بعد الأحداث (المؤسفة)، التي شهدتها مباراة (الأهلي والمصري)، للجماهير المصرية قبل يومَيْن، وصلتني رسالة (مؤثرة جداً) من أحد الأصدقاء المصريين، عبارة عن (أبيات شعرية)، كتبها شخص فَقَد (أخاه) هناك.. ولضيق المساحة، واحتراماً لمشاعر كاتبها، لن (أبترها هنا)، لكن المقصود أنّ هذه (الأبيات) كانت غاية في الروعة والتأثير, لأنها كانت صادقة، وتعكس مشاعر قائلها..!!. مُذيعة إحدى (المحطات الشعرية) الخليجية قالت لي الأسبوع الماضي: إنّه بمُجرد (جلوس الشاعر) أمامي أكتشف إذا ما كان هو (قائل) الأبيات الشعرية بالفعل التي يرددها؟! أم ممّن يُجيدون الكلام ويتشدقون به، بعد الدفع..؟!. طبعاً كشفت لي (الزميلة) مشكورة بعض الأسرار من خلال خبرتها، حول كيفية اكتشاف الأمر بسهولة.. ولكن بكل تأكيد سيتم تمرير السرقة من باب الستر؛ (فالفساد الشعري) منذ عصور طويلة، فمن يملك المال يُمَكن من (مشاعر عديدة) للأسف..!!. بالأمس أجريت لقاء مع الشاعر الخلوق (بندر الرشود)، وهو أحد أشهر (شعراء الأغنية) السعودية؛ حيث غنى له الفنانون والفنانات أكثر من (100 أغنية)، طوال السنوات الماضية، قبل أن يتحول من كتابة (قصائد الغناء) إلى كتابة (قصائد الإنشاد)، باحثاً عن التفكر والقراءة، وتطوير الأدوات, أكثر من الركض خلف الشهرة..؟!. بندر (اعترف لي) بأنّه يُساعد في كتابة قصائد الغير، من باب الفزعة طبعاً، ونقل الخبرة، أو ما اتفقت معه على تسميته (بتدريس الشعر)، إنْ جاز التعبير؛ فهو لا يرى (غضاضة) في الأمر، طالما أنه في بدايات الشاعر، وللأخذ بيده، وهو بالمُناسبة شعور نبيل، وكرم خلق..!. في الأيام الماضية نشرت إحدى الصحف (إعلاناً) لأحد الشعراء السعوديين، يبدي فيه استعداده لبيع وكتابة (أبيات شعرية) لمن يرغب من الجنسين، ونشر تسعيرة لذلك ؟!. اللافت أن (أغلى الآبيات) تكلفة هي أبيات الغزل؛ فالشطر الواحد يكلف صاحبه (خمسين ريالاً), يا بلاش!! وقد يكون لكذب (المشاعر في الحب) دور في ذلك؟!. معلوم أنّ الشعر (أعذبه أكذوبة)، ويبدو أنّ (المشاعر) تبعاً لذلك!!. هل يُمكن تعلُّم الشعر؟! هل (مجتمعنا كله) شاعري لهذه الدرجة؟! هل تتفقون معي أن (السواد الأعظم) منا تحولوا إلى شعراء؟! وأنّ الأمر لم يعد حكراً على (أصحاب القصائد المخمَلية)؟!. أعترف بأني لا (أقرض الشعر)، لكن متى ما أردت إيصال (مشاعري) فلست بحاجة لشاعر، أو شاعرة، لإيضاح ما أريد بالنيابة..!!. فإن كان الشعر (وزناً، وقافية)، أنت مَنْ يملك إحساسهما، فليس كل (موزون) شعراً، ولا كل من يعرف (الوزن) شاعراً..!!. والمشاعر الصادقة لا تأتي عبر (قراءة العيون)، لما خطته (أنامل آخرين)، فهذا فن (الكتابة بالنيابة)..؟!. إنّهم (لصوص)، بعضهم يسرق المال مقابل الكلام، والأخطر من يخطف (المشاعر) بكلام مسروق..!!. وعلى دروب الخير نلتقي.