سجل سوق الأغنام في محافظة الأحساء (أحد أكبر أسواق الماشية في المملكة) ارتفاعاً مفاجئاً في أسعار الأغنام إذ بلغ سعر النعيمي البلدي الهرفي 500 ريال بعد ما كان سعره لا يتعدى 400 ريال فيما وصل سعر النعيمي البلدي الجذع إلى 750 ريالاً بعد ما كان سعره 580 ريالاً فيما تزايدت أسعار جميع أنواع الأغنام بعد ما كانت تسجل ثباتاً في أسعارها بمتوسط 350 حتى 600 ريال طوال الأيام الماضية. أحد الباعة علل هذا الارتفاع المفاجئ في هذه الأيام بكثرة الطلب على الأغنام مقابل قلة المعروض مشيراً إلى تأثر السوق بقرار منع استيراد الأغنام من أغلب الدول مؤكداً أن تجار الأغنام في مناطق المملكة المختلفة يشترون الأغنام من سوق حفر الباطن. كذلك أشار البائع نفسه إلى أن من أسباب ارتفاع الأسعار في هذه الأيام الأجواء التي أطلق عليها (بالأجواء الربيعية) وهو لجوء الباعة بعدم عرض أغنامهم هذه الأيام للبيع محتفظين بها إلى أيام موسم عيد الأضحى التي عادة ما تكون الأسعار جيدة بالنسبة للبائع والتي توقع أن يتجاوز سعر الأضحية 1000 ريال. فيما أرجع بائع آخر أسباب ارتفاع الأسعار إلى الأمطار التي هطلت على مناطق المملكة الأمر الذي وجد فيه الراعي وصاحب الأغنام مكسباً حيث لا تكلفه ماشيته مأكلاً ولا مشرباً بل يتركها ترعى في البراري حتى اقتراب أيام عيد الأضحى. أما في حالة قلة الأمطار فإن صاحب الأغنام يكلفه الكثير في توفير الأعلاف والرعاية وغيرها لماشيته لذلك يلجأ إلى بيعها حتى يسلم من خسائر الصرف عليها. كما أضاف أحد الباعة أن من أسباب ارتفاع الأسعار اعتماد الزبائن على نوعيات محددة من الأغنام وترك نوعيات أخرى مضيفاً أنه يوجد حالياً في السوق أغنام استرالية بأسعار جيدة إلا أن زبائننا لا يفضلونها. وحول سؤالنا لأحد الباعة عن وجود اتفاق بين الباعة بعضهم مع بعض في السوق على سعر معين لا يخفضونه بهدف ضمان استمرارية الأسعار الخيالية، أجاب البائع بأن جميع من في سوق الأحساء من (شريطية) يشترون أغنامهم من تجار مختلفين بالجملة ونحن هنا دورنا في السوق نبيع بالتجزئة مكتفين بمكسب 20 ريالاً إلى 30 ريالاً مكسباً لكل رأس. وفي سؤالنا عن نسبة مبيعات الأغنام هذه الأيام في ظل ارتفاع الأسعار أجاب أحد الباعة بأن المبيعات جيدة نوعاً ما مرجعاً ذلك إلى كثرة رحلات البر والحفلات والزواجات والتي عادة ما يحبذها الأحسائيون. وأضاف بائع آخر أن كثيراً من الزبائن يشتري في هذه الأيام أضحيته ويبقيها لديه إلى العيد هروباً من سعرها المرتفع كثيراً في أيام عيد الأضحى. والتقينا بأحد الزبائن الذي قال إنه قرر في ظل ارتفاع الأسعار الرجوع إلى اللحوم البيضاء كما حصل سابقاً مع ظهور بعض الأمراض في المواشي أفضل من أن استمر في تشجيع هذه الابتزازات مضيفاً إلى أن عدم اكتراث البعض في السعر هو أحد أسباب الارتفاع والمبالغة في السعر.