«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه قصة تبني الحرس الوطني لمركز الأمصال
مدير عام المركز الوطني للأمصال : محمد الأحيدب ل الجزيرة ولي العهد شجع ودعم فكرة إنشاء المركز
نشر في الجزيرة يوم 19 - 05 - 2000

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة تبدأ الثعابين والعقارب في الخروج بكثرة وتزداد حالات اللدغ وتصبح الشغل الشاغل لغرف الطوارئ .. ومثلما تتميز المملكة باتساع رقعتها وتباين تضاريسها بين جبال وسهول ورمال وغابات وأودية ومناطق صخرية مما يجعلها تحتضن أنواعاً مختلفة من الثعابين والعقارب السامة، فإنها تنفرد أيضاً باحتضانها للمركز الفريد من نوعه في الشرق الأوسط " المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات " الذي أنشأه الحرس الوطني لغرض إنتاج أمصال فعالة تعالج ضحايا عضات الثعابين ولدغات العقارب وهذا المركز عمره الآن )8( سنوات واستطاع خلال فترة قياسية تغطية احتياجات المملكة ودول الخليج والدول المجاورة من الأمصال المحلية ذات الكفاءة العالية .لهذا المركز مواقف وحكايات مع الثعابين والعقارب والضحايا يسردها مدير عام المركز الصيدلي / محمد بن سليمان الأحيدب " ماجستير في علم الأدوية والسموم " .
ويتطرق الحوار إلى الإجراءات الوقائية والإسعافات الأولية والأخطاء التي يجب تلافيها لإتقاء شر هذه الأحياء السامة إلى جانب قصة إنشاء المركز والخدمات التي يقدمها
سؤال : هل لنا بفكرة عن بداية المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات وبداية التفكير في إنتاج أمصال محلية في المملكة ؟
جواب : في الحقيقة البداية كانت منذ عملية استشعار الخطر الذي يحدق بالملدوغين في داخل المملكة سواء من ضحايا الثعابين السامة أو العقارب، فقد لوحظ أن الأمصال المستوردة لا تتمكن من إنقاذ الملدوغ وأنها ذات كفاءة ضعيفة جداً في معادلة سموم الثعابين والعقارب المحلية, وكان أوضح دليل على ذلك الشكوى المتكررة من الأطباء من أن المريض أو المصاب رغم أنه يسعف في الوقت المناسب ويصل المستشفى في وقت مناسب ويعطى المصل المستورد بالجرعة المحددة وبالطريقة الصحيحة إلا أنه لا يستجيب وكثيراً ما يتوفى المصاب, وازدادت شكوى الأطباء من هذا الموضوع فقام فريق من أساتذة جامعة الملك سعود بعمل دراسة عن الثعابين والعقارب في المملكة العربية السعودية من حيث توزيعها وسميتها وأنواعها وكان الجانب الأهم من الدراسة هو دراسة الأمصال المستوردة ومدى قدرتها على معادلة سموم الثعابين والعقارب المحلية ولاحظ هذا الفريق أن الأمصال المستوردة فعلاً غير مناسبة وضعيفة جداً ولا تستطيع معادلة سموم الثعابين والعقارب المحلية, ليس عيباً في تصنعيها أو عيباً في الشركات التي استوردت منها ولكن لأنها لم تحضر من سموم ثعابين وعقارب المملكة, واستمرت هذه الدراسة على مستوى هذا الفريق وكما ذكرت يتكون من حوالي عشرة من أساتذة الجامعة من كليات مختلفة وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر من يحضرني الآن البروفسور محمد إسماعيل حامد من كلية الصيدلة الدكتور محمد السعدون من كلية العلوم الدكتور عبدالله البكيري من كلية الصيدلة الدكتور فهد الشمري من كلية الصيدلة وعدد ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن, وقاموا بإعداد دراسة متكاملة رفعت لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في محاولة لتمويلها, وللأسف لم يتم في ذلك الوقت تمويل هذه الدراسة لأسباب لا تعود الحقيقة لأهمية هذه لدراسة وإكتمالها ولكن لظروف المدينة في ذلك الوقت ووجود تمويل لدراسات أخرى ربما رأت المدينة تمويلها ، في أثناء هذا العمل بدأت كطالب دراسات عليا في الماجستير في علم الأدوية والسموم في إجراء الدراسات وبحوث الماجستير على سموم نوع من الثعابين الموجود في المملكة ومقارنته بسم ثعبان من نفس العائلة يعيش في أدغال أفريقيا وشملت الدراسة تحضير مصل لسم الثعبان المحلي والثعبان الذي يعيش في أفريقيا وأجري مقارنة بين السم والمصل وأثبتت المقارنة أن هناك اختلافا بين معادلة المصل للسم إذا كان محضرا لسم ثعبان آخر حتى لو من نفس الفصيلة أو النوع وأنه يكون ضعيفا في معادلته للسم الذي لم يحضر له وطبعاً حضرت مصلا على مستوى تجريبي في الأرانب لسم الثعبان المحلي وأثبت فاعلية كبيرة جداً وبشر بحل جذري لمشكلة ضعف الأمصال المستوردة بأن تحضر محلياً وكتبت الصحافة وعلى رأسها جريدة " الجزيرة " عن هذه النتائج وغطي في وقتها تغطية جيدة خاصة من قبل جريدة الجزيرة كأول مصل محلي يحضر لثعبان محلي وأثبت فاعلية قوية جداً وهذا بلا شك شكل دفعة قوية لأن نفكر جدياً لنحضر أمصالا لجميع الثعابين الموجودة في المملكة على مستوى كبير وكان نواة لما فعلناه الآن من تحضير أمصال محلية لجميع سموم الثعابين والعقارب في المملكة .
