حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على طيب القول وحُسن الكلام، كما في قوله (الكلمة الطيبة صدقة) لما لهذه الكلمة من آثار في خلق التآلف والمحبة والمودة وتطييب النفوس بين قلوبنا. والحقيقة الجوهرية هنا أن نكون صادقين بكلمتنا الطيبة في تعاملنا اليومي مع ربنا عز وجل ومع بعضنا البعض.. وعندها سننعم بالجنة بإذن الله. وأيضاً لا ننس الدعاة جزاهم الله كل الخير لما يقومون به من جهود جبارة في دعواتهم بأن أقدّم لهم ما قاله الله عز وجل في كتابه العزيز: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}صدق الله العظيم. هناك مشاكل عديدة وخطيرة ونعاني منها للأسف وهي لا تعد ولا تحصى بمجتمعاتنا، ولكن باعتقادي الشخصي لا وجود لمشكلة اصعب من مشكلة الكلام، فهو يصدر أحياناً منا بطريقة سيئة بدون تفكير وتعقل، وكثيراً ما ينتج عنه منازعات ومشاكل وحقد وكراهية لا نهاية لها وتمزيق للصفوف وتفريق للقلوب.. ونحن بغنى عما ذكر كله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله بالحديث الشريف فيما معناه: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب) صدق رسول الله. أما ثمرة الخلق الطيب والتربية الصالحة الناشئة عن العقيدة الإسلامية الصحيحة فهي النجاح.. وأسباب النجاح لنا في حياتنا هي الكلام الحسن، الكلام الطيب الذي يجلب لنا السعادة والسرور في دنيانا وآخرتنا.. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ}صدق الله العظيم. وترشدنا هذه الآية الكريمة إلى أن القرآن منحنا العلاج الصحيح بإرشاد المؤمنين الى أن يحسنوا لبعضهم البعض وأن يختاروا الكلام الطيب، لا أن يكون كلامهم بين بعضهم البعض بذيئاً؛ لأنه سيولد بينهم الشر والعياذ بالله والوقوع بالمشاكل والخصومة وغيره. كما يجب علينا لدى تخاطبنا فيما بيننا أن نخفض من أصواتنا احتراما فيما بيننا.. وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} صدق الله العظيم. يجب علينا أخي الكريم أن نعامل بعضنا البعض برفق ولين ولا نكون شرسين في أخلاقنا بالقول والفعل؛ لكي لا نتفرق عن بعضنا البعض.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) صدق رسول الله. ختاماً: إن كسب قلوب الناس ليس بالمهمة السهلة إلا لمن يسهلها الله تعالى له؛ لذا علينا أن ننصح بعضنا البعض بشكل دائم ونتعود على قول الكلام الحسن الذي يجلب الفوز بالجنة لنا، ونبتعد كل البُعد عن الكلام السيئ الذي يجلب لنا النار والعياذ بالله، وهذا إرشاد للجميع مني أنا العبد لله بأن نكون من أهل الكلام الحسن في كل ميدان وكل شأن بإذن الله تعالى.. وقد قال الإمام الشافعي: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا