قال زعيم جماعة تشادية متمردة أمس الخميس ان قواته تخطط لشن هجوم حاسم خلال أيام في محاولة لاطاحة حكم الرئيس التشادي ادريس ديبي. وجاء هذا التهديد في وقت اتهمت اذاعة تشادية ميليشيا سودانية بشن غارات دموية على قرى حدودية. وقال محمد نور، رئيس حركة"التجمع من أجل الديموقراطية والحرية"المتمردة، في اتصال هاتفي مع وكالة"رويترز"ان الهجوم الذي شنته قواته يوم الأحد على قرية حدودية تشادية كان تحركاً تكتيكياً فقط. وأضاف في أول مقابلة له منذ الهجوم على بلدة ادري على الحدود التشاديةالشرقية مع السودان:"لم نستخدم سوى سُدس قواتنا في ذلك الهجوم". وقال نور ان هجوماً كبيراً لقواته سيحصل قريباً و"ربما في الأيام القليلة المقبلة"، لكنه امتنع عن القول أين سيحصل الهجوم. وقال ان الهجوم قد يستهدف العاصمة انجامينا نفسها. وقال نور 35 عاماً ان"التجمع"أُنشئ قبل أربعة شهور وله قواعد في دارفور. ونور من قبيلة تاما التي تنتشر على جانبي الحدود التشادية - السودانية والتي شاركت في الثورة التي أطاحت الرئيس السابق حسين حبري وجاءت بديبي الى الحكم عام 1990. ويقول نور ان ديبي اصبح فاسداً وأسوأ من حبري عندما كان في السلطة ولذلك قرر الانتقال الى المعارضة المسلحة ضده. و"جئت الى دارفور وأنشأت مخيمات عسكرية". وأكد ان تحركه يحظى بدعم أحزاب سياسية وتجمعات للمجتمع المدني داخل تشاد، وانه يسعى الى تنظيم انتخابات حرة بعد فترة انتقالية تدوم عامين وانه لن يكون مرشحاً فيها. وكان"التجمع من أجل الديموقراطية والحرية"أعلن في بيان الأربعاء ان قواته قامت ب"انسحاب تكتيكي"من ادري بعد قتال يوم الأحد. وتقول الحكومة التشادية ان جيشها صد هجومين من جانب المتمردين على ادري وطاردهم عبر الحدود مع السودان ودمر قواعدهم هناك. واتهمت الحكومة التشادية السودان بدعم المهاجمين وقالت ان قرابة 300 منهم قتلوا. وبثت الاذاعة الرسمية في تشاد ان الرئيس ديبي زار البلدة الاربعاء وقالت ان ميليشيا سودانية شنت غارات دموية على قرى في المنطقة أسفرت عن مقتل 13 شخصاً وأحرقت أو هاجمت أكثر من 24 قرية واستولت على الآلاف من رؤوس الماشية. وأضافت الاذاعة:"تشير المعلومات التي تم جمعها في موقع الاحداث الى ان ميليشيات موالية للحكومة السودانية هاجمت قرى تشادية". وعرّفت تلك الميليشيات على انها"الجنجاويد"وهو الاسم الذي تعرف به الميليشيا العربية التي يمطتي افرادها الخيول والجمال والتي حشدتها الحكومة السودانية لمحاربة المتمردين في اقليم دارفور في غرب السودان. وفي اتصال هاتفي مع مراسل ل"رويترز"في مدينة الجنينة غرب دارفور نفى عبدالله عبدالكريم، المسؤول في"التجمع من أجل الديموقراطية والحرية"، رواية الحكومة عن القتال في ادري واعتبره مناقضاً للحقيقة ومبالغاً فيه. وقال عبدالكريم"ان مقاتلي التجمع من أجل الديموقراطية والحرية يقفون على أبواب ادري ويسيطرون على كل الطرق المؤدية الى البلدة. الهجوم التالي سيكون حاسماً". وقال ان أكثر من 70 من القوات الحكومية قتلوا وقرابة 50 اصيبوا في المعركة التي دارت حول ادري. وتابع ان خسائر"التجمع"تسعة قتلى و14 جريحاً، وان 470 جندياً حكومياً وقعوا في الأسر. ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة في خصوص أرقام القتلى والجرحى التي قدمها كلا الطرفين والمختلفة في شكل كبير. وقال مرضى يعالجون في مستشفى في الجنينة التي تقع على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود التشادية ان ما يتراوح بين 25 و30 مقاتلاً أصيبوا في القتال نقلوا الى المستشفى. ومنع جنود مسلحون وقوات أمن سرية الصحافيين من دخول الجناح الذي يعالجون فيه. وقال بيان حركة"التجمع من أجل الديموقراطية والحرية"ان المتمردين اسقطوا طائرتي هليكوبتر حكوميتين ودمروا سبع دبابات و27 مركبة أخرى. ولم يتسن التحقق أيضاً من تلك المزاعم.