تعايش الضب والعقرب
أيضاً من التجارب التي أرى أن ذكرها قد يكون ذا جاذبية و إضافة معلومة للقارئ وأعني تلك التجربة التي قمت بها لدراسة أسباب تواجد الضب والعقرب في نفس الجحر دون أن يتسبب ذلك في إحداث تسمم للضب وهذا حقيقة تساؤل دار في ذهني وعلى هامش التجارب التي كنت أجريها قمت بإجراء تجربة الافتراض فيها أو السؤال الذي يفترض أن تجيب عليه هو,, هل العقرب تلدغ الضب ولدى الضب مناعة لسم العقرب أم أنها تعيش معه في جو من التعايش ولا تتسبب في لدغه ولذلك فهما يعيشان معاً بطريقة التعايش السلمي ؟ ويتلخص ما قمت به أني جمعت الضب والعقرب في إناء زجاجي وقمت بمراقبتهما ساعات طويلة جداً بل حينما لم أجد أن العقرب تلدغ الضب قمت بتدفئة الإناء بمصدر ضوئي ليكون الضب والعقرب أيضاً في قمة النشاط والهيجان بحيث يتحرك الضب بشدة والعقرب كذلك وأرى هل مرور الضب على العقرب سوف يتسبب في إحداث اللدغة وهل إذا لدغته العقرب سيتأثر أم لا, ولم ألاحظ أن العقرب لدغ الضب, وجاءت الفكرة لماذا لا, أحقن الضب بسم العقرب وأرى أن كان سيتأثر أم لا وقمت بالفعل بحقن جرعة من سم العقرب في الضب وبالتحديد في عضلة الفخذ بجرعة كافية لقتل الأرنب ولاحظت أن هذه الجرعة لم تحدث تأثيرا في الضب إطلاقاً فقمت بمضاعفة هذه الجرعة مرة ومرتين والمضاعفة الثالثة كانت هي الجرعة التي تكفي لقتل أربعة أرانب وأي نوع من الحيوانات الثديية الأخرى وهي 4 ملغم وهذه كبيرة جداً وكل التأثير الذي حدث هو تشنج مؤقت في عضلة الفخذ أو في الرجل التي تم الحقن فيها, وهذا طبيعي جداً أن يحدث في جرعة عالية ربما نتيجة حقن هذه الكمية من السم وليس لسميته . هذا التشنج استمر أقل من ساعة ثم عاد الضب إلى نشاطه الاعتيادي فأكد أنه حتى لو حقنت العقرب الضب بالسم فإنه لن يتأثر وأيد هذه النتيجة بعض النظريات أو حتى الحقائق العلمية التي تقول أن الحيوانات من ذوات الدم البارد كالزواحف ومنها الضب طبعاً لا تتأثر بسم العقرب و لاشك أن هذا الاستنتاج أو تأكيد تلك النظريات يحتاج إلى مزيد من الدراسة لتفسير التعايش الذي يتم بين الضب والعقرب والذي كان كثير من الناس يتساءلون عنه .
قصة تبني الحرس الوطني للمركز
سؤال : تحدثتم عن بداية فكرة إنشاء مركز أمصال في المملكة كيف تبنى الحرس الوطني هذه الفكرة فأصبح المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات يتبع للحرس الوطني ؟
جواب : عندما استشعر أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود خطورة حالات اللدغ من ثعابين والعقارب في المملكة وأن علاج هذا الوضع لا يمكن أن يتم إلا بتحضير أمصال محلية صادف هذا الأمر انتقالي للعمل من محاضر في قسم علم الأدوية بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود إلى العمل في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وقمت بنقل الفكرة أو المعاناة للمسئولين في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني ولقي الموضوع اهتماماً بالغاً من قبل الدكتور / عبدالمحسن بن عبدالله التويجري مدير التطوير والتدريب الطبي الذي تبنى هذا الموضوع كونه خطوة تطويرية وزاد من حماس الجميع في الحرس الوطني أن هناك معاناة في الجهات العسكرية من حدوث لدغات أثناء التدريبات والتمارين التعبوية العسكرية واهتمام كبير بموضوع حالات لدغ الثعابين والعقارب فكانت المبادرة الأولى العلمية المدروسة من قبل الحرس الوطني وهو صرح ليس فقط للشئون العسكرية ولكن كيان حضاري قدم خدمات جليلة في مجال الثقافة والصحة والتعليم فكانت الطريقة العلمية الصحيحة أن يقوم مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني بتنظيم مؤتمر علمي لدراسة التطورات الحديثة في مجال العلاج بالأمصال المعادلة لسموم الثعابين والعقارب لوضع هذا الموضوع تحت المجهر أمام علماء عالميين لهم باع في هذا المجال.
وفعلاً عقد هذا المؤتمر ودعي له عدد كبير من المختصين من أنحاء العالم وتم إلقاء العديد من البحوث سواءً الداخلية أو الخارجية وركز المؤتمر على دراسة أفضل السبل لعلاج حالات لدغ الثعابين والعقارب فكان أن خرجت التوصيات بأن الحل الأمثل بل الوحيد لمشكلة الثعابين والعقارب في المملكة بأن يتم تحضير أمصال محلية ذات كفاءة عالية لمعادلة سموم الثعابين والعقارب في المملكة وأن على إحدى الجهات الحكومية تبني هذه الفكرة والشروع في إنشاء مركز لإنتاج الأمصال, وحبّذ الحرس الوطني فكرة أن يتبنى الحرس الوطني إنشاء هذا المركز وتم عرض هذه الفكرة على صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ورحب بالفكرة ودعمها كعادة سموه وتم البدء في إنشاء المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات عام 1992م وبدأنا مباشرة بتسيير عدد من الرحلات لتغطية مناطق المملكة لجمع الثعابين والعقارب السامة من بيئاتها في المملكة وهي أساس إنشاء المركز لأن المركز يقوم أساساً على جمع سموم هذه الثعابين والعقارب ومن ثم حقنها في الخيل بجرعات صغيرة جداً كتطعيم الأطفال لا تؤثر في الخيل ولكنها تستحث الجهاز المناعي في الخيل لإفراز مضادات الأجسام في دم الخيل وبالتالي سحب دم من الخيل بكميات أيضاً لا تؤثر على صحة الخيل وتشبه إلى حد كبير التبرع بالدم في الإنسان ويؤخذ هذا الدم وتفصل منه مضادات الأجسام ويجرى عليها العديد من العمليات الكيميائية للترسيب والتنقية وفصل مضادات الأجسام النقية وتخفيض نسبة البروتين فيها من البروتين غير النقي وبالتالي تعبئتها في أمبولات لتكون مصلا جاهزا للاستخدام في حالات اللدغ.
ولله الحمد وفقنا بدرجة كبيرة جداً بأن الرحلات التي أرسلت لجمع الثعابين عادت بكميات جيدة جداً وكافية للبدء واستمرت الرحلات حيث سير المركز حوالي مائة رحلة صيد لمناطق المملكة المختلفة كانت تتراوح مدة الرحلة بين أسبوع إلى شهر ونصف الشهر وتم جمع الثعابين والعقارب السامة من كافة الأنواع واستحلاب سمومها وتخزين هذه السموم بشكل بودر وبالتالي واكب ذلك خطوات إنشاء المباني وتجهيز المركز بالأجهزة الضرورية والمنطقة المعقمة التي تعتبر من أعلى المقاييس العالمية في مناطق التعبئة.
