قال الجيش التشادي إن قواته قتلت نحو 300 متمرد قتلوا بعدما شن المتمردون هجوماً فاشلاً على بلدة تشادية قريبة من الحدود مع السودان في واحدة من أشرس الهجمات في صراع متصاعد. وقال وزير خارجية تشاد إن القوات طاردت بعد ذلك المتمردين إلى داخل السودان ودمّرت قواعدهم على الجانب الآخر من الحدود. وكان عشرات من الجنود التشاديين فروا من ثكنتهم العسكرية في أواخر سبتمبر - أيلول قبل أن يعيدوا لملمة شتاتهم قرب الحدود. واتهمت الحكومة التشادية السودان باستخدام الهاربين من الخدمة لمقاتلة المتمردين في دارفور وبدعم الأنشطة التي يقوم بها المتمردون في تشاد، غير أن الخرطوم نفت هذه المزاعم.. وكان المسؤول العسكري التشادي الجنرال خليفة وداي أعلن يوم الاثنين أن متمردي تجمع الديمقراطية والحرية الذي تأسس حديثاً وصلوا صباح الأحد إلى أدر في أقصى شرق تشاد عند الحدود مع السودان (في خمسين سيارة). وأكد الجنرال التشادي (تصدينا لهم وطاردناهم حتى مسافة خمسة كيلومترات داخل الأراضي السودانية ثم انسحبنا). وأضاف أن تجمع الديمقراطية والحرية شن هجوماً ثانياً على أدري عصر الأحد وأن الجيش تصدى له مجدداً. وأثارت الاشتباكات توترات في منطقة دارفور السودانية، المتوترة أصلاً، حيث يخوض متمردون سودانيون قتالاً ضد الحكومة المركزية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. ويطالب المتمردون باستقالة الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي ينتمي إلى قبيلة زغاوة الموزعة على جانبي الحدود وتعد واحدة من القبائل المتمردة الرئيسية في دارفور. والمتمردون متهمون أيضاً بشن هجمات على قواعد للجيش في العاصمة التشادية نجامينا. وقاتل عدد من القادة العسكرييين للمتمردين في دارفور في التمرد الذي أوصل ديبي إلى السلطة. وانطلق ذلك التمرد من أقصى غرب السودان وهي منطقة واسعة تعادل مساحة فرنسا. وقال دوجمور يوم الأحد إن القوات التشادية ستلاحق العناصر المتمردة عبر الحدود إلى داخل السودان إذا لزم الأمر. ونفى متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية أي دور لبلاده في الاشتباكات التي وقعت في أدر. وقال وسطاء من الاتحاد الإفريقي في محادثات السلام بشأن دارفور في أبوجا إن ميني أركوا ميناوي وهو أحد رجلين يتنافسان على زعامة حركة تحرير السودان المتمردة قد غادر نيجيريا، حيث تجرى محادثات السلام مع الحكومة السودانية متوجهاً إلى تشاد. وقال سام إيبوك أحد الوسطاء في المحادثات (نعم.. لقد سافر إلى نجامينا. وقال لنا إنه في طريقه إلى دارفور. ولا أعرف ما هي خططه في تشاد.. زملاؤه ما زالوا هنا والمفاوضات مستمرة). وقالت مصادر في الجيش السوداني إن القتال كان متقطعاً خلال الأيام القليلة الماضية وإنه انتقل في بعض الأحيان للجانب الآخر من الحدود بين البلدين ولكنها أكدت أن الجيش السوداني لم يشارك في المعارك. ومن جانب آخر أقر البرلمان الهولندي إرسال 35 عنصراً من الجيش والشرطة إلى جنوب السودان للمشاركة في مهمة الأممالمتحدة في هذا البلد. ومن المقرر أن يتوجهوا إلى السودان مطلع العام 2006 وستستمر مهمتهم على الأرض لمدة عام. ويجب أن يصل عدد قوة الأممالمتحدة التي وافق مجلس الأمن الدولي في آذار - مارس على تشكيلها إلى عشرة آلاف جندي كحد أقصى و715 من الشرطة المدنية. وتتولّى هذه القوة دعم تطبيق اتفاق السلام الموقّع بين حكومة الخرطوم وحركة تحرير السودان (متمردون سابقون في جنوب السودان) الذي وضع حداً لحرب أهلية استمرت أكثر من 21 عاماً.