عزيزي (خادمي) وصديقي وقرة عيني، كم أثمن لك شفط رحيقي (موادي السامة) التي تنعش (تبيد) الجنس البشري، فإني أكتب لك هذه الرسالة - مع التحية - وأنا محبطة من شدة تناقل الأخبار السيئة عني عبر الوسائل المختلفة، حيث يصورونني بصور بشعة لا تطاق، أتصدق تلك الخزعبلات (الحقائق العلمية) ياعزيزي؟لا أطيل عليك لأن عمري في هذه الحياة قصير جداً، ولا أمتلك إلا بضع نسمات هوائية (سوداء) يقولون إنها سامة، وهدفي هو أن أدخل جوفك وجسدك لألهو فيه كيف أشاء فهو موطني وموئلي لألتصق فيه وأحوله إلى مادة نحبها نحن صناع النكهة الحلوة (التي لا تطاق)، ولأن عمري قصير، سأفعل ما بوسعي وأطبق قوانيننا لراحة (لإبادة) الجنس البشري، وكم نجهد لتقصير عمرك الطويل جداً مقارنةً بأعمارنا التي لاتتجاوز ثواني أحياناً، لهذا أود أن تلحق بنا سريعاً إلى ركب المخلصين الأوفياء (المساكين) من أبناء قومك الذين يلقون حتفهم سنوياً من جراء عملنا الدؤوب المستمر... ونراك تحت الثرا لتوثيق أواصر حبنا إلى الأبد!. عزيزي هل سمعت بأطول سيجارة بشرية التي تصل إلى أكثر من (7 كم)، هل تصدقني القول بأن كل موادها (سمومها) الآن ملتصقة بجسدك مشيدة مساكن وأعشاش (الأورام المسرطنة) لنا نسكن ونلهو فيها إلى أن تلحق بربك، ولا يوجد عقار بشري حتى الآن يستطيع أن يمنعنا من حقنا المشروع (الاستيطاني) في ذلك!، لك أن تسأل عزيزي عن ذلك وأنت تصارع الموت الآن، كيف ذلك؟. سيدي سأقول لك بعد أن انقطع الأمل في شفائك وأنت ممدد في هذا السرير البارد ببرودة جسدك المنهك: سيدي إن طول السيجارة من بني جلدتنا لا يتجاوز الخمس سنتيمترات وأنت تدخن يومياً بمعدل عشرين سيجارة، أي تسمح لنا بعبور جوفك من الدخان الأسود وما به من جنود بواسل (رزمة من السموم) للعمل اللازم والقيام بالمشروع الاستيطاني بسيجارة طولها متر واحد يومياً، وبالتالي تكون طول السيجارة سنوياً (365م)!، ويكتمل المشروع الاستيطاني بعد عشرين سنة تقريباً تكون السيجارة طولها (7300م) أي ما يعادل سبعة كيلو مترات تقريباً، تخيل عزيزي كم عدد جنودنا البواسل يحتضنها جسدك الضعيف، وتخيل كم من الأعشاش (الأورام الخبيثة) نمت وترعرعت في هذا الجسد!؟ وكم نسبة الغيوم السوداء (التلوث) داخل أحشائك.وفي سياقنا هذا ياعزيزي، نود أن نلفت نظرك إلى عدد من الأمور المهمة قبل أن تلحق بربك ومن أهمها: 1- الشكر والتقدير لك على تحملنا تلك السنين ونحن جعلنا جسدك ورشة عمل لنا نحن معشر السيجارة حتى بدت تلك المساكن والأعشاش (الأورام) تظهر على كل أجزاء جسمك. 2- عدم التفاتك إلى كل الشعارات الدينية والصحية التي تطالب بإقصائنا ومكافحتنا. 3- صرفك الأموال الطائلة في سبيل خدمتنا ومشروعنا الاستيطاني. 4- سمحت بأن نستوطن بشكل عابر في أهل بيتك Anti Smoking ) )من زوجة وولد. 5- تشجيعك المستمر لأصدقائك للدخول في عالم السيجارة (الموت البطيء) وبدء مشروع جديد لنا. أخيراً أقول لك في يوم رحيلك المر... وداعاً... وسنظل نردد وداعاً لكل من يستمر في معانقتنا!.. فهذا بوحي الصادق لكل مدخن. [email protected]