وتم ولله الحمد كما تعلمون إنتاج الأمصال المحلية وثبتت كفاءتها العالية وأتم المركز خطوات تسجيلها في وزارة الصحة وتم تسجيلها, وأثبتت ولله الحمد سواءً من خلال فحوصات الجودة النوعية في المركز أو فحوصات مخابر وزارة الصحة أثبتت قوتها وفعاليتها في معادلة سموم الثعابين والعقارب في المملكة وأصبح المركز يمد وزارة الصحة في المملكة ومن ثم وزارات الصحة في دول الخليج وبعد ذلك بعض الدول المجاورة باحتياجاتها من الأمصال لسموم الثعابين والعقارب, واستطاع المركز أن يتميز إلى جانب تميزه بإنتاج أمصال ذات كفاءة عالية في معالجة سموم الثعابين والعقارب متعددة الكفاءة أي تعادل جميع سموم الأنواع المختلفة من الثعابين والعقارب في جرعة واحدة قام المركز أيضاً بإنتاج أمصال متخصصة لمعادلة سم ثعبان الصل الأسود وهو المنتج الوحيد عالمياً الذي يعادل سم هذا الثعبان لأنه لا يوجد لثعبان الصل الأسود مصل في أنحاء العالم إلا المنتج في المملكة وأيضاً استطاع المركز التميز بخفض نسبة البروتين في الأمصال وبالتالي تقليل إحتمال حدوث الحساسية من الأمصال وكان المركز قد بني بسعة كافية لتغطية احتياج المملكة ودول الخليج وبعض الدول المجاورة وبالتالي لم يجد المركز صعوبة في الاستجابة لتلبية احتياجات المملكة وهذه الدول من الأمصال.
وكما تعلمون فإن المركز ومنذ ثلاث سنوات يغطي احتياجات المملكة ودول الخليج من الأمصال ويغني عن الأمصال المستوردة ويحقق الهدف الذي أنشئ من أجله وهو الإسهام في إنقاذ أرواح المصابين بحالات اللدغ سواءً من الثعابين أو العقارب وننظر إن شاء الله إلى مستقبل مشرق بإضافة مزيد من الخدمات من ضمنها تطوير اختبار الدم في المصاب لتحديد نوعية الثعبان أو العقرب المتسبب حتى لو لم يحضر المريض الثعبان معه وهذه قطع فيها المركز شوطاً كبيراً لتطوير هذا الاختبار وهو اختبار مكلف ولكنه مفيد جداً .
والحقيقة التي لا بد من ذكرها عند التحدث عن تاريخ إنشاء المركز أو ما صاحبه من توفيق ونجاح بأن السياسة والفكر الإداري الرائع والحكيم الذي خطط له معالي الدكتور فهد العبدالجبار المديرالعام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني لمستقبل هذا المركز هو السبب المباشر في سرعة إنجاز المركز لأهدافه وسرعة بدئه في الإنتاج فقد رسم معالي الدكتور فهد العبدالجبار خطة حكيمة تنم عن الفكر الإداري الراقي الذي يتمتع به هذا الرجل بأن وضع لمساته لأن يقوم هذا المركز بالصرف على نفسه وهي الخطوة الوحيدة أو الطريقة الوحيدة لأن يكتب لمثل هذا المركز بالاستمرار والتطور, فكان أن تم ولله الحمد اتخاذ هذه الإجراءات بأن يكون للمركز موزع من إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في مجال الأدوية وهي شركة الحياة الطبية المعروفة بخبرتها في هذا المجال وتعدد فروعها وحماس وحرص القائمين عليها أن تسهم في عمل كل ما من شأنه تطوير واستمرارية نجاح هذا المركز حتى أصبح على الوضع الذي هو عليه الآن وأصبح المركز الفريد من نوعه في المملكة ودول الخليج واستحق أن يحمل الشعار الذي اختاره له معالي المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني الدكتور فهد العبدالجبار وهو "مصدر الأمن الدوائي في مجال الأمصال واللقاحات في المملكة ودول الخليج والدول المجاورة " .
جهات لها أفضال على المركز
سؤال : ما هي الجهات التي تعاونت مع المركز منذ بدء إنشائه إلى الآن بشكل تعاون علمي أو أي نوع من التعاون ؟
جواب : المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بحكم طبيعة عمله وبحكم التوجه الذي يتم فيه تحضير أمصال محلية استوجب الاستعانة بعدد من الهيئات والمؤسسات العلمية بل وحتى بعض الهيئات والمؤسسات الخدمية فوجدنا تعاونا جيدا جداً من جامعة الملك سعود ممثلة بكليتي العلوم والصيدلة وكان شكل التعاون منذ بداية المركز باستشارة بعض المختصين من أساتذة الجامعة في عمل بيت الحيوان أو ما نسميه ببيت الثعابين والعقارب والظروف البيئية التي يجب توفيرها ليعيش الثعبان والعقرب في الحجز أو في بيوت الحيوانات تلك, واستفدنا كثيراً من خبرة أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود وبالذات كليتي الصيدلة والعلوم فمن كلية الصيدلة كان للبروفسور / محمد إسماعيل حامد دور جبّار في تحضير الأمصال ودراسة السموم وعمل بعد ذلك متفرغاً في المركز كعالم أبحاث وإنتاج كما لا ننسى اهتمام وحماس الدكتور / خالد الرشود عميد كلية الصيدلة آنذاك ومن كلية العلوم الدكتور/ محمد السعدون فعمل التصميم للصناديق التي تحفظ فيها الثعابين وما يتوفر فيها من إضاءة ومصدر حراري وبيئة مناسبة للثعبان تشابه بيئته التي يعيش فيها في المملكة, وأيضاً استفدنا منه في مجال رحلات الصيد بما لديه من خبرة في البيئات التي تتواجد فيها الثعابين في المملكة, أيضاً من ضمن الهيئات التي تعاونت معنا بشكل متميز هيئة الحياة الفطرية حيث استدعت عملية جمع الثعابين والعقارب إجراء عملية المسح والجمع في بعض المناطق المحمية التي يتواجد فيها عدد كبير من الثعابين بسبب طبيعتها المحمية وفي الواقع الهيئة أبدت تعاونا كبيرا جداً بالسماح لنا بالتجوال وجمع الثعابين من هذه البيئة أو من تلك الأماكن, أيضاً البنك الزراعي في أبو عريش أبدى تعاوناً مشكوراً ولا يزال في عملية استضافة فريق الصيد عند قيامه برحلات للمنطقة الجنوبية بالمملكة وقام البنك مشكوراً بتسهيل مهمة الفريق وإسكانهم بل وحتى تزويدهم بكل الاحتياجات التي قد يحتاجون إليها بما في ذلك توجيههم إلى الأماكن ومتابعة عملهم وإسكانهم, كما أن بعض الإمارات خاصة في الهجر والقرى تعاونت بشكل جيد جداً مع فريق المركز وإرشادهم إلى الأماكن التي يعرف تواجد الثعابين بها بكثرة والعقارب وتزويدهم بالمرشدين لهذه المناطق, ولا بد من إسداء الشكر لشركة البراري العالمية التي كانت تعرف بمتحف هاني العوفي للزواحف هذه الشركة تتعاون بشكل كبير جداً ودون مقابل مع المركز بتحقيق أهدافه سواءً بعرض منتجات المركز ونشاطه في جميع معارض هذه الشركة في أنحاء المملكة إلى جانب تبادل المعلومات أو العينات التي تزيد عن حاجة المركز والتي يحتاجها المركز من الثعابين ، روح العمل هذه ليست مستغربة من هذه الجهات خصوصاً أنها تقدم هذا التعاون لمركز هو الفريد من نوعه في المملكة ودول الخليج وهو أيضاً يعتبر الوحيد في منطقة الشرق الأوسط إذا علمنا بتواجد مركز في جمهورية مصر العربية يغطي احتياج مصر فقط وعلى مستوى حكومي فتعاون هذه الجهات وأهداف المركز جعلت من روح العمل أن أصطبغ بالصبغة التعاونية اللامحدودة دون معوقات أو صعوبات .
