أكدت دراسة علمية أن ماء زمزم خير ماء ينبع من الأرض وأن الله سبحانه جمع فيه من البركة والشفاء ما لا يوجد في ماء غيره، وأن هذا الماء لا ينبض ولا ينتهي وفي تجدد مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، وذكرت الدراسة التي أعدها الدكتور محمد عزت عبدالعال الحاصل على دكتوراه في المياه أن لزمزم أسماء عديدة منها (هزمة إسماعيل، وحفيرة العباس، وطيبة، ونقرة الغراب، وباعة العيال) وقال في دراسته (زمزم من الوجهة الدينية والعلمية): إن تسمية البئر بزمزم يرجع إلى كثرة مائها وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على الشرب منها وقال فيها (خير ماء على وجه الأرض، ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم). ومن أسرار مياهها أن الله جمع فيها بين الإرواء من العطش والإشباع من الجوع حيث يقوم الماء مقام الغذاء وهو ما يوضحه قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه (طعام الطعم). كما تكمن عظمة ماء زمزم في تكيفه على نية شاربه وفق الحديث الشريف (ماء زمزم لما شرب له) فإن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته لتشبع أشبعك الله، وإن شربته ليقطع الله ظمأك قطعه. ويؤكد الدكتور عزت عبدالعال أن المريض إذا شرب من ماء زمزم بنية الشفاء شفاه الله بإذنه بشرط أن يشربه بنية خالصة وتوكل على الله في الشفاء، كما أن هناك حالات مرضية عجز الطب عن شفائها فلما شرب المصابون من ماء زمزم شفاهم الله، وأن شفاءهم جاء بعد توكلهم على الله وإخلاصهم النية له، وبعد ما تفاعل ماء زمزم بعناصره الكيميائية مع المرض فقضى عليه، ويوضح الدكتور في رسالته أنه كان مصاباً بالحساسية ومواظباً على الأدوية التي كتبها الأطباء ولكنها لم تؤدِ إلى نتيجة، فهيأه الله إلى شرب ماء زمزم بنية الشفاء من هذا المرض، بعد ما قرأ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما ء زمزم لما شُرِبَ له) فشفاه الله. وأوضحت الدراسة أيضاً أن زمزم تقع فوق ثلاثة تصدعات تمتد من الكعبة المشرفة والصفا والمروة باتجاه البئر وأن ارتفاع الجبال المحيطة يساعد في تجمع مياه الأمطار باتجاه مكةالمكرمة حيث يوجد وادي إبراهيم، الذي يعد أهم مستودع أرضي للمياه الجوفية لمنطقة مكةالمكرمة، وتغطية الصخور الرسوبية والصخور النارية، ويمتلئ الوادي بالرمل الرخو والحصى والزلط مكوناً الوادي. وأكد الباحث أن معدل تدفق المياه من خلال تكوينات الوادي أعلى بكثير من المعدلات المسجلة في الأودية في العالم، كما أن نقاء الماء يساعد عليه الصخور الجرانيتية الصلبة المحيطة بالبئر لتمنحه حماية إلهية من أي تلوث يغير ماءه؛ ويبلغ منسوب مياهه ثلاثة أمتار أسفل سطحه. أما عن تركيبة المياه فيؤكد الباحث أن الإنسان يقف عاجزاً أمام تفسير نتائج التحاليل الكيميائية لماء زمزم حيث لا تخضع تركيبته للمواصفات البشرية وقياسات البحوث المتخصصة فهو ماء لا يتعفن أو يتعطن عند تعبئته، أو تخزينه، كعسل النحل، وهذا لا يحدث لأي نوع آخر للمياه يُترك معرضاً للعوامل الجوية فترة طويلة سواء كانت مياه البحار والأمطار أو المياه الجوفية في أي بقعة في العالم، وإن ذلك يعود إلى عدم تكاثر الجراثيم في الماء لنوعية المكونات الكيميائية، وقد حُكِي أن حاجاً روسياً احتفظ بماء زمزم (12 عاماً) دون أن يفسد أو يتغير لونه، أو طعمه، وهو ما يؤكد أنَّه أعظم ماء على وجه الأرض.