أمير الشرقية يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية    الموافقة على الإطار العام الوطني والمبادئ التوجيهية للاستثمار الخارجي المباشر    أمريكا تختار الرئيس ال47.. ترمب أم هاريس؟    مقتل 37 فلسطينياً.. مجزرة إسرائيلية في قطاع غزة    الاستخبارات الأمريكية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات    بدء الاقتراع الرئاسي في نيوهامبشر بالولايات المتحدة    الأكبر في الشرق الأوسط.. مقر عالمي للتايكوندو في الدمام    رابطة محترفان التنس..سابالينكا تحجز مقعداً في نصف النهائي.. ومنافسات الغد تشهد قمةً بين إيغا وجوف    منتدى "بوابة الخليج 2024" يختتم أعماله بإعلانات وصفقات تفوق قيمتها 12 مليار دولار    كيف يعود ترمب إلى البيت الأبيض؟    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأّس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    "الصناعة والثروة المعدنية" تعلن فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    تنوع تراثي    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    مسلسل حفريات الشوارع    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض    أمير تبوك يستقبل القنصل البنجلاديشي لدى المملكة        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمير منطقة القصيم يرعى الندوة التكريمية للشيخ العبودي
مساء اليوم في ليلة من ليالي الوفاء بنادي القصيم الأدبي ببريدة
نشر في الجزيرة يوم 12 - 11 - 2000

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وفي اطار فعاليات اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م يقيم نادي القصيم الادبي ببريدة مساء اليوم الأحد ندوة تكريمية ادبية لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي الامين العام المساعد لرابطة العالم الاسلامي تحت عنوان أدب الرحلات من خلال تجارب محمد العبودي .
وذلك عقب صلاة العشاء في قاعة المحاضرات بالنادي وسوف يستضيف النادي معالي الشيخ الذي سيتحدث عن ادب الرحلات من خلال تجاربه الثرية ومؤلفاته العديدة, كما سيعرج بالحديث على الاقليات الاسلامية وما تعانيه، ويلقي الضوء على الدعم المادي والمعنوي والدعوي الذي تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الكريم.
وسوف يشترك في الحوار كل من:
الدكتور حسن بن فهد الهويمل/ رئيس النادي.
الاستاذ محمد بن عبدالله المشوح/ الاديب والاعلامي المعروف والذي كان له الدور الأكبر في تقديم حلقات ثرية مع معاليه حول رحلات من خلال الاذاعة السعودية.
وستتاح الفرصة للجمهور للحوار والمداخلات مع معاليه والتي يتوقع ثراؤها لما يتمتع به معاليه من ذكريات مثيرة عن رحلاته عبر العالم.
الجزيرة كان لها وقفة مع عدد من العلماء والمسؤولين ورجال الثقافة والأدب حول الحديث عن معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي تحدثوا فيها عما يتمتع به معاليه من تواضع ونبذ للذات والحرص على طلب العلم ونشره في مختلف بقاع المعمورة.
فأترككم تبحروا في اعماق هذه العبارات المنصفة لمعاليه ففي البداية تحدث الينا عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع الذي اكد ان فضيلته يعتبر من رجال العلم والأدب والتاريخ ولاشك انه يختص بأدب الرحلات فقد أتيح له من التجوال في ارض الله ما لم يُتح لغيره من هواة التنقل والرحلات في سائر انحاء المعمورة وقد سعدت بسفرنا معا خارج المملكة الى اوروبا وامريكا واليابان فسرنا مسار الشمس حول العالم فاتجهنا غربا في اتجاه مقابل وسرنا في اتجاهنا حتى عدنا الى المملكة دون ان نغير جهة اتجاهنا, وهذا هو مسار الشمس كما اننا سافرنا معا ومجموعة من الاخوان ومنهم الشيخ محمد بن قعود الى الهند وزرنا عدداً من ولاياتها وكان حفظه الله نعم الرفيق ونعم الانيس, واضاف الشيخ المنيع قائلا: كان خلال هذه الرحلات يتميز عنا بعنايته بتسجيل مشاهداته وغرائب ما يرى او يسمع .
وقد ألف مجموعة من كتب رحلاته وطبعها ولا أزال اطالبه بطباعة كتابه رحلة حول العالم .
وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يطيل عمره على طاعته وان يعينه على اخراج مجموعة من مكنوزاته العلمية والادبية والتاريخية.
