بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الهندي أبوبكر زين العابدين عبدالكلام خلال اجتماعهم بقصر الجمهورية في نيودلهي مساء أمس آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات والقضايا ذات الاهتمام المتبادل. حضر الاجتماع أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين وعدد من المسؤولين في الحكومة الهندية. وقد أقام الرئيس أبوبكر زين العابدين عبدالكلام حفل عشاء تكريماً لخادم الحرمين. وفي بداية الحفل صافح خادم الحرمين دولة رئيس الوزراء الهندي مانمو هان سينج ونواب رئيس الوزراء والوزراء وكبار المسؤولين الهنود. كما صافح فخامة الرئيس الهندي أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين. ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس الصديق.. أيها الأصدقاء.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكر فخامتكم على ما أعربتم عنه من مشاعر كريمة نحو وطني ونحوي ويسرني أن أنقل تحيات الشعب السعودي إلى الشعب الهندي الصديق وتمنياته وتهانيه بمناسبة يوم الجمهورية كما يسرني أن أعرب لكم عن خالص التقدير لما لقيناه من حسن الاستقبال والضيافة. إنني آمل أن تمثل هذه الزيارة خطوة نحو تطوير علاقتنا الثنائية وتقويتها.. إن هذه العلاقة تزداد اليوم عمقاً مع زيادة التبادل التجاري والاستثماري بيننا ومع التعاون الوثيق في ميدان الطاقة وخاصة فيما يتعلق بضمان الإيرادات التي يحتاج إليها الاقتصادي الهندي.. إن النهضة الاقتصادية التي تعيشها بلادكم هي مصدر إعجاب العالم كله، وإنه ليسعدنا أن تكون المملكة في مقدمة شركاء الهند التجاريين، ولا يفوتني أن أقول إن المملكة سعيدة باستضافة قرابة مليون ونصف المليون مواطن هندي يعيشون على أرضها ويساهمون في عملية التنمية وفي رخاء البلدين. فخامة الرئيس.. أيها الأصدقاء. إن الاستقرار يتطلب الأمن والسلام. والحروب كما يدرك كل العقلاء نار مدمرة تأكل الأخضر واليابس ولا يوجد فيها منتصر ومهزوم لذلك ومن منطلق الحرص على السلام وفي ضوء علاقتنا الممتازة المعروفة مع باكستان وعلاقتنا المتنامية مع الهند فإننا نتمني أن تنجح المباحثات بين البلدين في الوصول إلى الحلول لكل القضايا العالقة التي يرضاها الطرفان وتنزع فتيل الخلاف وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة ومن المنطلق نفسه فإننا نأمل أن يستمر دعم الهند التاريخي للقضية الفلسطينية لتساهم في الجهود الدولية للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة لهذه المشكلة التي طالت وأثرت على استقرار المنطقة. فخامة الرئيس.. أوجه الدعوة لفخامتكم ولدولة رئيس الوزراء لزيارة المملكة العربية السعودية. شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأكد الرئيس الهندي في كلمة ألقاها خلال حفل العشاء أن هذه الزيار تعتبر خطوة كبيرة في تعزيز علاقات الصداقة والإخوة. وكنا نتطلع بلهفة إلي زيارتكم هذه معرباً عن سعادته بالالتقاء بخادم الحرمين كممثل للشعب الذي تفاعلت معه الهند منذ أمد طويل. وقال الرئيس الهندي إنه لشرف لنا اختياركم الهند كإحدي الدول الأولي في زيارتكم بعد توليكم حكم المملكة العربية السعودية. وقد مضي حوالي 50 عاماً منذ زيارة ملك سعودي إلى الهند وإنه لشرف لنا أن تكونوا بيننا الليلة. وأضاف إن هذه الزيارة تبين مدي أهمية الهند لديكم وحبكم لها. وكانت زيارتكم منتظرة منذ وقت طويل وتكتسب أهمية في إطار التغيرات البعيدة المدي التي تحدث في العالم والمنطقة. كما تشير إلى حافز جديد لحوارنا السياسي وشراكتنا الاقتصادية. وأعرب الرئيس الهندي عن سعادته بكل ما يعزز روابط الصداقة القائمة بين المملكة والهند منذ أمد طويل. وأضاف: إن الهند والمملكة العربية السعودية ربطتهما دائماً علاقات الصداقة بيد أنه يتعين على هذه العلاقات أن تحقق كامل إمكانياتها وقد حان الوقت الآن لتعزيز وتوسيع المزيد من هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات مرتفعة جديدة. وبصورة خاصة نريد تعزيز علاقاتنا في مجال التجارة والاستثمار. وإن اقتصاد البلدين مكمل لبعضه، فالنمو الاقتصادي السريع للهند يوفر فرصاً جديدة لشراكات مهمة في عدة قطاعات تشمل الطاقة والبنية التحتية والتصنيع وتقنية اتصالات المعلومات والعلوم والتقنية. ونحن بحاجة إلى إقامة شراكة إستراتيجية في مجال الطاقة وتطوير شراكة طويلة الأجل عبر مشروعات مشتركة في مجالات الغاز والطاقة في المملكة العربية السعودية والهند. ونرحب بالاستثمارات السعودية في اقتصادنا ونتطلع إلى عهد جديد من التعاون من أجل المنفعة المشتركة للبلدين. والهند مستعدة لمشاركة الأصدقاء السعوديين في خبرتها في العلوم والتقنية وتقنية المعلومات والتقنية الحيوية والرعاية الصحية والتعليم العالي. ومن بين المجالات الممكنة للتعاون تطوير تقنية تحلية المياه من خلال الطاقة الشمسية وستكون فعالة من ناحية التكاليف من خلال مصادر الطاقة غير التقليدية. كما أعرب الرئيس الهندي عن تقديره للمبادرة لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في الرياض في شهر فبراير من العام الماضي والدعوة إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب وإننا نتطلع إلى تعاون شامل بين الممكلة والهند لتعزيز أمن منطقتنا. والإصلاحات الاقتصادية التي انطلقت في بلدينا وأسواقنا الواسعة والنامية تقدم فرصا جديدة للمشروعات المفيدة المشتركة. وقد أوجد عهد العولمة فرصاً وتحديات جديدة تمكن الهند والمملكة العربية السعودية المواجهة المشتركة من خلال تعزيز التعاون للمصلحة المشتركة وسوف تعزز العلاقات الاقتصادية الواسعة النطاق علاقاتنا السياسية والإستراتيجية الوثيقة المرتكزة على قرون من الروابط التاريخية والثقافية. المباحثات التي أجريناها معكم يا خادم الحرمين الشريفين اليوم قد أكدت مشاركتنا في التشابه الكبير في وجهات النظر حول كثير من القضايا العالمية المهمة بصورة عامة ومنطقتنا بصورة خاصة. وكلانا ندعم إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة وقابلة للحياة وعودة السلام والازدهار إلى تلك الأرض. ونتطلع إلى رؤية عراق مستقر وسلمي ومزدهر ومتحد. ولدينا مصالح متشابهة في المحافظة على مناخ آمن وسلمي في الخليج من أجل تطور دول المنطقة.