لدغة كوبرا في الشرقية !!
سؤال : هل لنا بمواقف قابلتموها أثناء مباشرتكم لحالات اللدغ في المستشفيات أو أثناء الرحلات التي يقوم بها المركز لجمع الثعابين والعقارب ؟
جواب : في الواقع كما تفضلت فإن فريق المختصين في المركز يقوم بمباشرة جميع حالات اللدغ التي تصل إلى مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض مباشرة يتم الاتصال مباشرة بالنداء الصوتي لأعضاء الفريق أو هواتف منازلهم ويقوم أحد أعضاء الفريق أو أكثر من عضو بالتوجه إلى غرفة الطوارئ ومعاينة الحالة والتعرف على الثعبان إذا كان قد أحضر أو العقرب وإجراء الفحوص المخبرية التي تبين ما إذا كان قد حدث تسمم بالفعل أم أن الثعبان غير سام كما يقدم هذا الفريق نصائح من واقع خبرة بتأثيرات السموم وخبرة بالأدوية التي تغلق هذه التأثيرات إلى جانب المصل يقدم هذه المعلومات للطبيب ويتم بناء عليها التدخل الطبي, وفي هذا النوع من الأعمال واجهتنا مواقف بعضها يرسخ في الذاكرة وبعضها يكون نادرا وغريبا أذكر من هذه المواقف انه وصل إلى مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض حالة لدغ وبعد أن باشرنا الحالة علمنا أن الثعبان المتسبب هو الحية النافثة التي تسمى بال Bitis وهذه الحية لا توجد إلا في المنطقة الجنوبية ولا توجد بمنطقة الرياض وهي شديدة السمية كبيرة الجسم قصيرة الطول هادئة جداً في الحركة ولكنها ذات أنياب طويلة وسم قاتل, وفي البداية تفاجأنا أن يكون المريض في الرياض ولدغ في الرياض والثعبان أو الحية المتسببة هي من هذا النوع من الحيات التي لا تتواجد في المنطقة الوسطى كلها وصاحب هذا الاستغراب تساؤل هل هذه الحية موجودة في المنطقة الوسطى وأن ما ذكر من تقارير عن أن هذه المنطقة خالية من هذا النوع كان قاصراً أو على خطأ ولكن كل هذه التساؤلات اتضحت بعد أن علمنا أن المصاب هو أحد العاملين في الشركة المعنية بتنظيم معارض للزواحف التي تعرض عدداً كبيراً من الزواحف ومن الثعابين التي سواءً منها ما يعيش في مناطق المملكة المختلفة أو حتى خارج المملكة وكان هذا العامل يحاول تغذية الحية عندما تعرض للدغ وطبعاً هذه الحية سمها قوي جداً ولكن المصل المحلي المنتج في المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات يعادل هذا السم بكفاءة عالية جداً وبعد معاينة الحالة وجد أن المريض يعاني فعلاً من التسمم بسم هذا الثعبان وأن العضو الملدوغ بدأ في الانتفاخ وأصبح تقريباً ضعف حجمه الطبيعي وبدأت الذراع في منطقة الساعد في الانتفاخ وأصبح التورم يمتد إلى أن وصل إلى الكتف مع أن العضة في أحد الأصابع كما بدأت أو بدأ الذراع في بداية أعراض الغرغرينة وتم إعطاء المريض المصل المحضر في المركز والذي يغطي الثعبان ضمن ثعابين أخرى وهو ما يسمى بالمصل متعدد الفاعلية, ولله الحمد تم إنقاذ المصاب بمشيئة الله وخرج من المستشفى بصحة وعافية ، أيضاً من المواقف أن جاءنا اتصال من المنطقة الشرقية أن هناك ملدوغ بالكوبرا العربية وهو ثعبان لا يعيش إلا في المنطقة الجنوبية والمنطقة الجنوبية الغربية ولا يوجد في المنطقة الشرقية وواجهنا نفس الاستغراب إلا أن هذا الاستغراب أيضاً تبدد بعد أن علمنا أن المصاب هو أحد العاملين في تلك الشركة وحدثت اللدغة في المتحف وأثناء عملية تغذية الثعابين وطبعاً ثعبان الكوبرا من الثعابين السامة جداً والذي لا يمهل وتأثيراته تكون مباشرة على الجهاز العصبي المركز وقد تنتهي بشلل في التنفس والوفاة ولدى المركز مصل متخصص الفاعلية لسم هذا الثعبان وتم بالفعل إرسال الجرعة اللازمة من المصل عن طريق الطائرة وتحت إشراف المركز وتعاون تشكر عليه الخطوط السعودية وبعد أن أعطي المصل للمريض بدأ في التحسن إلى أن تم شفاؤه تماماً وأصبح يمارس حياته العادية.
