا، على تقدير أهل العلم والعلماء، وعلى رأسهم القضاة، وعندما يقوم أحدهم بزيارة أحد البلدان، فإنه يخصص من زيارته وقتاً لزيارة العلماء والمشايخ تقديراً لمكانتهم، وطلب محض النصح لهم.. ولقد شرفت مساء يوم الأحد الموافق 16-11-1426ه، بأن حللت في مجلس الشيخ (صالح بن عبدالرحمن النفيسة) القاضي بالمحكمة العامة بمحافظة الرس، ذلك المجلس الذي شرفه بالزيارة صاحب السمو الملكي الأمير (فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود) أمير منطقة القصيم، إثر زيارته الميمونة لمحافظة رياض الخبراء، وافتتاحه عدداً من المشاريع التعليمية والتربوية وغيرها بالمحافظة. ولقد هالني ما رأيت من اطلاع سموه وسعة علمه، وما لمسته من انشراح صدره لهذه الزيارة، وتواضعه الجم، الدال على ما يكتنفه سموه الكريم من دماثة الخلق، وحميد الشمائل، ومستوفي المكارم. وقد أثرى المجلس بأحاديثه الشيقة، وكلماته البليغة وبعد نظره، ونقاشه الماتع.. كما عجبت من شدة اهتمامه بصغائر الأمور قبل كبارها، وتتبعه للوضع الذي يعيشه الناس (كبارهم وبسطاؤهم) ومشاركته همومهم، واهتمامه بحل مشاكلهم وتيسير أمورهم. وتشرفت مرة أخرى بإهدائه نسختين من كتابنا (الإعلام بما لآل نفيسة من تاريخ وأعلام). وأكبرت منه عظيم استقبال الهدية وقبولها، وأخذ نبذة عنها بالمشافهة التي أظهرت ما يكتنفه سموه الكريم من عظيم اطلاع ومعرفة، وتواضع وسعة بال، وأخلاق حميدة. وأتقدم بالشكر الجزيل لسموه الكريم، داعياً الله العزيز القدير أن يمد في عمره، وأن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يجزل له الأجر والثواب.. آمين.