ولي امل في النادي الادبي بالقصيم وهو يقوم بتكريم هذا الشيخ الجليل ان يعمل على طباعة ونشر رحلات شيخنا والتي لم تر النور بعد، فهي رحلات فيها من العبر والخبر والأثر ما يعد من الكنوز العلمية التي يجب ان ترى النور.
وفي ختام حديثه اكد الشيخ المنيع شكره وتقديره للنادي الادبي بالقصيم حينما قام بتكريم رجل من رجال بلادنا وعلمائهم ممن هو اهل للتكريم والتقدير فجزى الله القائمين على النادي خير الجزاء.
كما اضاف المدير العام لفرع وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بمنطقة القصيم سعادة الشيخ الدكتور علي بن محمد العجلان قائلا: لقد علمت بنبأ تكريم النادي الادبي بمنطقة القصيم لصاحب الفضيلة الشيخ العلامة محمد بن ناصر العبودي العالم الجليل والمؤرخ والرحالة المعروف، ولاشك ان هذا التكريم لرجل بمنزلة فضيلته امر طيب وواجب نظرا لجهوده واسهاماته طيلة مشواره العلمي والعملي .
فقد تقلد حفظه الله عدة مناصب تعليمية وعملية اولها كان مديرا لمعهد بريدة العلمي وآخرها الامين العام المساعد لرابطة العالم الاسلامي ولقد بذل حفظه الله جهودا مباركة طيلة حياته في الفترة الماضية مما ساهم في دعم الحركة العلمية والدعوية وخصوصا ما تحقق على يديه من انجازات في مجال الدعوة الى الله خارج المملكة فكان حفظه الله من الدعاة والعلماء المتميزين بأسلوبهم الدعوي المتصف بالحكمة وبُعد النظر والخلق الحسن وكانت ابحاثه ورحلاته قد حققت نجاحا متميزا اتحفنا بها وتحدث عنها فضيلته في البرنامج الذي تقدمه اذاعة القرآن الكريم باسم في موكب الدعوة والذي يقدمه الاستاذ محمد بن عبدالله المشوح, فلقد تعرف المستمع الكريم على جزء من رحلاته ونشاطاته واستمع الجميع الى فضيلته عبر الأثير وهو يروي تلك الرحلات الدعوية والصعاب التي واجهته والتي تذللت والحمد لله بدافع الاخلاص والاحتساب والحرص على دفع عجلة الدعوة الى الله,, لقد سررنا جدا بهذا التكريم الذي أتى متزامنا مع بيان وايضاح ما قام به فضيلته من جهود وانجازات من خلال استعراض الاذاعة والمواقع العلمية من المكتبات العلمية والاندية الادبية التي حفلت بنشر مذكراته ومؤلفاته وتشرفت بتكريمه واجلاله وقال الدكتور العجلان: عرفنا عن الشيخ محبته وحرصه على هداية الناس وتبليغ كلمة الحق وكذلك دعم قضايا المسلمين ومساعدتهم بما يحتاجونه اضافة الى دعوة غير المسلمين الى الاسلام, ان هذا التكريم لهذا الشيخ الجليل من قبل رجال العلم والثقافة وعلى رأسهم سعادة اخي الدكتور حسن بن فهد الهويمل واخوانه اعضاء مجلس النادي والمنتسبين اليه يعد دليلا صادقا على احترام هؤلاء العلماء والمفكرين والمهتمين بالعلم والادب والثقافة الاسلامية ويأتي هذا التكريم ايضا انطلاقا من الدعم المتواصل التي يحظى به رجال العلم والدعوة في هذه البلاد المباركة من قبل ولاة الامر يحفظهم الله فليس غريبا ان يحتضن هؤلاء الادباء والمثقفون هذا العالم الجليل ويحظى بهذا التكريم الذي يعد سبقا ووفاءً من هذا النادي نحو تكريم معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجزيه خير الجزاء عما قدمه لأمته ومجتمعه ويحسن خاتمته ويرزقنا وإياه الاخلاص في القول والعمل انه سميع مجيب.
واكد عميد القبول وشؤون الطلاب بفرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في القصيم الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحجيلان ان معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي يعد انموذجا فريدا للعبقرية الاسلامية التي اثبتت وجودها على خارطة العالم في شتى المجالات.
فقد كرس جهوده وفرغ وقته لخدمة وطنه وامته الاسلامية التي تفخر بمثل هؤلاء الافذاذ الذين يتنقلون في بلدان العالم هدفا في الدعوة الى دين الله القويم ونشر العقيدة السلفية الصحيحة.