عقرب يبيّت النية
أيضاً من ضمن المواقف الطريفة التي واجهناها في مباشرتنا لحالات اللدغ جاءني اتصال بالنداء الصوتي الساعة الرابعة صباحاً في يوم الخميس بأن هناك حالة لدغ عقرب واتجهت مباشرة إلى غرفة الطوارئ ووجدت فتاة في حوالي ال 20 من العمر وذكرت بأنها لدغت بعقرب في أسفل القدم ولم يكن يبدو عليها أعراض تسمم وهذا وارد أحياناً قد تلدغ العقرب ولا تظهر الأعراض إما لا تظهر مبكراً أو لا تظهر على الإطلاق لأن العقرب يكون لم يفرز السم وبالنظر إلى التحاليل المعتادة وجدنا أنه لا يوجد لديها حالة تسمم ولا يوجد أعراض تسمم ظاهرة وذكرت أنها شاهدت العقرب قبل ليلة من اللدغ في نفس المكان هي وأمها وأنهم طاردوه وهرب وأنها عند مرورها في نفس المكان في الليلة التالية شعرت باللدغة وتعتقد أن العقرب هو المتسبب في هذه اللدغة وبتفحص مكان اللدغة لاحظت وجود شوكة مكسورة في أسفل القدم وبإخراج هذه الشوكة لم تكن شوكة عقرب ولكن كانت شوكة أشجار عادية ولكن طويلة وسميكة وأتضح بالنهاية أن كل ما لدينا هو مصاب بشوكة عادية وليس لدغة عقرب وقمت بطمأنة المصابة بأن العقرب لم يبيت النية للدغها في الليلة التالية ، طبعاً كان هذا من دواعي السرور ونتمنى دائماً أن لا يكون هناك حالة تسمم ولكن يلاحظ في هذا الموقف أن التأثر من مشاهدة عقرب بالأمس جعل هذه المرأة تعتقد أن العقرب هو المتسبب في لدغتها وإن لم يكن موجوداً في وقت اللدغ .
حيّة تتحرك في الإسعاف
أيضاً من ضمن المواقف التي عايشناها جاءنا ملدوغ في غرفة الطوارئ بحية أم جنيب وكان أقارب المصاب قد أحضروا معهم الحية مقتولة في داخل كيس وكان الكيس بلاستيك شفاف وكانت الحية كبيرة جداً من نوع أم جنيب كما ذكرت وطويلة وأثناء ما كنا نباشر الحالة ومشغولين مع المصاب ارتفعت أصوات الصراخ في غرفة الطوارئ من قبل الممرضات وتوجهنا للمكان فوجدنا أن ما حدث هو أن الحية تحركت داخل الكيس وأثار هذا رعب شديد بين الممرضات وهذا الموقف ليس غريب ولا مستبعد لأن الحية لم تقتل تماماً كما أن هذا النوع من الزواحف يستمر في الحركة اللاإرادية حتى لو ضرب ضرباً شديداً على الرأس أو أجزاء الجسم فهذا الوضع كان يجمع بين الطرافة والخوف أيضاً وهذا الموقف يقودنا إلى توجيه النصح للعامة بعدم الاقتراب من الثعبان أو لمسه حتى لو كان مقتولاً فالثعبان كما ذكرت حتى لو بدا أنه ميت قد يتحرك لا إرادياً كما أنه حتى لو قتل تماماً وقطع الرأس فإن الغدد الموجودة على جانبي الرأس قد تفرز السم حينما يعبث أحد بالرأس ويصل الناب إلى إصبع الشخص أو أي جزء من جسمه وقد يحدث التسمم فعلاً ويكون خطيرا نتيجة هذه الحالة فيجب عدم الإمساك بالثعبان سواءً كان حياً أو ميتاً .
صل أسود داخل سيارة
من المواقف التي لا أنساها وواجهناها ليس في غرفة الطوارئ ولكن مع بعض المتعاونين من البادية ممن يحضرون الثعابين للمركز وهي خطوة لا نشجع عليها في الواقع ونحاول جاهدين أن ننصح هؤلاء الأشخاص بعدم صيد الثعابين ولا نشجعهم على إحضارها للمركز إلا أننا نضطر حينما يأتي الشخص ومعه الثعبان بأن نأخذ الثعبان ونقدم مقابلا ماديا له وننصحه بعدم الاستمرار بهذا العمل لأنه ينطوي على خطورة شديدة فمن المواقف أن أحد الأشخاص كان يحضر الصل الأسود وهو ثعبان في الواقع نبحث عن أعداد كبيرة منه لأننا المركز الوحيد في العالم الذي يحضر مصلاً لهذا الثعبان ونحتاج إلى سمه لتحضير هذا المصل فأحد المتعاونين أحضر عدد )3( من ثعبان الصل وكل من هذه الثعابين في كيس منفصل وعند التسليم فوجئ بأن أحد الأكياس فارغ وكان يحتفظ بهذه الأكياس في صندوق سيارته وبطبيعة الحال ذهل حينما لم يجد ثعبان الصل في الكيس وأدرك أن الثعبان في مكان ما في السيارة وتم بحث مضني عن هذا الثعبان ولم نجده فما كان من الشخص إلا أن ذهب بسيارته إلى مغسلة السيارات وطلب منهم عمل غسيل ما يسمى بالبستم أو البخ بكميات كبيرة من المياه وللأسف لم يخبرهم أنه يشك بوجود الثعبان في السيارة وتم فعلاً رش السيارة بالماء من الأسفل أثناء الغسل وكان موجوداً مع عمال الغسيل فلاحظ تسلل الثعبان من تحت محركات السيارة إلى الخارج وسقوطه وأحضر الشخص الصل مرة ثانية لنا بعد أن أمسك به في حفرة المغسلة كما يقول وأعطي في ذلك الوقت نصائح مكثفة عن ما تم من ممارسة لأنه أرتكب عدة أخطاء أولها أنه صاد الثعبان وهذا الثعبان خطير جداً وصيده لا نشجع عليه إطلاقاً إلا من قبل من يستطيعون التعامل مع هذه الأنواع من الثعابين وخطأ أخر أنه وضعه في كيس غير محكم في سيارته وبطبيعة الحال لو لم يجد الثعبان فإنه سوف يشكل خطورة على كل من يركب هذه السيارة بل قد يخرج في الطريق أثناء قيادة السيارة الخطأ الأكبر أرتكبه لأنه طلب من عمال أن يغسلوا السيارة دون أن يشعرهم بالثعبان وبتوفيق من الله ولطفه أن الثعبان خرج فعلاً بالرش بالماء وإلا فقد تكون حدثت مصيبة له أو بأحد أفراد أسرته أو لأي شخص كان أو لأحد هؤلاء العمال وبهذا المناسبة أشدد على عدم التهاون مع هذه الأنواع من الثعابين أو أي ثعابين أخرى لأن الخطورة كبيرة جداً في عملية وجود ثعبان سائب أو تعرض لمسك هذا الثعبان وهي خطورة لا يقدرها إلا من شاهد ضحايا هذه المخلوقات وبهذه المناسبة وعبر جريدة الجزيرة الغراء لابد أن أذكر بأن هناك ممارسات خاطئة جداً تتم سواءً في بعض الهجر أو القرى أو للأسف في الأسواق سواءً في العاصمة أو في مدن أخرى هذه الممارسات أختصرها بالقول أنه في القرى أحياناً حين القبض على ثعبان نادر أو كبير الشكل في حجمه أو أسود يقومون بوضعه في كرتون أو برميل ويكون في وسط سوق القرية ليطلع عليه الناس وهذا بلا شك يشكل خطورة فلا تضمن بأن أحد الأطفال أو أحد غير المحترفين قد يستعرض قدراته لمسك ثعبان خطير وبالتالي تحصل الكارثة أيضاً في أسواق الحمام للأسف نلاحظ أن هناك من يبيع الثعابين ويتاجر بها وفي محلات ما تسمى بالأحياء الجميلة أو بيع طيور الزينة والحيوانات المختلفة يتم تداول هذه الثعابين بعضها سام وخطير جداً ولابد من فرض رقابة على هذه السلوكيات الخاطئة .
