وسط أجواء انتخابية ساخنة ومتوترة جرت أمس الجولة الأولى من المرحلة الثالثة للانتخابات المصرية وسط توقعات بالإعادة. بدأت حدة المنافسة منذ الصباح الباكر حيث شهدت بعض اللجان أعمال شغب وعنف بين أنصار المرشحين، فضلاً عن اعتقال المئات من جماعة الإخوان المسلمين عشية يوم الانتخابات. وقد حشد الحزب الوطني الحاكم كل وسائله للفوز بأغلبية مقاعد المرحلة الثالثة خصوصاً تلك التي يخوضها المسلمون ضد مرشحي الحزب الوطني الحاكم لضمان أغلبية مريحة في المجلس القادم الذي يبدأ فعالياته في 13 ديسمبر الجاري في مواجهة المفاجأة التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونياً في مصر، التي حصدت في المرحلتين الأوليين 76 مقعداً وتأمل قيادات الجماعة إتمام الرقم مائة من مقاعد البرلمان البالغ عددها 444 مقعداً يضاف إليها عشرة مقاعد أخرى يعينهم رئيس الجمهورية وفق حقه الدستوري. جرت الانتخابات أمس في 9 محافظات هي الدقهلية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وسوهاج والبحر الأحمر وأسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء وتشمل هذه المرحلة 68 دائرة انتخابية يبلغ المقار الانتخابية فيها 3767 مقراً تضم 10600 لجنة فرعية فيما يبلغ عدد الناخبين في تلك المرحلة 10 ملايين و606 آلاف و28 ناخباً. ويتنافس في تلك المرحلة الأخيرة 1770 مرشحاً يمثلون مختلف الأحزاب السياسية ويمثل الحزب الوطني في هذه المرحلة 136 مرشحاً عمال وفئات والإخوان المسلمين 47 مرشحاً وحزب الوفد 24 مرشحاً , والتجمع 15 مرشحاً والغد 13, والناصري خمسة مرشحينو 39 يمثلون باقي الأحزاب , بينما يبلغ عدد المستقلين حوالي 1500 مرشح من بينهم 28 مرشحة مستقلة . ويرى المراقبون أن كثرة عدد المرشحين في هذه المرحلة - بالقياس إلى المرحلتين السابقتين سوف يؤدي إلى تفتيت الأصوات , وبالتالي دخول معظم الدوائر في جولة الإعادة المقررة يوم السابع من ديسمبر الحالي . وقد لوحظ أمس كثافة أمنية حول المقار الانتخابية حيث فرضت حراسة من قبل الشرطة لكل اللجان الانتخابية البالغ عددها عشرة آلاف و 600 لجنة فرعية . وقال مصدر أمني إن الإجراءات الأمنية تهدف إلى التزام الحياد مع جميع المرشحين , مع مواجهة أي خروج عن الشرعية والقانون , وكذلك مواجهة أعمال الشغب والبلطجة . وأشار المصدر إلى أنه جرى تدعيم بعض المحافظات بقوات أمن إضافية لحفظ النظام , وتنظيم العملية الانتخابية لضمان خروجها بشكل سلمي وآمن .. مشيراً إلى أنه تم توفير أكثر من 11 ألف صندوق انتخابي من الصناديق الشفافة شبه الزجاجية , بالإضافة إلى كميات كبيرة من الحبر الفوسفوري . ومن أبرز المتنافسين في هذه المرحلة ضياء الدين داوود رئيس الحزب العربي الناصري الذي خاض أمس معركة صعبة أمام منافسه التقليدي المرشح المستقل محسن خليل قويطة الذي سبق أن أطاح بداوود مرتين متتاليتين في الانتخابات البرلمانية السابقة ويأمل رئيس الحزب الناصري في خطف المقعد هذه المرة، خصوصاً أن جبهة المعارضة تسانده بقوة فضلاً عن أن جماعة الإخوان المسلمين قد أخلت له الدائرة ولم ترشح أياً من كوادرها منافساً له في بادرة عدها المراقبون أنها بداية لمصالحة تاريخية بين الناصريين والإخوان المسلمين، كما شهدت دائرة الحامول منافسة شرسة بين حمدين صباحي وكيل مؤسس حزب الكرامة العربية الذي يضم جيل السبعينيات من التيار الناصري مع مرشح الحزب الوطني وكانت الداخلية قد اعتلقت عدداً من مناصريه، منهم سامي التهامي مدير الحملة الانتخابية لصباحي. وقال وكيل مؤسس الكرامة إن هناك تعنتاً ضده من قبل الحكومة والحزب الحاكم على حد سواء، مشيراً إلى أنه تقدم لهذه الأسباب ببلاغات رسمية للنائب العام ورئيس لجنة الانتخابات مرشح الحزب الوطني بالمخالفة لقانون الانتخابات، وأضاف حمدين صباحي أن هناك حملة ملاحظات لأنصاره منذ بدء العملية الانتخابية على كل الأصعدة حيث تم نقل عدد من أنصاره من وظائفهم إضافة إلى مصادرة الشرطة لهويات المواطنين في المناطق التي يحظى فيها صباحي بشعبية كاسحة على حد وصفه. ومن أبرز الدوائر التي شهدتها المرحلة الثالثة كانت دائرة أتمدة التي تنافس فيها المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك وعبدالرحمن بركة رئيس بنك مصر رومانيا وعبدالوهاب العادلي مرشح الحزب الحاكم، وقد وصفت هذه الدائرة بأنها معركة تكسير العظام. وقد شهدت محافظة الدقهلية أحداث عنف في بعض الدوائر اضطرت قوات فض الشغب إلى تفريقها بواسطة القنابل مسيلة الدموع، إلى ذلك تحكمت التوازنات القبلية والعشائرية في انتخابات محافظاتأسوان والبحر الأحمر وشمال سيناء وجنوب سيناء، وعلى الرغم من خسارتها في المرحلتين الأوليين خاضت المرأة المصرية أمس معركة النفس الأخير لعلها تحصد أي مقاعد تضاف إلى الثلاثة مقاعد التي حصلت عليها حواء في المرحلة الأولى والثانية حيث خاضت الانتخابات أمس 28 امرأة جميعهن مستقلات لكن المراقبين يرون أن حظ حواء في هذه المرحلة التي تتسم بالقبلية والتنافس السياسي الشرس ليس بأفضل من المرحلتين السابقتين، وكانت هاتان المرحلتان قد شهدتا ترشحاً ل93 سيدة لم ينجح منهن سوى الدكتورة أمال عثمان عن الحزب الوطني، والدكتورة شاهيناز النجار مستقلة، وجملات رافع مستقلة أيضاً. وقد أدانت منظمات المجتمع المدني أحداث العنف وطالبت قيادات العمل السياسي بالترفع عن الانخراط في أعمال البلطجة من أجل مقاعد البرلمان.