قال لي صديقي الصغير: أنا أحب مدرستي مثل كل أصدقائي وصديقاتي، وحبي لمدرستي جعلني أحب كل زملائي سواء من هم في الصف، أو ممن اجتمع معهم في فناء المدرسة أثناء الفسحة، وقد كان لدي صديق مؤدب جداً اسمه (محمد) قليل الكلام وقليل الضحك فأحسست أن لديه مشكلة، وما أن جمعتني به الفسحة يوماً ما حتى بادرته بعدد من الأسئلة، إلا أنه لم يُجب على أي من أسئلتي بل اكتفى بالصمت، ومع كثير من الإلحاح عن حزنه أخبرني أنه يعيش مع جده وجدته فعلمت أنه يتيم وقلت له: لا تحزن يا عزيزي، إنني أعلم أن فقدان أحد الوالدين أو كليهما أمر عظيم، لكننا لا نستسلم للأحزان بل يجب أن نكون أكثر طموحاً وإصراراً على التعايش مع المجتمع، ويجب أن نكون أعضاء مفيدين في وطننا، أليس رسولنا الكريم يتيماً، وهو خير الخلق صلى الله عليه وسلم ولنا فيه قدوة حسنة، ابتسم صديقي في تلك اللحظة، وفرحت كثيراً عندما شاهدت هذه الابتسامة في اليوم التالي... لكم تحية. بدر العبدان [email protected]