مواطن يهدّد بإطلاق الصل
أيضاً لا أنسى موقف لأحد أفراد البادية ممن يتعاونون مع المركز بإحضار ثعبان الصل الأسود في بدايات جمعنا للثعابين وهي كما ذكرت خطوة لا نشجع عليها ولكننا مرغمين على قبول الثعبان عند وصوله إلى الرياض وهذا الشخص كان يحضر الثعابين من قرية أو هجرة خارج الرياض وفي إحدى المرات أحضر ستة من ثعابين الصل الأسود واتصل بي هاتفياً لإرسال شخص يستلمها ولكنه طالب بقيمة كبيرة جداً ليست هي المعتادة التي يدفعها المركز وبطبيعة الحال لم أقبل العرض فدخلنا معاً في مفاوضات أصر خلالها على المبلغ الذي يطلبه وفوجئت بأنه يلمح إلى أنه لن يعود بالصل إلى قريته إذا لم نقبله بالسعر الذي يريده وأنه يهدد بأنه سيطلق هذه الثعابين الستة في المكان الذي يتواجد فيه قرب مدينة الرياض فبطبيعة الحال كان لا بد من التعامل مع الموقف بالقدر الذي يستحقه حتى لو كان هناك مبالغة من أحد الطرفين فالانصياع لطلبه ستكون نتيجته بالتأكيد تكرار نفس الطلب والتهديد وكنت على ثقة أنه لن يفرط بالمبلغ الذي عرضناه ويطلق هذه الثعابين ولكنه يحتاج إلى مخرج يجعله يغير رأيه فما كان مني إلا أن طلبت منه أن يعود بالثعابين إلى المكان الذي أحضرها منه أو يحضرها إلى المركز بالسعر الذي عرضناه عليه وإذا ما أرتكب خطأً كبيراً وأطلق هذه الثعابين فإن جميع حالات اللدغ ترد إلينا وهذا الثعبان لا يوجد في الرياض على الأقل داخل المدينة وبالتالي أنه سيصبح مسئولاً عن أي حالة لدغ صل أسود تحدث في مدينة الرياض وسوف أقوم بتبليغ الجهات المختصة بأن شخص أطلق ثعابين خطرة في منطقة مأهولة بالسكان وبطبيعة الحال فما أتممت هذه العبارة حتى طلب مني إعطاء الوصف للمكان الذي سنقابله فيه لاستلام الصل وتسليم المبلغ وأبلغت الشخص الذي ذهب من قبلنا باستلام هذه الكمية بإعطائه المبلغ وإبلاغه بأننا لن نقبل منه أي حيوان أخر بعد هذا اليوم بأي مبلغ كان حتى لو بدون مقابل وعليه أن يتوقف عن هذه الهواية لأنه لن يجد من يستجيب له ما دام هذا هو توجهه .
المركز أصبح مزاراً
سؤال : علمنا أن المركز يستقبل عددا كبيرا من الزوار في حظيرة الحيوانات السامة في المركز فهل لك أن تحدثنا عن هذا الجانب ؟
جواب : بطبيعة الحال فإن الثعابين الحية والعقارب الحية هي مصدر جذب للزوار فرغم أن هذه المخلوقات غير محبوبة وقد تكون مثار خوف أو حتى اشمئزاز من قبل كثير من الناس إلا أن كثيراً من الناس أيضاً يرغبون رؤيتها ورؤيتها حية ومشاهدة عملية استخراج السم من الحية أو الثعبان أو العقرب وعلى هذا الأساس فإننا نتلقى بصفة يومية طلبات زيارة للمركز سواءً من كبار المسئولين أو المختصين في هذه المجالات أو طلاب المدارس أو بعض المؤسسات الأخرى والمركز يرحب بهذه الزيارات ولم يسبق أن رفضنا أي زيارة سواءً للطلاب أو لغيرهم ونرى أن هذه الزيارات هي فرصة مواتية لبث الوعي بخطورة هذه الثعابين والعقارب واطلاع الناس على أنواعها وخاصة الأنواع السامة منها والتفريق بينها وبين غير السام فعلى هذا الأساس أننا نستقبل عددا كبيرا من الزيارات سواءً من المدارس أو الجهات الأخرى أو الأشخاص الذين يرغبون مشاهدة هذه الحيوانات حية وفعلاً تشرف المركز باستقبال العديد من الزوار ولعلها فرصة مواتية بأن أقول بأن المركز أيضاً تشرف بزيارة عدد من ضيوف المملكة الذين تستقبلهم الجهات الحكومية وتضع ضمن جدول الزيارة زيارة المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني كمعلم علمي وصناعي فريد في المملكة ودول الخليج والدول المجاورة ومن ضمن هذه الزيارات التي تشرفنا بها على سبيل المثال لا الحصر زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن والوفد المرافق لجلالته حينما زار المملكة قبل حوالي أسبوعين من توليه عرش مملكة المملكة الأدرنية الهاشمية فقد كان من ضمن جدول الزيارات زيارة المركز وتشرفنا بهذه الزيارة وأطلعناه على إنتاج المركز وما يقدمه من خدمات كمركز فريد في المنطقة وقبل ذلك كان هناك زيارة أيضاً لوفد من وزارة الصحة الأردنية والذي جاء للاطلاع على المركز لبدء تعاون بين المركز ووزارة الصحة الأردنية لإمداد الأردن بمنتجات المركز من أمصال لأن الثعابين الموجودة في الأردن تشابه إلى حد كبير الثعابين الموجودة في المملكة وفعلاً أثمرت هذه الزيارة عن طلب الأردن لكميات من الأمصال المنتجة في المملكة أيضاً كما ذكرت زار المركز عدد من الوفود الرسمية الذين حلوا ضيوفاً على مجلس الشورى أو على جهات أخرى في المملكة أو من زوار الحرس الوطني وفي الوقت نفسه نستقبل باستمرار أعدادا كبيرة من طلاب المدارس الذين تنظم مدارسهم زيارات للمركز وأيضاً نستقبل دورياً وفود من الكشافة والأشبال سواءً من جهات في المملكة أو من جهات أخرى من مدارس دولية كوفد أشبال مدارس أمريكية ووفد كشافة لبعض المدارس الأمريكية أيضاً وهذه الزيارات مستمرة ولا تزال قائمة ويتم خلال الزيارة إعطاء جرعات توعوية عن كيفية تلافي الثعابين والعقارب في الصحراء وكيفية إجراء الإسعافات الأولية للمصابين والتعريف بين الثعابين السامة والغير سامة وكيفية التفريق بينها ونحن سعيدون أن ندعو أي جهة ترغب الإطلاع على نشاط المركز سواءً لمشاهدة حظيرة الحيوانات السامة أو المركز كمركز إنتاج ومصنع للأمصال في المملكة .