واردف الدكتور الحجيلان قائلا: لقد عرف عن الشيخ التواضع والحرص على طلب العلم واستقائه من مصادره الاساسية ومن ثم العمل على نشره في مختلف بقاع العالم فقد تتلمذ على يد الشيخ عبدالله بن حميد الذي يعد من ابرز شيوخه الذين لازمهم.
ولعل المتابع لمسيرة الشيخ العلمية ومؤلفاته القيمة يدرك ان هذه العجالة لا تفي في التعبير عن جهوده ونشاطاته ويكفي ان الشيخ يعد علما من الاعلام البارزين الذين تتحدث عنهم اعمالهم ومنجزاتهم .
وفي الختام اشاد الدكتور الحجيلان بمبادرة النادي الادبي بالقصيم في تكريم الشيخ وابراز جهوده للجيل الجديد الذي يجب علينا جميعا ان نعرّفه بأعلام الوطن الافذاذ كما نوه برعاية امير منطقة القصيم للمناسبة كعادته في تشجيع الادباء والمثقفين وطلبة العلم فجزاه الله عنا خير الجزاء.
سعادة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح عضو مجلس ادارة نادي القصيم الادبي ببريدة وعضو مجلس منطقة القصيم اشار الى اننا امام شخصية لها انتاج متميز وقال: عرفته منذ ان كان مديرا للمعهد العلمي ببريدة ومن خلال المناصب التي تقلب فيها الى ان استقر في رابطة العالم الاسلامي وعرفته زميلا في مجلس ادارة نادي القصيم الادبي منذ افتتاحه في عام 1400ه لكن الانتاج الفكري لهذا الرجل يفوق كل المناصب.
هناك من يسافر الى بلدان كثيرة في العالم فأسفاره وزياراته تكون الى العواصم السياسية او التجارية واماكن السياحة لكن الشيخ محمد الناصر العبودي يحفظه الله جاب العالم بأسره مدنه وقراه وجباله وغاباته وبحاره وانهاره, ربما اني سأركز على جانب الرحلات لهذا العلامة الفذ لأني قرأت الكثير من كتاباته في هذا المجال رغم ان للشيخ كتباً عظيمة مثل كتاب معجم بلاد القصيم ستة مجلدات والامثال العامة في نجد خمسة مجلدات وكتب اخرى في غير فن الرحلات ومعلوم ان المعارف يسند بعضها بعضا فانا اجزم بأن الشيخ محمد الناصر العبودي من اعظم من كتب في ادب الرحلات في العصر الحديث بل انه يتفوق على غيره في هذا المجال بالكتابة عن الاقليات الاسلامية, الاجزاء الضائعة والاجزاء المنسية من العالم الدقيقة وعقد المقارنات وربط الحاضر بالماضي وتحليل بعض الظواهر والذي ينم عن اطلاع واسع وقدرة فائقة وذاكرة متميزة.
ومما يثير انتباه القارىء في كتاباته هو ذكر اصل تسمية المدن او القرى او المواقع الجغرافية واسناد ذلك الى مصادرها,, وبيان لمعاني الاسماء والكلمات المشهورة في بعض البلدان والتي نسمعها او نقرأ عنها دون ان نفهم معناها وما صدر للمؤلف من كتب في الرحلات تقارب المائتين يعطي صورة واضحة وجلية عن جهود المملكة العربية السعودية في نشر الدعوة الاسلامية والاهتمام الكبير بأحوال المسلمين في بقاع العالم ماديا ومعنويا وتوعويا، فمن حق هذا الشيخ على الجميع ابرازه على الساحتين المحلية والعالمية لتفوقه البارز في هذا المجال وترجمة كتب الرحلات الى كل لغة كتب عنها مؤلف فهو موسوعي المعرفة مرجع في هذا الفن فهو عبقري يندر ان يتكرر.
اما مدير عام الدعوة والتعليم في رابطة العالم الاسلامي الدكتور علي بن ابراهيم اليحيى فأشار الى ان معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي - وفقه الله - يعد انموذجا للعبقرية الاسلامية العربية فهو الاداري الذي تقلد مناصب عديدة وعرف بإدارته الحكيمة وهو الاديب والرحالة الذي طاف بلدان العالم ولم يترك بلدا الا وارخ له.
كان معالي الشيخ فوق ذلك كله متواضعا لا يزهو بمنصبه ولا بعلمه ولا قدرته الفائقة في الحفظ التي لم ار ولم اسمع بمثله الا مشاهير العلماء.
