ما هو الانجاز الأهم بين برامج الرياض عاصمة الثقافة العربية ؟ قد نقول لو اكتفينا بنبرة التشكيك والتشاؤم أن كل ما أنجز حتى الآن لا يبدو مستجدا حتى لو كثِّف وأدخل تحت قائمة النشاط المجيّر لهذه المناسبة ومع هذا فلست بين من يقللون من قيمة أي انجاز ثقافي مهما صغر,, كلها ذات قيمة ايجابية تصب في نسغ الساحة الثقافية وتثري روافدها كناتج نهائي, ولكن بعض ما سيستجد يعد برفد جذري للساحة الثقافية وبحصاد أكثر أهمية وحيوية. أشرت من قبل الى أن المثقفين من الجنسين موجودون بحقيقة أكبر وأجمل من الصورة التي يؤطر فيها الآخرون ولكن حضورنا في الخارج محدود, وهناك من ممارساتنا ما يساهم في تحجيم معرفة الآخرين بقدرات وانجازات مثقفنا المحلي، من ذلك أن الذين يشاركون في الملتقيات الأدبية والثقافية والتخصصية تختارهم عادة المؤسسات من بين منسوبيها مما يسبب تكرار الوجوه التي تمثلنا في الخارج، بالاضافة الى أنه ما زالت هناك تخوفات من المشاركة خارج الحدود دون ضوابط تخوفا من عدم مراعاة التعقل فيما يذكر عن أحوال الساحة الداخلية والافراط في النقد وتجاهل الايجابيات وقد انتجت مثل هذه التجاوزات اللاناضجة تحسسا مفهوما, ومع هذا فإن السياسة الاعلامية تبارك النشاطات الثقافية الموزونة التي تدعم الانجاز المتميز وتشجع حضوره, ومنها مهرجان الجنادرية، وبرامج الرعاية العامة لرئاسة الشباب وللأخيرة الشكر على ريادة دعم واظهار انجاز الجنسين. إنما الأجمل هو ما بشرنا به ضيوف إثنينية المربي عثمان الصالح وكلهم ليلتها من نخبة مثقفي الوطن بعد لقاء نائب الرئيس العام للرعاية والشباب سمو الأمير نواف بن فيصل بن عبدالعزيز, نقلوا الينا ان الحوار معه جاء جميلا وصريحا ومفصلا، تناول أوضاع الساحة الثقافية وطموحاتها,, وتناول بالذات موقع المثقفين من الحضور الحقيقي الفاعل,, وقتها كشف سمو الأمير عن أكثر من تجديد قادم,, لعل الأهم بينها تكوين لجنة عليا للثقافة وأحسبها ستكون لجنة استشارية من كبار مثقفينا الفاعلين. هنا أتمنى أن يكون من ضمنها حضور للمرأة المثقفة لأن مساهمة المرأة في الساحة الثقافية والأدبية ابداعا وفكرا وفنا لم تعد مجرد حلم بل هي حقيقة واقعة, ولكن اعلان حضور المرأة السعودية ما زال ذلك الفعل الذي تحيطه التوجسات حتى نكاد أن نتحاشاه, ومع هذا فإن حضور المرأة السعودية المثقفة هو اليوم تلك النقطة التي تستغل للتقليل من شأن تطورنا مجتمعيا بل وتترأس حربة الغمز واللمز, ليس من السهل ان نلتف حول تناقضات مجتمعنا وتوجساته, وهو متهم من الذين لا يعرفون تفاصيل تطوره أنه ما زال يئد المرأة معنويا، في ذات الوقت الذي تبرز فيه انجازات المرأة السعودية حتى خارج اطار الوطن؛ د, سميرة اسلام تنال جائزة اليونسكو، والباحثة حياة سندي تستقطب الأضواء باكتشاف علمي تسجل لها براءته، والجراحة وفاء فقيه تجري أول عملية زراعة للرحم عالميا, ليؤكد كل ذلك لمن مازالوا يتخوفون ويشككون ان للمرأة قدرات وانجازات, لذا أتوقع أن تشمل اللجنة العليا للثقافة، كفاءات سعودية نسوية مؤهلة لتمثيل واقع المرأة السعودية الراهنة بعيدا عن مصادرات التشكيك.