مع قرب إسدال الستار على الانتخابات البرلمانية المصرية التي ستبدأ اليوم المرحلة الثالثة منها وجولة الإعادة لها الخميس المقبل، استجمعت القوى السياسية المختلفة قواها لنيل أكبر عدد من المقاعد. وازدادت شكاوى جماعة"الإخون المسلمين"من تدخلات ضدها في ثماني محافظات طرحت فيها 50 مرشحاً. لكن تصريحات قادة"الإخوان"ورموزهم تضاربت حول عدد الذين أوقفوا، ففي حين قال مسؤول الإعلام فيها السيد محمد أسامة إن العدد وصل الى 1610، قال مرشد"الجماعة"السيد مهدي عاكف ل"الحياة"إن سلطات الامن ألقت القبض في الأيام الثلاثة الاخيرة على أكثر من 500 من"الإخوان"جميعهم من مندوبي ومديري الحملة الانتخابية لمرشحي الجماعة في المرحلة الثانية، مشيراً الى أن الاعتقالات"تمَّت في محافظاتالدقهلية، ودمياط، والشرقية، والعريش، وسوهاج، وكفر الشيخ"، اضافة الى مدن اخرى مجاورة لها. وأوضح أن نحو 350 آخرين ما زالوا رهن الاحتجاز كانوا اعتقلوا قبل المرحلة الثانية من الانتخابات وفي اثنائها. وذكر محامي"الإخوان"السيد عبدالمنعم عبدالمقصود ان عدد الموقوفين بلغ 1110 حتى مساء أول من أمس، وان حملات أخرى استهدفت ناشطين في الجماعة في محافظات انتهت فيها الانتخابات تمت أمس إذ قُبض على 15 في اسيوط. وسيجري التنافس في المرحلة الثالثة على 136 مقعداً في تسع محافظات هي الدقهليةوالشرقية وكفر الشيخ ودمياط وسوهاج وأسوان والبحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء. واستعدت الأحزاب السياسية المصرية لخوض هذه المعركة وسط توقعات بالإعادة في غالبية الدوائر ال68 بسبب كثرة المرشحين الذين يبلغ عددهم 1774 مرشحاً. وضمن الحزب الوطني الحاكم مقاعد محافظتي شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر، نظراً الى عدم مشاركة"الإخوان"فيها. وسيخوض حزب الوفد المرحلة الأخيرة ولديه النية في ضم من يفوز من المستقلين المنتمين للحزب وانشقوا عنه بسبب الترشيح فقط. ووفقاً لمصادر الحزب فإن الوفد اعتمد اسلوباً يقوم على تلافي السلبيات والتجاوزات التي حصلت خلال الحملة الدعائية في المرحلتين الأولى والثانية. وعشية الانتخابات، حض الأمين العام للحزب الوطني السيد صفوت الشريف الناخبين على الدفاع عن مصالحهم الحيوية والتمسك ببرنامج الرئيس حسني مبارك لتحسين مستوى المعيشة وتوفير الخدمات والمرافق وزيادة الأجور والمرتبات والتخفيف من معضلة البطالة التي تؤرق المصريين، مؤكداً التصدي"لمحاولات التهديد وترويع المواطنين من جانب القلة من أجل التأثير على آراء الناخبين". وأجرت قيادت الوطني اتصالات مع العديد من نواب البرلمان السابقين من أجل الانضمام للهيئة البرلمانية فور إعلان فوزهم في المرحلة الأخيرة. ويتوقع ان يعيد الحزب ضم أربعين مرشحاً مستقلاً إلى الهيئة البرلمانية إذا فازوا في الجولة الأخيرة للانتخابات. وتأمل رموز المعارضة اليوم باستعادة مقاعدها. وينافس رئيس الحزب الناصري السيد ضياء الدين داود في فارسكور في محاولة ثانية اخيرة لاستعادة مقعده الذي فقده في البرلمان السابق، وسيدافع وكيل المؤسسين لحزب الكرامة تحت التأسيس حمدين صباحي عن مقعده في مدينة الحامول وسط توقعات باعادة انتخابه مرة أخرى. وسيتنافس رئيس الهيئة البرلمانية الوفدية فؤاد بدراوي وزميله النائب محمد عبدالعليم في جراتموش ومطوبس وفوه. كما سيخوض نائب رئيس الحزب الدكتور محمود أباظة منافسة حامية ضد مرشح الوطني يحيى عزمي وهو شقيق رئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي في محافظة الشرقية. ويسعى من"التجمع"مختار جمعة وحسن المهندس ورأفت سيف الى تعويض خسارة هذا الحزب في المرحلتين السابقتين ومن أجل ان يرتفع نصيب"التجمع"الى خمسة نواب بعد فوز كل من عبدالعزيز شعبان ومحمد تليمة في الجولات السابقة. ويبذل نقيب المحامين سامح عاشور جهوداً ضخمة لئلا يتعرض الى هزيمة جديدة في دائرة اسوة. وستعلن نتائج الجولة الأولى لهذه المرحلة مساء اليوم.