قال مسؤولون اسرائيليون امس إن اسرائيل أعطت الضوء الاخضر لتوجيه ضربات جوية مكثفة داخل قطاع غزة لاقامة منطقة عازلة تهدف الى منع الناشطين الفلسطينيين من اطلاق صواريخ على مدن جنوب اسرائيل. لكن في علامة على الاحتكاك المتنامي بشأن العنف عبر الحدود، قالت قوات الأمن الفلسطينية انها رفضت طلبا اسرائيليا بإخلاء المنطقة. ونادراً ما تسبب الصواريخ اصابات، لكن يمكن ان تصبح لها آثار سياسية كبيرة فيما يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بحملة لاعادة انتخابه بعد الانسحاب من غزة هذا العام، قال فيها انه سيعزز أمن اسرائيل. وعلى رغم الانسحاب فان اطلاق الصواريخ لم يتوقف، وصعدت اسرائيل غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على غزة. ويقول ناشطون فلسطينيون ان الصواريخ تطلق للانتقام من غارات اسرائيلية على الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. واول من امس اصيب اربعة جنود اسرائيليين عندما سقط صاروخ على قاعدتهم بعدما قتل جنود اسرائيليون ثلاثة ناشطين فلسطينيين في الضفة الغربية. وسقط صاروخ جديد امس. وقال مكتب وزير الدفاع شاؤول موفاز انه بعد المحادثات التي جرت الخميس"أمر موفاز بتقييد الحركة في تلك المناطق التي تطلق منها منظمات ارهابية فلسطينية صواريخ على اسرائيل". واوضح مصدر أمني آخر ان هذا معناه استخدام القوات الجوية وليس القوات البرية في العمليات. وقالت القوات الفلسطينية انها رفضت طلباً اسرائيلياً باخلاء منطقة الحدود، وانها تواصل جهودها لمنع اطلاق صواريخ من وسط انقاض المستوطنات اليهودية السابقة على الحدود. وقال قائد قوات الامن الوطني في شمال قطاع غزة"لن نبتعد مقدار بوصة واحدة". واضاف"نحن نقوم بجهد مائة في المائة من أجل وقف اطلاق الصواريخ". واضاف"قوات الامن لم تغادر مواقعها ونحن نقوم بكل الجهود من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين. لقد طلبوا أن نغادر ولكننا رفضنا ذلك تماما". وبدد العنف عبر الحدود بسرعة أي آمال في ان يؤدي الانسحاب من قطاع غزة الى العودة بسرعة الى عملية السلام. وتستبعد اسرائيل أي محادثات بشأن اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة الى ان تقوم السلطات الفلسطينية بنزع سلاح الناشطين، وهي عملية يتعين القيام بها بموجب"خريطة الطريق"للسلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة. وقالت مصادر أمن اسرائيلية انه يجري بحث اتخاذ خطوات اخرى اذا لم تتوقف الصواريخ. وتشمل هذه الاجراءات قطع الكهرباء عن غزة وهو اقتراح نددت به منظمات حقوق الانسان ووصفته بأنه عقاب جماعي. وقالت المصادر ان شن هجوم بري لاعادة احتلال اجزاء في غزة غير مرجح ما لم تسبب الصواريخ اصابات فادحة. والمخاطر عالية وخصوصاً بالنسبة لشارون قبل الانتخابات التي ستجري في 28 آذار مارس والتي انسحب من اجلها الجنرال السابق من حزب"ليكود"اليميني ليتحرك نحو الوسط. وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب"كديما"الذي اسسه شارون يتقدم بفارق كبير. لكن شن مزيد من الهجمات ولا سيما من غزة يمكن ان يدعم قبضة منافسه زعيم"ليكود"الجديد بنيامين نتانياهو الذي ندد بالانسحاب من غزة ووصفه بأنه استسلام للناشطين الفلسطينيين الذين يشجعون على هذه الهجمات. وحدوث تصعيد كبير في العنف يمكن ان يولد مشاكل في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقررة في 25 كانون الثاني يناير ويؤدي الى تأخيرها. وقال ناشطون انهم سيواصلون اطلاق الصواريخ مهما فعلت اسرائيل. وقال"أبو عبير"الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية"نحن لن نرتجف أمام هذه التهديدات". واضاف"وقف الصواريخ مرتبط بوقف العدوان الصهيوني على شعبنا... والمقاومة لن تتوقف الا برحيل الاحتلال بالكامل وانهاء العدوان". لكن رعنان غيسين الناطق باسم شارون قال انه لم يتم بعد اقامة منطقة عازلة. واضاف"سنبحث تنفيذ تلك الخطة واستخدام جميع وسائلنا من الجو والبحر والبر لإقامة منطقة عازلة يتم التحكم فيها بواسطة النيران وليس بوجود قوات".