* جنين - تل أبيب -واشنطن - بلال أبو دقة - الوكالات: تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية التي شملت أمس قصف منزل لأحد القادة الفلسطينيين في الضفة الغربية واعتقال ذلك القيادي، في وقت أعربت فيه الولاياتالمتحدة عزمها مواصلة جهودها السلمية بعد الانتخابات الفلسطينية والإسرائيلية مطلع العام المقبل. اعتقلت القوات الإسرائيلية أمس الخميس إياد أبو الروب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية بعد يوم كامل من محاصرته في مبنى كان يختبئ فيه، وفقاً لإفادات مصادر أمنية فلسطينية. وذكرت المصادر وشهود أن أبو الروب رئيس الجهاد الإسلامي في منطقة جنين في شمال الضفة الغربية ومساعداً سلَّما نفسيهما بعد أن بدأت القوات الإسرائيلية القصف وبدأت في هدم جزء من المبنى المكون من خمسة طوابق حيث كانا يختبئان. وقالت مصادر فلسطينية إن المبنى يضم منزل أبو الروب، وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية حاصرت المبنى في بلدة جنين نحو 20 ساعة منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وزعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه يشتبه أن أبو الروب خطط لهجوم فدائي في بلدة الخضيرة شمال فلسطين 48، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل ستة أشخاص في أكتوبر - تشرين الأول الماضيين ولهجومين آخرين سابقين. وقالت وسائل الإعلام إن إسرائيل اعتقلت ستة نشطين في الساعات الأولى من الصباح خلال مداهمات في الأراضي المحتلة. وذكرت أنه خلال الغارة على جنين قتل الجنود فلسطينياً يوم الأربعاء وجرحوا 12 خلال تصديهم لمحتجين ألقوا حجارة على القوات الإسرائيلية. ومن جانب آخر قرَّرت الولاياتالمتحدة على ما يبدو الانتظار حتى الربيع بعد انتهاء الحملتين الانتخابيتين في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، مستبعدة إحراز أي تقدم كبير في العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل ذلك. واعترف مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن هويته خلال الأسبوع الجاري بأنه في الأمد القصير من الصعب تصور مفاوضات طموحة حول أي مسألة في الأشهر التي تسبق الانتخابات. وتأمل واشنطن بأن يكون القادة الذين سيتولون السلطة بعد الانتخابات المقررة في الأراضي الفلسطينية في كانون الثاني - يناير وفي آذار - مارس في إسرائيل راغبين في دفع (خارطة الطريق) قدما. وفي انتظار ذلك، تؤكد الإدارة الأمريكية أن المحادثات (التقنية) ستتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تطبيق الاتفاقات الموقعة وخصوصاً الاتفاق حول حدود قطاع غزة الذي تم التوصل إليه بعد تدخل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. ويفترض أن ينفذ الإجراء الأول الذي ينص عليه هذا الاتفاق اليوم الجمعة مع إعادة فتح معبر رفح، نقطة العبور الرئيسية بين مصر وقطاع غزة، مما سينهي حصار سكان القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل في أيلول - سبتمبر الماضي بعد احتلال دام 38 عاماً. لكن هذا الاتفاق ينص على ترتيبات أخرى يفترض أن تنجز وخصوصاً الإجراءات التي تسمح بتصدير المنتجات الزراعية الفلسطينية وتسهيل تنقّل الممتلكات والأفراد بين قطاع غزةوالضفة الغربية وإصلاح مطار غزة الذي تضرر جداً بقصف الجيش الإسرائيلي وحتى بناء مرفأ غزة. وأكَّد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء شون ماكورماك أن ليس هناك فعلياً في هذه المرحلة قرار سياسي يجب اتخاذه على مستوى قادة الطرفين، بحسب نص الاتفاق الموضوع. وأضاف أعتقد أن ما هو مطلوب في هذه المرحلة هو خصوصاً الكثير من العمل التقني على مستوى مجموعات العمل. وقالت تمارا ويتس من مركز أبحاث (بروكينغز انستيتيوت) في واشنطن إنه من غير المتوقع تحقيق تقدم كبير في الأشهر المقبلة. وأضافت هذه الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط لكن القضايا المرتبطة بدخول قطاع غزة مهمة جداً ولا أعتقد أن (جيمس) ولفنسون، مبعوث اللجنة الرباعية (الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) سيعلق جهوده لمجرد أن إسرائيل تشهد حملة انتخابية. وقال ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن سياسة الشرق الأوسط حتى لو أن الجهود التي يجب أن تبذلها الولاياتالمتحدة حتى آذار - مارس يمكن أن تبقى محدودة، على واشنطن ألا تنام. واقترح أن تطلب واشنطن من مصر التدخل لدى المجموعات الفلسطينية المسلحة لتمديد وقف إطلاق النار الذي ساهمت القاهرة في التوصل إليه وينتهي تقنياً في 13 كانون الأول - ديسمبر. ومن جانب آخر ذكرت الإذاعة الإسرائيلية مساء الأربعاء أن الحزب الجديد لرئيس الوزراء أرييل شارون، قد اختار نهائياً اسم (كاديما) (إلى الإمام، باللغة العبرية). ومن المقرر أن يكون حزب كاديما (يمين الوسط) قد فرغ أمس من إجراءات تسجيله رسمياً حتى يتمكن من خوض الانتخابات النيابية المقبلة. وقد تحدد موعد الانتخابات رسميا في 28 آذار - مارس لدى توقيع الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف مرسوم حل الكنيست ممهداً بذلك الطريق إلى انتخابات عامة مبكرة. وسينشر مرسوم الحل في سجل الكنيست في الثامن من كانون الأول - ديسمبر، على أن تجرى الانتخابات في 28 آذار - مارس.