قرأت ماكتبه الأخ زبن بن عمير الأسبوع الماضي حول شعراء الاغنية إن صح التعبير ومايواجهونه من إهمال من الصحافة في تصنيفهم كشعراء وبين مايلاقونه من استغلال جزئي لهم من قبل الفنانين، وأقول: إن هؤلاء يكتبون ويتعبون وفي الأخير يدفعون مقابلا ماديا أيضا، ومع هذا، فالشهرة للفنان وليست للكاتب. السؤال الأكيد أن هؤلاء الكتاب لو لو يكن هناك لحن وغناء هل ستذهب كلماتهم؟؟!! إطلاقا لأنه لايستطيع إلقاءها في محفل رسمي فلاحظ قوة الشعر في المدح والفخر والحماسة ستجد أن الشعر الأصيل هو الأقوى، ولم نر كاتب أغنية يثير حماسة محفل، الشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة أوحكمة فهو تقطيع وأوزان، أين الوزن عند كتاب الأغنية!!!! لنعد للنقطة الأهم الا وهي لماذا قلنا عن بعض كتاب الاغنية شعراء وعن آخرين لا!! ببساطة أرى أن من يكتب القصيدة العمودية بإتقان نستطيع أن نقول عنه شاعرا أو ناظما لأنه أجاد وزنا وقافية، أما من يكتب الأغنية فهو كاتب فقط، وعندما يكون بعضهم مع التيار ويكتب النوعين فهو شاعر للاولى، وكاتب للثانية، فمثلا بدر بن عبدالمحسن وعبدالرحمن بن مساعد وسعود بن عبدالله وأسيرالشوق أبدعوا في القصيدة العمودية وذكرناهم شعراء وكتبوا الاغنية وقلنا كتابا، ولم نقل لهم أنهم شعراء في الحالتين لأي سبب. فهل نقارن رجلا يتعب في تركيب المعنى على وزن وقافية وموهبة من البارئ بجيل أصبح جله يكتب الاغنية بسهولة!! الامر ببساطة ان من لايكتب الشعر ليس بشاعر، ومن كتب الاغنية هو كاتب ودققوا معي في مفردة مهمة، فهم يطلق عليهم كتاب أغنية او شعراء أغنية فربط المسمى بالاغنية فقط، إذن لو انتفى الغناء لانتفت الصفة وهي الشعر. باع علي عسيري الأغاني بقراره، وصرح أخيرا بقراره، وليته قال: إن آخر ماباعه كانت الاماكن مثلا التي رأيناه بين زاوياها ماثلا، أوليت علي سكت عما قاله لأن الاعتراف بهذا لامر شجاعة ولكن الشجاعة تكتمل في فضح المزيفين سارقي الادب، وليس أن تعري نفسك فقط فهل لنا بشجاعة أخرى؟