ففي يوم من الايام كنت جالسا عنده في مكتبه فتحدث احد المسؤولين في الرابطة عن زيارته لافريقيا وذكر بعض اسماء الشيوخ فقال معالي الشيخ محمد: هؤلاء اولاد الشيوخ الذين قابلتهم قبل عشرين سنة وبدأ يسرد اسماءهم واسماء مساجدهم ويحدد مواقعهم علما ان الاسماء لم استطع ان انطق بعضها.
معالي الشيخ رغم منصبه وعلمه وقدراته فهو دمث الاخلاق لين العريكة حسن المعشر صاحب دعابة, يتحدث حديث الواثق بنفسه فلا يتكلف في حديثه فان كان في مجلس مؤانسة فالعامية لغته وخاصة القصيمية.
ولكن ان كان في حديث رسمي فاللغة الفصحى لغته وهو الرجل المتمكن, بل دخلت يوما عليه واذا الرطانة مع رجل يتحدث اللغة الانجليزية واعرف انه لم يتعلم الرطانة الا في وقت متأخر من عمره.
وأخيرا اقول الرجل الموسوعة الاديب المؤرخ النسابة الحافظ هو معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي.
أفاد رئيس قسم الأدب بفرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في القصيم ورئيس اللجنة الثقافية بالنادي الدكتور حمد بن عبدالعزيز السويلم ان تكريم معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي مبادرة جميلة يقوم بها نادي القصيم الادبي وفاءً لرجل خدم مجتمعه السعودي وأمته الاسلامية, لقد تولى مناصب قيادية تربوية ثم التحق برابطة العالم الاسلامي نائبا لأمينها العام وهذا العمل هيأ للشيخ العبودي ان يطوف معظم بلاد العالم إن لم يكن كلها بهذه الدعوة الى الاسلام وتفقد احوال المسلمين وحاجاتهم.
وكان الشيخ العبودي خلال هذه الرحلات يسجل كل ما يقع عليه نظره ويلتقطه سمعه حتى سطر حصيلة غنية من المشاهدات والانطباعات بلغت آلاف الصفحات واخرج منها حتى الآن ما يقرب من تسعين كتابا وهذه الكتب تجمع بين المنفعة والمتعة فهي تقدم للقارىء معلومات جغرافية وتاريخية ولغوية عن المكان الذي كان فضاء للرحلة وهذه المعلومات صيغت بأسلوب فني يمتع المتلقي ويشده لمواصلة القراءة.
وهذا اللون من التأليف يعد جنسا من اجناس الادب ويطلق عليه ادب الرحلات او أدب الرحلة وهو نوع من التأليف يتخذ من الرحلة موضوعا له ويساق بأسلوب أدبي جميل.
والذي يقرأ آثار الشيخ العبودي تبهره تلك القدرة على التقاط المشاهد الحية النابضة والتعبير عنها بصورة جميلة ومؤثرة.
(تأمل هذه الصورة التي ينقلها إلينا من الهند وهي صورة تمثل منظرا من مناظر البؤس التي شاهدها هناك وهو منظر رجل بائس نحيل ذي شعر كثيف قاعد على قطعة قديمة من الخيش في جانب الشارع وبُنيّة له عمرها في حدود العاشرة تفلّي رأسه من القمل وبجانبه على الارض قعدت امرأة نحيلة جدا تمثل ما قيل بأنها جلد على عظم ومع ذلك لا تكف عن السعال الشديد الذي يشبه سعال المسلول فيهز السعال كيانها كله وتتفل ما يخرج من صدرها بجانبها من ارض الشارع.
ومنظرها بهذا الوضع مؤلم جدا ولكن الاشد ايلاما للنفس انه تبين انها عمياء, فعيناها قد غشاهما البياض ولا تبصر وهي تأكل من خبزة في يدها دون اي ادام وقد تجمع عليها الذباب يقع على وجهها وشعرها الذي بَعُد عهده بالمشط وربما الماء، اذا كان في وقت من الاوقات قرب منه.
ولا ادري ألها علاقة بالرجل الجالس بجانبها على الخيشة ام انه البؤس والشقاء هو الذي جمع بينهما,.
من خلال هذا الوصف لهذا المشهد تتجلى براعة معالي الشيخ العبودي في استثمار العناصر الاسلوبية وتوجيهها لاستحضار الصورة حية نابضة, فهو يكثر من استخدام الصفات كما يكثف الجمل الفعلية ذات الافعال المضارعة رغم انه يتحدث عن حدث مضى وذلك من شأنه ان يستحضر الصورة ويحيي المشهد ويوظف كذلك اسلوب التشبيه الذي يدعم الجانب الحسي في عملية التلقي.
