اتهمت تشاد جارها السودان أمس بمحاولة جرها لحرب أهلية تدور رحاها في منطقة دارفور بغرب السودان، وحثت مجلس الأمن الدولي على المساعدة في منع اتساع نطاق هذا الصراع. ودعا محمد علي عضوم سفير تشاد لدى الأممالمتحدة أيضاً في رسالة وزعها على الدول الخمس عشرة الأعضاء بمجلس الأمن السلطات السودانية إلى (وقف هذه الممارسة السيئة) محذراً من أن تصعيداً جديداً للحرب (سيؤثر سلباً على البلدين والمنطقة). وتفجر صراع في دارفور في فبراير - شباط عام 2003 عندما حمل متمردون السلاح ضد الحكومة واتهموها بتجاهل منطقتهم. وأرسلت الحكومة ميليشيات للمساعدة في إخماد التمرد لكن الميليشيات اتهمت على نطاق واسع بارتكاب عمليات نهب وقتل واغتصاب. وفر أكثر من مليوني شخص من ديارهم بسبب أعمال العنف وانتقلوا للعيش في مخيمات مكتظة باللاجئين من بينهم نحو 300 ألف لجأوا للعيش داخل تشاد. وشهد الوضع في دارفور مزيداً من التدهور خلال الشهور الأخيرة رغم محادثات السلام الجارية في نيجيريا بين الحكومة والمتمردين. وأوقفت الأممالمتحدة بعضا من رحلاتها الجوية للإغاثة في دارفور، كما أجلت عدد من عمال الإغاثة رغم الجهود التي تبذلها قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي لكبح العنف وحماية المدنيين. وسيزيد التوتر المتنامي عبر الحدود مع تشاد الآن من تعقيد الوضع في دارفور. وقالت حكومة تشاد هذا الأسبوع أن جيشها صد في الأيام الأخيرة هجومين من جانب المتمردين المعارضين للرئيس التشادي ادريس ديبي. وقالت الحكومة: إن قواتها المسلحة بعد أن صدت الهجمات على بلدة ادري الحدودية الشرقية لاحقت المهاجمين عبر الحدود إلى داخل الأراضي السودانية ودمرت قواعدهم هناك وقتلت نحو 300 متهمة الحكومة السودانية بدعم المتمردين. وقال عضوم (بدون أي شك فإن هدف الحكومة السودانية (من دعم المتمردين التشاديين) هو توريط تشاد لا يد لها فيه). وأشار إلى (المفارقة) في ضوء إيواء تشاد للاجئين سودانيين وبذلها مساعي للتوسط في نزاع دارفور. وأصدر مجلس الأمن بيانا يوم الأربعاء ادان فيه الهجمات على بلدة ادري وايد بدء مساع لتخفيف حدة التوترات على طول الحدود بين البلدين. وقال متمردون تشاديون يوم الخميس: إنهم يعتزمون شن هجوم جديد لمحاولة الاطاحة بالرئيس التشادي ادريس ديبي الذي كان قد توعد بمقاومتهم وملاحقتهم في السودان المجاورة اذا اقتضت الضرورة. وقال محمد نور رئيس جماعة متمردين أنشئت حديثا تدعى حركة التجمع من أجل الديمقراطية والحرية لرويترز في محادثة هاتفية: إن هجوم قواته على بلدة تشادية على الحدود يوم الاحد الماضي كان تحركاً تكتيكياً محضاً. وقال في أول محاورة معه منذ القتال على بلدة ادري الواقعة على حدود تشادالشرقية مع السودان (لم نستخدم سوى أقل من سدس قواتنا في ذلك الهجوم). وتقول حكومة تشاد: إنها تسيطر سيطرة قوية على بلدة ادري وقام الرئيس ديبي الذي وصف المتمردين بأنهم (مغامرون) بزيارة البلدة يوم الخميس لحشد سكانها والقوات الحكومية. وقال نور: إن هجوماً كبيراً للمتمردين سيحدث (على الأرجح في الأيام القليلة المقبلة). لكنه رفض أن يقول أين. وقال مشيراً إلى العاصمة التشادية (انه قد يكون حتى على نجامينا). وخلال زيارته لبلدة ادري اتهم ديبي حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتوجيه هجوم المتمردين على ادري يوم الأحد. وقال لحشد من الناس في الميدان الرئيس للبلدة (تلقى جيش تشاد الوطني اوامر بالدفاع عن حدودنا، وكذلك باستخدام حقه في مطاردة اي مهاجم يضر تشاد داخل الاراضي السودانية). وتقول الحكومة التشادية: إن جيشها صد هجوم المتمردين على ادري وطاردهم عبر الحدود مع السودان ودمر قواعدهم هناك. واتهمت الحكومة التشادية السودان بدعم المهاجمين وقالت: إن قرابة 300 منهم قتلوا.