ماذا تقول لنفسك حينما تقابل انسانا باسما أو انسانا حزينا.. أو غاضبا. أو مزاحه (مش ولابد)؟.. هل تفرح أو تبتسم للمبتسم وتحزن للحزين أو تغضب.. و..و.. و.. الخ.. لا ادري ما هي اجاباتك عن الاسئلة السابقة ولكني اريد ان اقول انه ما اجمل ان نعيش السعادة في زحمة الهموم.. وطول الطريق حين ننتظر انقشاع السحابة السوداء وانجلاء الغموم في لحظة نكون فيها في المساء. ما اجمل ان نرى السعادة واقعا ملموسا.. في وقت صرنا نتخبط فيه تائهين نهرب من حزن والم.. الى ضيق وسأم تاركين وراءنا الامل.. والتفاؤل المحبوس بين جدران التشاؤم.. نردد شعارات الاحباط واليأس.. كأن الدنيا اطبقت علينا اجنحتها. وما اجمل ان نحضن السعادة بأنفاس قطعتها رياح الحزن حين هربنا من اول عثرة.. ووقعنا على الارض اشبه ما نكون بورقة اقتلعتها الرياح من الدفتر القديم.. وما عملنا عندها ان الهروب منفذ الجبناء. ما اجمل ان نسكب دموع الفرح لنذيب بها دموع الحزن ونغسل بها قلوبنا الصدئة.. لنحييها ونعيد لها الابتسامة المفقودة بين الاحزان. تمر بنا لحظة تلو اللحظة تتلوها ايام وشهور.. فسنوات تتراكم فيها الدموع كما تتراكم الاتربة.. ونعود وننظر لتلك الوجوه الحزينة الغاضبة صاحبة المزاج (المش ولابد) ونقول لاصحابها: اما آن لكم ان تبتسموا وما آن لقلوبكم ان تتحرك؟.. اما تعلمون ان لحظات العمر قليلة وعلينا ان نستفيد من تفتح الزهور واشراقة الشمس وضياء القمر وخرير المياه.. ولماذا نقضي العمر بين قضبان (الاه.. والدموع.. والالم.. والحزن)؟!. اما تعلم القلوب البائسة ان طريق الرحمن زهرة عمر.. ورضا الوالدين زهرة عمر... والعمل المثمر زهرة عمر... والحب والنقاء.. وصلة الرحم.. هي رصيدنا في الحياة السعيدة. اذا هلموا يا اصحاب الوجوه الباسمة السعيدة... والمثمرة والضاحكة هلموا لنسعد اولئك الذين لا يبتسمون ولا يضحكون اولئك الغاضبون الحزينون اولئك الجائعون الفقراء.. والمرضى واليتامى.. ولنكون دائما في عون الآخرين.. لان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه.