افتتح معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي يوم أمس ندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج هذا العام تحت عنوان (القيم السلوكية الإسلامية في الحج) وذلك بقاعة التضامن الإسلامي بمكةالمكرمة. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة بالقرآن الكريم ثم ألقى أمين عام الندوة الدكتور هشام بن عبدالله العباس كلمة رحب فيها بجميع المشاركين في الندوة التي يتزامن انعقادها مع اختيار مكةالمكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2005م، مشيراً إلى أن الثقافة في جانب منها مجموعة القيم الإنسانية والسلوكية التي تسهم في صنع الهوية، وأن هذه الندوة التي دأبت وزارة الحج عليها تنتهز فرصة هذا التجمع الإسلامي الكبير لعقدها تأتي اليوم لتؤكد أثر هذه العاصمة المقدسة على مدى التاريخ في تشكيل الهوية الإسلامية. وقال إن وزارة الحج في كل عام وكل ندوة سنوية يكون هناك محور رئيس تدور حوله هذه اللقاءات وكان المحور الرئيس الذي ارتاه المسؤولون في الوزارة وأمانة الندوة لهذا العام هو القيم السلوكية الإسلامية في الحج وتحت هذا العنوان الكبير تنتظم عدة محاور منها إلقاء الضوء على دور مكةالمكرمة في تشكيل وتوحيد الهوية الإسلامية والتعرف على تأثير مكةالمكرمة في الحياة الاجتماعية والثقافية لحجاج بيت الله الحرام والتعريف بحرمة المكان والزمان وتوعية الحجاج بآثار الحج في تقوية علاقة الإخوة الإسلامية بينهم وتوعية الحجاج بمختلف جوانب السلوك التي تتيح للحاج أداء نسكه في يسر وسهولة وأمان والتوعية بأضرار التدافع والتزاحم وكل ما يخدش سلامة الحج ويلحق الضرر والأذى بأمن وأمان الحج والحجيج. وأكد أن وزارة الحج ومن خلال عقد ندوة الحج الكبرى تسعى إلى أهداف منها إبراز الدور الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة والمملكة لخدمة الحج والحجيج وإبراز أهم الإنجازات والمشروعات العظيمة والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لخدمة المسلمين وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ حول قضايا الأمة الإسلامية والتواصل العلمي البناء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المختصين في معظم دول العالم. إثر ذلك ألقيت كلمة المشاركين ألقاها الدكتور زغلول النجار عبر فيها عن شكره لوزارة الحج لحرصها على إقامة هذه الندوة العلمية في كل عام والتي تتناول في كل عام موضوعاً علمياً يتم طرحه ومناقشته من قبل نخبة من العلماء والمختصين كما أنها تعد مؤتمراً علمياً يشارك فيها علماء الأمة من أجل بحث وتدارس ما يطرح في الندوة من موضوعات. كما نوه الدكتور النجار بما توفره المملكة العربية السعودية من رعاية شاملة لحجاج بيت الله الحرام في مختلف المجالات وما تبذله من جهود وتوفره من إمكانات لخدمتهم وراحتهم وتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وأمان. عقب ذلك ألقى معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة أكد فيها أن وزارة الحج تعودت وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين على أن تغتنم موسم الحج الذي يجتمع فيه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها لعقد هذه الندوة لتكون موسماً ثقافياً وثمرة خير من ثمار هذا المجتمع الإسلامي والاستفادة من وجود هذا العدد الكبير من العلماء والمفكرين والمثقفين ولتطرح أمامهم واقع العالم الإسلامي حاضره ومستقبله وما يؤمل له من تقدم وتعاون واستشراف لمستقبله. وبيّن معاليه انه في كل عام يلتقي نخبة من قادة الفكر والرأي من خلال هذه الندوة التي دأبت الوزارة على تنظيمها حيث يتبادلون الآراء والأفكار والمعارف، مشيراً إلى أن الموضوعات التي تتناولها هذه الندوة تتنوع، ففي كل عام يكون هناك موضوع تطرح من خلاله الآراء والأفكار والدراسات والأبحاث. وقال إن وزارة الحج رأت أن هناك أموراً كثيرة يحتاج المسلم والحاج إلى أن يراعيها كما أن هناك سلوكاً يحتاج إلى إبرازه والتركيز على تناوله بالنقاش والتذكير حتى ينعم الحاج بأداء حجهم في يسر وسهولة وأمان لا يعيقهم عائق ولا يعطلهم خطاء عن أداء الفريضة التي يجب أن تؤدى بكل خشوع، مبينا أن هذه الندوة هي جهد تسعى وزارة الحج والمسؤولون فيها من خلاله إلى بث الوعي والتوعية لدى حجاج بيت الله الحرام وترسيخ عدد من قواعد أدب السلوك التي لو سادت بين الحجاج لأعانتهم على قضاء حجهم بكل يسر كما أن هذه الندوة إبراز لبعض القضايا السلوكية التي لوحظت خلال المواسم الماضية بغرض تشخيصها وتفنيدها والتعرف على أبعادها ونتائجها. وأكد معالي وزير الحج أن حكومة المملكة تولي ضيوف الرحمن اهتماماً بالغاً وتجند كل إمكاناتها المادية والبشرية لخدمتهم، مشيراً إلى ما أنجزته الدولة من مشروعات وتوسعات متتالية في المسجد الحرام ومكةالمكرمة والمسجد النبوي وفي المشاعر المقدسة وفي كل مكان يمر به أو يحل فيه الحاج أو المعتمر، مفيداً أن ما تقوم به وزارة الحج من خدمات ما هو إلا جزء من المنظومة العريضة التي سخرتها الدولة لخدمة حجاج بيت الله الحرام. بعد ذلك بدأت جلسات الندوة والتي تستمر لمدة يومين حيث تناولت الجلسة الأولى عدة موضوعات وطرح فيها عدد من أوراق العمل والأبحاث تناولت حرمة الحرم والمشاعر المقدسة والحرمين الشريفين ومسؤولية الحجاج والمعتمرين والمقيمين نحوها والحج فريضة عظيمة لغفران الذنوب. كما تناولت الجلسة الثانية الاستطاعة في الحج من فقه النص إلى فقه الواقع والاستطاعة في الحج في ضوء المتغيرات المعاصرة وممارسة الحاج للتجارة ما له وما عليه. وقد قام معاليه بافتتاح المعرض المصاحب للندوة الذي نظمته مؤسسات الطوافة الأهلية وبعض الجهات الأخرى حيث اطلع على ما يشتمل عليه المعرض من وسائل تتعلق بخدمة ضيوف الرحمن وبعض الصور للحرمين الشريفين وغيرها من الوسائل المستخدمة في الحج قديماً وحديثاً.