مع ازدياد الطلب المتلاحق على الشبكة العنكبوتية في كل مكان على الكرة الارضية تقف الخطوط الهاتفية عاجزة عن تقديم ذلك النوع من الخدمة التي يُمكن لها ان تزيد من سرعة الوصول الى الانترنت والاستمتاع بها من دون المعاناة التي قد يتسبب فيها بطء نقل المعلومات كما ان الحلول التي تم التفكير فيها ومن بينها تقنية الالياف البصرية تبدو غير عملية ابدا وذلك لأن هناك حاجة ماسة لبناء وتشييد بنية تحتية كاملة في سبيل ان تصل هذه التقنيات الى مختلف المساكن والقطاعات التجارية والصناعية وهو ما يعني تكاليف مالية باهظة على كاهل من يرغب في ان يستمتع بما تقدمه مثل هذه التقنيات الجديدة، ومن ذلك على سبيل المثال ان التكلفة الشهرية لخدمة الانترنت باستخدام تقنية الالياف البصرية في الولاياتالمتحدة تصل الى ثلاثة اضعاف كلفة الخدمة العادية التي تصل عبر الهاتف. الا ان شركة تقنية جديدة في ولاية هيوستن الامريكية كشفت النقاب حديثا عن حل تقني جديد يحمل بشائر ايصال الانترنت بسرعة هائلة الى كل مكان وذلك عبر خطوط الكهرباء وهذه الشركة التي قام احد موظفي شركة مايكروسوفت السابقين بتأسيسها عام 1998 في طريقها لاحداث نقلة بل قفزة جديدة في عالم الاتصالات من خلال ايجاد التقنية التي تكفل بأن يتم نقل اشارات الاتصالات عبر خطوط الكهرباء بسرعة تقارب سرعة الضوء!! وهذا الامر له فوائده العديدة ومن بينها الوصول الى سرعة انترنت لم يتم الوصول إليها من قبل فالأرقام المتحفظة تدل على أنه وعبر هذه التقنية الجديدة يمكن الوصول الى سرعة اتصال بالانترنت تبلغ 2,5 جيجابايت في الثانية الواحدة وهو ما يعني بلغة الارقام ان في الإمكان تحميل 10 جيجابايت في اربع ثوان فقط مع الاستمتاع بمشاهدة البرامج التلفزيونية تماما كما في مشاهدة التلفزيون العادي. والامر الآخر الذي لابد من الاشارة اليه هو ان هذه التقنية التي تعمل من خلال تركيب جهاز خاص على مقبس الكهرباء (الفيش) لكل من يستخدمها بأن يستمتع بخدمات الهاتف والتلفاز والإنترنت في وقت واحد مع العلم بأن قيمة هذا الجهاز مبدئيا تصل الى 60 دولارا كما ان هذه التقنية تعني امكانية وصول الانترنت الى ما يقارب 85% من سكان العالم لان الكهرباء تصل الى 85% من سكان الارض مقارنة بنسبة لا تتعدى 15% مع خطوط الهاتف. وعلى الرغم من ان فكرة امكانية الاستفادة من الكهرباء في مجال نقل المعلومات ليست جديدة بل تعود الى 100 عام الا ان عقبات تقنية معقدة قد حالت دون الوصول الى هذه التقنية الا ان عبقرية ويليام ستيوارت العالم السابق في شركة مايكروسوفت قادته للتفكير في ان يعمل على ايجاد تقنية يُمكن من خلالها تحميل المعلومات على المجال المغناطيسي الناتج عن مرور الكهرباء عبر الاسلاك والموجود خارج هذه الاسلاك بدلا من حشر هذه المعلومات داخل الاسلاك نفسها وبذلك تمكن ستيوارت ان يتجنب المشاكل الناتجة عن إرسال المعلومات عبر اسلاك النحاس التي تحمل آلاف الفولتات ومن تلك المشاكل فقدان الاشارة. أحد المتخصصين في مجال الالكترونيات ونقل المعلومات اشار الى انه متى ما امكن البدء في تطبيق هذه الفكرة على نطاق تجاري واسع فإنها ستحدث ثورة تقنية جديدة تضاهي كل المجالات العلمية الاخرى. abanom @ aol. Com