لقد أحسنت شركة الاتصالات السعودية عندما خفضت قيمة الاشتراك لطالبي خدمة الهاتف الجوال، محاولة بذلك تقريب الفارق في قيمة الاشتراك بالهاتف الجوال في المملكة العربية السعودية مع الدول الاخرى، وبخاصة المجاورة لها، واتخاذ هذا القرار عمل تشكر عليه الشركة، ويحسب لها، حتى يستفيد من هذه الخدمة اكبر عدد ممكن من فئات المجتمع، ولكن اللافت للنظر التزاحم الشديد على مكاتب الاشتراكات الخاصة بالشركة، ووجود الاعداد الهائلة من الناس، والاقبال المتزايد للحصول على هذه الخدمة، وخاصة من فئات اعمارهم تعتبر صغيرة من الشباب، وكأن هذه الخدمة مطلب اساسي في حياتنا اليومية، وهنا أتساءل كما يتساءل غيري هل هؤلاء الشباب الصغار في حاجة ملحة وماسة لهذه الخدمة فعلاً؟ وهل الحصول عليها أمر ضروري أم أن الأمر لمجرد التباهي بينهم، حيث ترى كثيرا من هؤلاء يحمل عمداً الهاتف الجوال في احدى يديه، وهو يمشي في الشارع أو في الاسواق أو خلال تنقلاته بين المكاتب في عمله والجامعة والمدرسة، أو وضع الجهاز أمامه في جلسته في اي مكان، إلى هذه الدرجة وصلت اهمية الجوال في حياتنا، إذاً كيف نحن قبل وجود الجوال، وأعتقد ان هذا كله لمجرد ان يقال: لديه هاتف جوال كأنه لايوجد في هذا الجهاز منبه أو جرس عند الاتصال به. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل رسوم الاشتراك في السابق هي العائق الوحيد للحصول على هذه الخدمة، وفي اعتقادي ان هذه الخطوة التي اقدمت عليها الشركة تعتبر من احدى خططها التسويقية للحصول على مبالغ اكثر للشركة، والذي ارغب ان اقوله: إن المشكلة ليست في رسوم الخدمة، بل المشكلة في الفواتير وأسعارها المرتفعة التي سوف تجعل كثيرا من الناس يترك هذه الخدمة، خاصة ان أكثر طالبي الخدمة بعد التخفيض يعتبرون صغار السن ولا يمكن توفير المال اللازم لتسديد هذه الفواتير، لأن أغلبهم من الطلبة أو الذين ليس لهم دخل ثابت، بل سوف يكونون عالة على آبائهم لتسديد قيمة الفواتير، الأمر المطلوب أن تراجع، وتخفض الشركة أجور مكالمات الهاتف بوجه عام، والهاتف الجوال بوجه خاص، حتى يكون في متناول الجميع,, والله ولي التوفيق.