قصفت مروحيات عسكرية إسرائيلية أهدافاً في قطاع غزة في الساعات الأولى من أمس الثلاثاء مع بدء تنفيذ إسرائيل تهديدها بفرض منطقة عازلة في شمال قطاع غزة لمنع النشطاء الفلسطينيين من إطلاق الصواريخ على أراضيها. وأطلقت المروحيات الحربية والطائرات المقاتلة صواريخ على تسعة اهداف على الأقل وقطعت الكهرباء عن بلدة في شمال القطاع وخلفت حفرا عميقة فيما لا يقل عن ستة طرق كما اهتزت مدينة غزة بشدة حين اخترقت الطائرات الحربية الاسرائيلية حاجز الصوت مرتين قرب الفجر. وزعم الجيش الاسرائيلي انه استهدف مبنيين في غزة تستخدمهما كتائب شهداء الاقصى الجناح المسلح لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتجنيد اعضاء والتخطيط لهجمات كما استهدف جسرا يستخدم للوصول إلى منطقة لاطلاق صواريخ على اسرائيل.. ولم تقع اصابات بشرية في الهجمات الاسرائيلية التي جاءت بعد ان توعد زعماء اسرائيل بتكثيف الضربات الجوية ضد اهداف للنشطاء الفلسطينيين في غزة لوقف إطلاق الصواريخ.. وفي الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء وبعد هجومين بالصواريخ على مجمعات زراعية في اسرائيل شنت طائرات هليكوبتر أولى الغارات واخترقت الطائرات الحربية حاجز الصوت فوق غزة.. ولم تنفذ اسرائيل تهديدها في الايام القليلة الماضية بسبب سوء الاحوال الجوية التي قيدت نشاط سلاحها الجوي. ومع تحسن الاحوال الجوية في الساعات الاولى من أمس الثلاثاء شنت المروحيات الاسرائيلية الهجوم الاول بينما اخترقت طائرات حربية حاجز الصوت فوق غزة. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي: المبنيان اللذان قصفتهما المروحيات تستخدمهما كتائب الأقصى المتورطة في التخطيط واطلاق الصواريخ على اسرائيل).. وقال شهود ان الكهرباء انقطعت عن بلدة بيت لاهيا في شمال غزة وان ستة طرق على الأقل وجسرا تضررت بشدة من القصف الاسرائيلي الذي خلف فيها حفرا عميقة. ونادرا ما تسفر الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع عن خسائر بشرية لكنها يمكن أن يكون لها اثر سياسي كبير فيما يواصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حملته لاعادة انتخابه استنادا إلى انسحاب من قطاع غزة قال إنه سيدعم أمن اسرائيل. وقالت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية ان الجيش (سيتخذ اجراءات أكثر عنفا في شمال غزة) ويفرض ما يُسمى بمنطقة امنية لمنع اطلاق الصواريخ من شمال القطاع.. وحصل الجيش الاسرائيلي على الضوء الاخضر لفرض منطقة عازلة قرب حدود غزة مع اسرائيل وطلب من الشرطة الفلسطينية اخلاء المواقع. ورفض مسؤولون فلسطينيون الخطوة وطلبوا من قواتهم البقاء في مواقعهم. وأعادت تهديدات اسرائيل بفرض منطقة عازلة إلى الاذهان (المنطقة الامنية) التي اقامتها في جنوبلبنان لمنع هجمات صاروخية من جانب حزب الله اللبناني وحركات مقاومة أخرى.. لكن خلافاً لما حدث في لبنان قالت اسرائيل انها لن تستخدم القوات البرية في غزة وانها ستركز على الغارات الجوية والقصف المدفعي.. هذا ولم يتوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية رغم انسحاب اسرائيل من غزة في سبتمبر ايلول بعد 38 عاما من الاحتلال.. وفي الايام القليلة الماضية تزايد سقوط الصواريخ الفلسطينية على مقربة من مدينة عسقلان الساحلية في جنوب اسرائيل.. وقال النشطاء الفلسطينيون إنهم سيصعدون إطلاق الصواريخ إذا حاولت اسرائيل منعهم بشن هجمات جوية. وقال بيان أصدرته كتائب شهداء الاقصى وحركة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية إن أي هجوم على (شعبنا في أي جزء من فلسطين) سيقابل برد فعل حاسم وعنيف. وقال مكتب وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الاسبوع الماضي إنه بعد مناقشة جرت يوم الخميس أمر (موفاز) بتقييد الحركة في تلك المناطق التي تطلق منها التنظيمات الإرهابية الفلسطينية الصواريخ على اسرائيل حسب وصفه.. وقوضت الهجمات المتبادلة عبر الحدود في اعقاب الانسحاب الاسرائيلي من غزة الامال في ان يؤدي الانسحاب إلى استئناف سريع لعملية السلام.. واستبعد شارون أي محادثات بشأن قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربيةوغزة حتى تجرد السلطة الفلسطينية النشطاء من اسلحتهم وهي عملية تدعو إليها خطة سلام تدعمها الولاياتالمتحدة.. لكن اسرائيل بدورها لم تلتزم بالخطة فيما يتعلق بشرط تجميد النشاط الاستيطاني في اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة التي احتلتها في حرب عام 1967م.. وتبدو المخاطر كبيرة بالنسبة لشارون قبل الانتخابات العامة التي تجري في اسرائيل يوم 28 مارس آذار والتي يخوضها الجنرال السابق ببرنامج يدعو لانهاء الصراع مع الفلسطينيين بعد ان انسحب من حزب ليكود اليميني وشكل حزب (كاديما) الجديد.. من جانبه اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة فجر أمس الثلاثاء تشكل خطرا كبيرا على الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية من اجل تثبيت التهدئة.. وقال ابو ردينة ان مواصلة اسرائيل للعدوان وعمليات القصف التي نفذها الطيران الحربي على قطاع غزة المدانة، تشكل خطرا كبيرا على جهود السلطة الوطنية من اجل تثبيت التهدئة وتهدد بنسف هذه الجهود.. وحمل أبو ردينة اسرائيل مسؤولية النتائج المترتبة على مواصلة (الاغتيالات والغارات والاجتياحات). ومن جهة أخرى، طالب أبو ردينة اللجنة الرباعية خصوصا الولاياتالمتحدة بالتحرك السريع لوضع حد للتصعيد العسكري الاسرائيلي والغاء القرار الاسرائيلي باقامة المنطقة الامنية العازلة في (شمال قطاع غزة). إلى ذلك ذكر شهود عيان ومصادر فلسطينية أن أكثر من 100 مسلح من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري المحسوب على حركة فتح اقتحموا أمس الثلاثاء مبنى محافظة شمال قطاع غزة ومبنى التربية والتعليم ومقر المحكمة الشرعية شمال القطاع.. وقال الشهود إن عددا من المسلحين أطلقوا النار في الهواء خلال عملية الاقتحام.