المركز يباشر حالات التبليغ عن وجود ثعابين
أيضاً من ضمن الخدمات التي يقدمها المركز وهي خدمة تطوعية دون مقابل أن يستجيب لطلبات المواطنين أو حتى الجهات الرسمية بالبحث عن الثعابين في بعض المزارع أو حتى المواقع أو المنازل ونتلقى كثيراً من الاتصالات من بعض المواطنين يبلغون فيها عن مشاهدة الثعبان في المنزل أو في المزرعة أو في أي جهة خاصةً في المناطق خارج المدن حيث قد يحدث أن يشاهد ثعبان في داخل مبنى أو منزل أو مزرعة وفي هذه الحالة نستجيب مباشرة لهذه الطلبات ويتم إرسال فريق الصيد في المركز وهو مكون من عدد من المتمرسين في معرفة سلوك الثعابين وجرة الثعبان وكيفية الإمساك به ويقوم هذا الفريق بالاتجاه للموقع وإنهاء حالة الخوف التي تكون موجودة لدى السكان أو المقيمين في المبنى نتيجة مشاهدتهم لثعبان في أحد المواقع داخل المنزل أو المزرعة وحقيقة فإن هذا الطلب وإن كان مرهقاً على المركز إلا أننا ولله الحمد قادرون على مباشرة جميع الطلبات التي ترد إلينا وبث روح الطمأنينة لدى من لديهم أي خوف في هذا الخصوص ، أيضاً من النشاطات التي يقدمها المركز إعطاء محاضرات دورية ومستمرة للأطباء والصيادلة والمسعفين الطبيين بكيفية التعامل مع حالات اللدغ وكيفية إسعاف المصاب وكيفية تحديد نوع الثعبان المتسبب من واقع الأعراض التي يعاني منها المريض في غرفة الطوارئ وكيفية إعطاء المصل بالطريقة الصحيحة والفحوص المخبرية التي يجب إجراءها لمعرفة ما إذا كان المريض قد تعرض فعلاً لحالة تسمم ووجود أعراض تسمم في جسم المريض من عدمه وهذه المحاضرات آتت ثمارها وأصبح هناك وعي بعملية التعامل مع الملدوغ وفي الواقع لا أجد حرجاً بالقول أن هناك نقصافي المعلومة الطبية حول التعامل مع حالات تسمم الثعابين والعقارب حتى من قبل أطباء الطوارئ ليس بسبب نقص في تأهيل هؤلاء الأطباء أو قدراتهم ولكن لأننا في المملكة نستقدم أطباء من مدارس طبية مختلفة ومن دول متعددة بعض هذه الدول لا تشكل الثعابين والعقارب بالنسبة لهم مشكلة طبية قد يأتي طبيب كبير وخبير ومختص في الإسعاف أو في العمل في غرف الطوارئ ومع ذلك لا يكون قابل حالة لدغ ثعبان في حياته وهذه الفئة من الأطباء يحتاجون إلى إمدادهم بالمعلومة عن الثعابين السامة في المملكة والعقارب وكيفية تأثير سمومها وكيفية غلق هذه التأثير بالأدوية المصاحبة بالأمصال وهذا ما يقوم به خبراء المركز في مباشرة الحالات في غرف الطوارئ وكما ذكرنا سابقاً وكما هو معروف للكثير من القراء وخاصة منهم المختصين في هذا المجال أن خبراء التسمم في المركز يباشرون حالات اللدغ في غرف الطوارئ فنحن نباشر جميع حالات اللدغ التي تتم في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني مباشرة حضورياً وتحت الطلب على مدى 24 ساعة وأيضاً نباشر حالات في المستشفيات الأخرى إما بالحضور إذا استدعى الأمر أو عن طريق إمداد المعلومة بالهاتف أو الفاكس واستطعنا ولله الحمد عن طريق وضع هؤلاء المختصين تحت الطلب بالنداء الصوتي أو الهاتف الجوال أو هاتف المنزل أن نسهم إسهاماً مباشراً في إسعاف الكثير من الحالات عن طريق إمداد المعلومة الصحيحة للطبيب المباشر للحالة .
تحرجنا طلبات الأمصال
سؤال : هل من معلومة تودون اطلاع القارئ الكريم عليها لم يتم السؤال عنها في هذا الحوار ؟
جواب : في الواقع لقد أعطيت الحوار حقه كاملاً والأسئلة كانت تغطي الكثير من الجوانب التي نرغب بالتحدث عنها إلا أن هناك موضوعا لا أخفيك أنه يشكل لنا قلقاً لعدم الإلمام بأبعاد استخدام المصل والاحتياطات اللازمة لاستخدامه والذي يجب أن يصاحب إعطاء المصل وهذا الأمر يتلخص في تلقينا العديد من الطلبات من قبل أشخاص لإمدادهم بالأمصال لسموم الثعابين والعقارب لغرض إصطحابها معهم في رحلات البر ونحن نعلم حجم القلق الذي يساور الكثيرين في الرحلات البرية وخاصة في الإقامة في البر وهي هواية معروفة عن سكان المملكة العربية السعودية ودول الخليج بصفة عامة والدول العربية بصورة أشمل ولكن ما لا يعلمه الكثيرون هو أن المصل علاج يؤخذ بالحقن الوريدي البطئ عن طريق إعطاء الجرعة مع سوائل مخففة للمصل وهي ما يعرف لدى العامة بالمغذي ولدى المختصين بالسوائل الوريدية وأن المصل لا يمكن إعطاؤه بغير هذه الطريقة إلا بالحقن الوريدي البطئ في حالات خاصة جداً عندما لا يتوفر السائل الوريدي وأن إعطاء المصل بالحقن الوريدي السريع قد يحدث تأثيرات غير محمودة على المصاب هذا جانب يجعلنا نؤكد على ضرورة أن إعطاء المصل يجب أن يتم في مستشفى أو على أقل تقدير في مركز صحي تتوفر فيه متطلبات إعطاء المصل هذا من جانب طريقة إعطاء المصل من الجانب الآخر فإن عملية التعرف على حدوث تسمم من عدمه هي الأخرى مهمة جداً قبل إعطاء المصل فالمصل بالرغم من أمانه وأنه ليس له أعراض جانبية خطرة إلا أنه من المعروف أن الأمصال كونها حضرت في الخيول فقد تسبب حساسية بحوالي 20% من البشر وبالرغم من أن منتجات المركز تعتبر منخفضة جداً في البروتين وخاصة الشوائب البروتينية حيث منتجات المركز لا تزيد فيها نسبة البروتين