يصادف اليوم الخميس 26 من يناير 2006م الموافق 26 من ذي الحجة 1426ه اليوم العالمي للجمارك حيث تحتفل بهذا اليوم منظمة الجمارك العالمية في بروكسل التي تضم في عضويتها 165 دولة تشكل أغلب إدارات جمارك دول العالم، ويأتي الغرض من ذلك تذكير المجتمع بالدور الذي تضطلع به إدارات الجمارك في الدول الأعضاء في خدمة المسافرين وانسياب التجارة ومواصلة تعزيز هذا الدور من خلال تزويد الدول الأعضاء وإطلاعها على كل ما هو جديد في مجال مكافحة التهريب بكل أشكاله واستخدام التقنية الحديثة في مجال الإجراءات الجمركية وتبادل المعرفة بين الدول الأعضاء عند تطبيق تجارب ثبت نجاحها، وقد ركزت منظمة الجمارك العالمية على أن يكون عنوان هذا اليوم (متطلبات إدارات الجمارك للتنفيذ الفعال لإجراءات أمن وتسهيل سلسلة التوريد في التجارة الدولية). ***** تجربة المملكة جديرة بالتقدير لقد أصبحت تجربة الجمارك في المملكة العربية السعودية في مجال تسهيل وانسياب التجارة من التجارب الجديرة بالتقدير نتيجة الجهود التي تقدمها بفضل الله ثم بتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين والإشراف المباشر من معالي وزير المالية والمتابعة المستمرة لمعالي مدير عام الجمارك حيث أنشئ في المملكة العربية السعودية 32 منفذاً جمركياً تمتاز بتطبيقها العديد من المتطلبات الجمركية التي تسعى المنظمات الدولية المتخصصة إلى إقرارها في كل الجمارك العالمية، ولعل من أبرز الإنجازات التي قامت بها الجمارك السعودية في مجال تبسيط وتسهيل الإجراءات الجمركية ما يلي: - الكشف والمعاينة على جميع الإرساليات الواردة أو الصادرة بواسطة الكلام الجمركية واستخدام مناظير فحص الأماكن المغلقة والمعتمة Fiber Optic وأجهزة قياس الكثافة Pusters وأجهزة قياس الأبعاد باستخدام أشعة الليزر. - تأمين أحدث أنظمة فحص الحاويات والبرادات بواسطة الأشعة السينية (ستة أجهزة في الجمارك البرية وخمسة في الجمارك البحرية) يمكن للنظام الواحد فحص ما يقارب 40 حاوية في الساعة بقدرة على العمل لا تقل عن 20 ساعة متواصلة بطاقة إنتاجية تصل إلى 900 حاوية يومياً. - تأمين وتركيب أجهزة لمعاينة الطرود يتم بواسطتها كشف ومعاينة الواردات والصادرات والإرساليات العابرة دون الحاجة إلى تفريغها. - تطبق الجمارك السعودية في إطار الاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نظام جمارك موحدا مع دول المجلس يتواكب مع التطورات الحديثة التي طرأت على التجارة الدولية. - تبنت الجمارك السعودية منذ عام 2000م استخدام أسلوب التعبئة على طبال للبضائع الواردة والصادرة بمواصفات ومقاييس دولية؛ تفادياً لتلفها أو إلحاق الضرر بها أثناء تفريغها للمعاينة. تطبيق نظام النافذة الواحدة - بدأت المملكة منذ نحو أربع سنوات تطبيق نظام النافذة الواحدة لتخليص البضائع في كل المنافذ الجمركية البحرية والبرية والجوية. - تخفيض الرسوم الجمركية من 12% إلى 5% على ما نسبته 85% من السلع الأجنبية المستوردة للمملكة. - إعفاء العديد من السلع من الرسوم الجمركية نتيجة توحيد التعريفة الجمركية مع دول الخليج العربية وانضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية والاتفاقيات المنبثقة عنها كاتفاقية تقنية المعلومات واتفاقية النظام المنسق للكيماويات ويبلغ عدد السلع التي تم إعفاؤها 469 سلعة. - العمل بالبيان الجمركي الموحد لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في كل الأغراض الجمركية. - عمدت الجمارك السعودية إلى تطبيق فسح البضائع المتماثلة مثل الأخشاب والحديد والسيارات قبل وصولها بحيث يتم إنهاء إجراءاتها وتحصيل الرسوم الجمركية الواجبة عليها من خلال المستندات ويقتصر دور الجمارك عند وصول الإرسالية على المطابقة مع محتويات المستندات المقدمة. - إقامة مستودعات عامة في الموانئ الرئيسية (ميناء جدة - ميناء الدمام) لإتاحة الفرصة للتجار والمصدرين لتخزين الإرساليات الواردة دون تحصيل الرسوم الجمركية. - تقليص قوائم السلع المقيدة أو التي يتطلب استيرادها ضرورة الحصول على إذن أو ترخيص استيراد مسبق. - إلغاء إجراءات النقل بالعبور (الترانزيت) في إطار الاتحاد الجمركي مع دول مجلس التعاون الخليجي بحيث تتم معاينة السلع الأجنبية الواردة لدول المجلس من العالم الخارجي