وهذه كلها وسائل تستحضر الصورة وتؤثر في المتلقي وتدفعه للتفاعل بها والتعاطف معها.
واكد الدكتور السويلم ان هذه لمحة من اسلوب الشيخ في كتاباته التي دوّن فيها احداث رحلاته كتبتها على عجل بمناسبة تكريم نادي القصيم الأدبي له وأرجو ان يتوافر الوقت مستقبلا لاعطاء صورة اوضح عن فن الرحلات وجهد الشيخ في هذا المجال.
رئيس قسم التاريخ بفرع جامعة الامام في القصيم وعضو اللجنة الثقافية بالنادي الدكتور ابراهيم بن حمود المشيقح قال: ان المتأمل لسيرة معالي الشيخ محمد العبودي يصعب عليه ايجازها لانها ثرية بمعلوماتها القيمة ولكن حسبي هنا ان اشير في البداية الى حياته العلمية المبكرة في مدينة بريدة وطلبه للعلم على يد فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد حيث يعد من ابرز شيوخه الذين لازمهم وقد أعجب الشيخ بتلميذه واشاد بذكائه وسعة افقه حتى ان الشيخ عبدالله كان كثيرا ما يصحبه في سفره خارج المنطقة لاعجابه الشديد بتلميذه الذي رأى فيه النجابة وسرعة الحفظ والبديهة .
واضاف: لقد عرف عن الشيخ محمد العبودي الامانة العلمية والاخلاق الفاضلة التي كانت احد الاسباب الرئيسة لاختياره اول امين لمكتبة جامع بريدة عام 1363ه ثم مديرا للمعهد العلمي ببريدة الذي اشرف على افتتاحه عام 1373ه بعد ذلك انتقل الى الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة وعمل وكيلا للجامعة كما تم اختياره امينا عاما للدعوة الاسلامية واخيرا امينا مساعدا لرابطة العالم الاسلامي وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي .
وقد اكسبته خبراته العلمية والعملية الدقة والامانة في النقل متأثرا بمنهج علماء الحديث الاهتمام بالرواة لا بالمرويات حيث كان حريصا على اخذ الخبر من مصادره الاصلية خاصة المشافهة اثناء تدوينه المعلومات، نلمس ذلك من خلال مؤلفاته القيمة التي بلغت 140 مؤلفا منها 120 مؤلفا خاصاً بالرحلات بالاضافة الى معجم أسر القصيم مخطوط والامثال العامية في نجد والسكينة القرآنية.
ولمعالي الشيخ عدة محاضرات تم طباعتها وهي تتميز بالثراء العلمي والمعلوماتي.
ونادي القصيم الادبي ببريدة وهو يستضيف معالي الشيخ محمد العبودي حول ادب الرحلات من خلال تجربته الشخصية تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير منطقة القصيم داعما ومشجعا ومباركا لخطوات النادي تحت رئاسة سعادة الدكتور حسن بن فهد الهويمل يقدم مبادرة كريمة,, وهو جهد كبير من اللجنة الثقافية.
واخيرا نشكر لسموه تشريفه ولمعالي الشيخ إطلالته والحديث عن تجربته سائلين الله سبحانه وتعالى التوفيق للجميع.
اما الأديب والكاتب المعروف الاستاذ حمد بن عبدالله القاضي فقال: انني احيي هذه البادرة الوفائية من نادي القصيم الادبي الذي اقام هذا التكريم لرجل يستحق كل تكريم الا وهو العالم الاديب الموسوعي معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي.
هذا الرجل الذي خدم تاريخنا وادبنا وجغرافية بلادنا وقبل ذلك خدم عقيدتنا وعالمنا الاسلامي من خلال منصبه في رابطة العالم الاسلامي ومن خلال كتاباته عن كافة الدول الاسلامية.
وجميل ان يأتي هذا التكريم من نادي القصيم الادبي على وجه الخصوص وذلك لان الشيخ قدم خدمة خاصة لهذه المنطقة حيث كتب عن جغرافيتها وانسابها وحقيقة فإنني اتطلع الى ان يمتد هذا التكريم من منبر النادي الى تكريم آخر يتناول العناية بمؤلفاته وطباعتها مرة ثانية وبالاخص الكتب والمراجع التي تناولت منطقة القصيم .
وفي الختام دعا الاستاذ القاضي الله عز وجل لشيخنا بطول العمر وبمزيد من الصحة ليواصل رسالته السامية في خدمة تاريخنا المجيد وفكرنا الاصيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.