عن 1% بينما منتجات الأمصال الأخرى المستوردة من الخارج تصل فيها نسبة البروتين من 6-18% وهو الحد المسموح به وهذا يجعل إمكانية حدوث حساسية عند استخدام المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني قليلة جداً ولكن بالرغم من هذا فإن حدوث الحساسية عند أخذ المصل لا بد من أخذه في الاعتبار وبالتالي هي من ضمن أسباب عدم النصح بأخذ المصل بصورة شخصية ودون إشراف طبي والتأكيد على ضرورة إعطاء المصل في المستشفيات والمراكز الصحية فقط . السبب الثالث وهو ما تطرقنا له بصورة سريعة هو تحديد التسمم من عدمه فلو تم إعطاء المصل لكل شخص يرغب الخروج في رحلة برية فإنه قد يحدث لدغ من ثعبان غير سام ويصاب الملدوغ وأقاربه أو مرافقوه بحالة هلع ويتم أخذ المصل رغم أن الثعبان غير سام وبالتالي فإنه يتعرض لاحتمالية حدوث الحساسية مع عدم الضرورة لإعطاء المصل من هنا فإن التعرف على الثعبان والتأكد من حدوث التسمم مهم جداً وهذا لا يمكن أن يتم إلا عن طريق إشراف طبي متخصص وإجراء تحاليل طبية في مستشفى أو مركز صحي على أقل تقدير هذه الأسباب هي التي تجعلنا نؤكد دائماً على أن إعطاء المصل يجب أن يتم في المستشفى أو المركز الصحي وإن إعطاءه للأشخاص أمر غير محبذ ويجب أن لا يتم وهذا ما يحرجنا كثيراً من طلبات الأمصال من قبل الأشخاص فيأتي الشخص ويذكر أنه سيذهب في رحلة برية وأنه يحتاج إلى الأمصال الضرورية لمعادلة سموم أنواع الثعابين الموجودة في المملكة والأمصال المعادلة لسموم العقارب وفي كل حالة ومع كل طلب لا بد أن نعيد ما ذكرناه من أن الأمصال يجب عدم إعطائها للأشخاص فأرجو أن يقدر الأخوة هذا الظرف وأن يعذرونا في عدم إعطاءالأمصال للأشخاص سيرد بلا شك تساؤل منطقي من قبل القارئ الكريم لما ذكرناه وهو إذا كان بعض الثعابين يقتل خلال ساعات أو حتى دقائق قليلة فلماذا لا يكون المصل متواجداً مع شخص في رحلته البرية فالجواب على هذا التساؤل هو أنه تساؤل منطقي ولكن ليس أمامنا والحال كما ذكرنا إلا أن نقول بأن الأمصال يجب أن توزع على جميع المستشفيات في مناطق المملكة المختلفة وجميع المراكز الصحية المؤهلة لإعطاء المصل في جميع الهجر والقرى ولله الحمد فإن المراكز الصحية والمستشفيات في المملكة منتشرة وقريبة من متناول الشخص حتى لو كان في الصحراء هذا من ناحية من ناحية أخرى يجب عند ذكر هذا الموضوع أن لا نغفل ضرورة التثقيف الصحي بإجراء الإسعافات الأولية الضرورية عند حالات اللدغ وهي ربط العضو المصاب ربطة مناسبة بين مكان اللدغة والقلب لا تكون شديدة جداً فتسبب الإضرار بالعضو بعدم تدفق الدم تماماً له ولا تكون ضعيفة بحيث لا تؤدي الغرض المطلوب منها ، الجانب الآخر هو رفع العضو المصاب أثناء نقل المصاب بأن يمدد المصاب في السيارة ويرفع العضو المصاب أعلى قدر ممكن سواءً كان ذراعا أو اليد أو القدم أو الساق تكون مرتفعة بحيث يقل تدفق الدم إلى العضو المصاب وبالتالي انتشار السم في الجسم ومن النقاط المهمة جداً التي نؤكد عليها في الإسعافات الأولية طمأنة المريض فقد وجد أن حالة الهلع والخوف التي تصاحب اللدغة تسهم إسهاماً كبيراً في تدهور الحالة وأن طمأنة المريض وتهدئته تسهم اسهاماً كبيراً في تحمله لهذا الظرف وبالتالي عدم استفحال الحالة ، الخطوة الأخرى الضرورية هي نقل المريض إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي يتواجد فيها المصل وبسرعة وأن يتم مباشرة الحالة في المستشفى أو المركز الصحي على أنها حالة إسعافية شديدة السرعة وعدم التواني في سرعة مباشرة الحالة والكشف على المريض وإعطائه المصل عند التأكد من وجود التسمم وقد قام المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني بإعداد مرشد علاجي سريع هو الوحيد من نوعه حسب علمي في العالم وهو عبارة عن لوحة واحدة بعرض 60سم وطول 90سم أي لوحة إرشادية سريعة ترشد طبيب الطوارئ لكيفية التعامل مع الحالة وقد عملت بطريقة حديثة جداً بحيث ترشد الطبيب من واقع وجود العرض أو عدم وجوده ووصف الحالة وصور الثعابين ووصف الأعراض بدقة تمكن الطبيب من معرفة ما إذا كان التسمم قد حدث ليس هذا فحسب بل هل التسمم من ثعبان يهاجم سمّه الجهاز العصبي المركزي أو حية يهاجم سمّها جهاز الدورة الدموية أو هل المتسبب هو عقرب أو هل الثعبان غير سام ولا يوجد أعراض وبناءً على الإجابة على هذه الأسئلة بطريقة سريعة جداً عن طريق مؤشرات وأسهم سهلة يستطيع الطبيب إتخاذ القرار السريع خلال دقائق في إعطاء المصل من عدمه وما هو المصل وكيف يمكن إعطاؤه وطريقة إعطائه وطريقة تخفيفه وجميع هذه التفاصيل التي تجعل الطبيب في غنى عن استشارة شخص مختص في هذا المجال وقد قمنا بإعداد هذا المرشد بناءً على ما شاهدناه من حالات في غرف الطوارئ واستفسارات من الأطباء وتردد من بعض الأطباء على مدى 8 سنوات من مباشرة الحالات في غرف الطوارئ هذا ما أود أن أوضحه فيما يخص إعطاء الأمصال للأشخاص ولماذا نرفض هذا الطلب مع أسفنا الشديد إلى اضطرارنا لرفضه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.