وإنهاء إجراءاتها وتحصيل الرسوم الجمركية المواجبة عليها في أول منفذ جمركي لدول المجلس. - لا تستوفي المملكة أي رسوم مقابل الخدمات التي تقدمها لوسائل النقل القادمة والعابرة أراضيها. - تنتقل المنتجات الوطنية لدول المجلس فيما بين هذه الدول دون الحاجة إلى أن تكون مصحوبة بشهادة منشأ متى كانت السلعة تحمل دلالة منشأ (بلد الإنتاج). نظام الحاسب الآلي يسهم في إدارة الأعمال الجمركية الجدير بالذكر أن الأعمال الجمركية والمالية والإدارية في الجمارك السعودية تدار من خلال نظام حاسب آلي متقدم (أوراكل Oracle) ونظام تشغيل مايكروسوفت 2000 وشبكة محلية في كل جمرك حيث بلغ عدد البرامج التي تم تطويرها وتطبيقها 20 برنامجا في مصلحة الجمارك و20 برنامجا في المنافذ الجمركية، ويمكن بواسطة هذه البرامج متابعة كل الإرساليات الواردة والصادرة والعابرة وتسجيل جميع مراحل الفسح الجمركي ومعرفة الموظف الذي مارس النشاط وقياس الفترة الزمنية من دخول البضاعة حتى خروجها من الساحات الجمركية، وتم مؤخراً تشغيل نظام آلي يقوم بإدارة عملية التحكم في بوابات الخروج في الساحات الجمركية بحيث يتم قراءة رقم الحاوية ورقم الشاحنة بواسطة كاميرات رقمية مربوطة بنظام الحاسب الآلي وبواسطتها يتم الإذن بفتح بوابة الخروج آليا لإخراج الشاحنة. وفي إطار تسهيل التجارة الدولية اتخذت الجمارك السعودية من خلال تجربتها بعض الأمور المهمة وهي ما يلي: - تطبق الجمارك السعودية الأسس التجارية الدولية الموحدة التي صدرت عن منظمة الجمارك العالمية ومنظمة التجارة العالمية في مجال تطبيق النظام المنسق لتصنيف وتبويب السلع ومواكبة آخر التعديلات والتطورات في هذا المجال، والتثمين الجمركي، وحماية حقوق الملكية الفكرية وقواعد المنشأ الدولية. - الانضمام إلى الاتفاقية الدولية (كيوتو) الخاصة بتبسيط وتسهيل الإجراءات الجمركية. - انضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية. - الاسترشاد بالأفكار والعناصر التي اشتمل عليها بيان (أروشا) حول الإدارة الرشيدة والنزاهة في الجمارك. - ترسيخ مبدأ ومفهوم التعاون مع جميع الأجهزة الحكومية العاملة في الدائرة الجمركية لإحكام الرقابة على المنافذ الجمركية ومنع تسرب المواد الممنوعة إلى البلاد. ضمان سلامة الواردات وفي هذا الجانب يحرص المسؤولون في الجمارك السعودية على إطلاع مسؤولي الجمارك في الدول الأخرى - عند الطلب - والمسؤولين في المنظمات الدولية ذات العلاقة على تجربة المملكة في مجال تسهيل انسياب السلع المستوردة والمصدرة مع الحرص على ضمان سلامة الواردات من الممنوعات؛ حيث زار السيد كنوي ميكوريا مساعد مدير عام في منظمة الجمارك العالمية ميناء جدة الإسلامي أثناء مشاركته في اجتماع الخبراء المعنيين بتسهيل التجارة في إطار منظمة التجارة العالمية الذي عقد في مدينة جدة برعاية البنك الإسلامي للتنمية خلال الفترة 27-28 سبتمبر 2005م واطلع خلالها على حجم وسير العمل في الجمرك والتعرف على الإجراءات الجمركية التي تتم على البضائع واطلع على أجهزة فحص الحاويات والإمكانات والتسهيلات التي يقدمها الجمرك للمتعاملين معه، كما اطلع على شاشة العرض الآلي لسير المعاملات الجمركية التي يسترشد بها المتعاملون مع الجمرك؛ لمعرفة خطوات سير المعاملة الجمركية، وإلى أين وصلت معاملاتهم؛ ليتسنى لهم متابعتها، كما زار سعادته المبنى الجديد للجمرك الذي يضم جميع الجهات الحكومية المرتبطة بالمعاملة الجمركية تحت سقف واحد ومدى الاهتمام والحرص بالنواحي الأمنية في إجراءات الدخول والخروج للبضائع من الدائرة الجمركية دون حدوث أي عوائق في تسهيل إجراءات انسياب السلع المستوردة، وقد أبدى إعجابه بفكرة المبنى الجديد للجمرك الذي يضم جميع الدوائر الحكومية تحت سقف واحد وانسيابية سير العمل فيه، وبما شاهده من إمكانات تقنية وآلية تسهم في تعجيل الفسح الجمركي، وأكد أن ذلك مما يتفق مع توجهات منظمة الجمارك العالمية حول أمن وتسهيل التجارة الدولية. ويتطلع المسؤولون في الجمارك السعودية دائماً إلى مواصلة تعزيز هذه الجهود من خلال متابعة آخر التطورات العالمية في المجال الجمركي، سواء الإجرائية أو التقنية، بما يحقق تسهيل حركة التجارة الدولية من استيراد وتصدير وإعادة تصدير وترانزيت، وبما يضمن سلامتها وخلوها من الممنوعات.