بحسب المحلِّل التحكيمي الخبير محمد فودة عضو لجنة الحكام العرب لكرة القدم فإن الحكم الدولي ناصر الحمدان الذي أدار مباراة الوحدة والهلال (1-2) قد أغفل احتساب ثلاث ركلات جزاء صحيحة على مدار الشوطين اثنتان منها للوحدة وواحدة للهلال. فالفودة يؤكِّد في تحليله للأداء التحكيمي لمستوى الحمدان على أنه تدخل في التأثير على نتيجة ومجرى المباراة من جملة أخطائه الفادحة التي أفرزها بعده عن موقع الكرة وعدم وضوح زاوية الرؤية لديه وعدم استثماره للياقته البدنية كما ينبغي خلال الجري في المباراة الأمر الذي فوَّت عليه الدقة في القرار والتقدير. وبالنسبة لركلة الجزاء الأولى فقد كانت لمصلحة الهلال في الدقيقة 29 من الشوط الأول عندما دخل المدافع الوحداوي بشكل فيه الكثير من الإهمال والتهور على المهاجم الهلالي ياسر القحطاني وهذا من الأخطاء العشرة التي يعاقب عليها قانون اللعبة بركلة جزاء. أما ركلة الجزاء الثانية فقد كانت للوحدة في الدقيقة 42 من الشوط الأول حينما عرقل الحارس الهلالي محمد الدعيع مهاجم الوحدة المندفع للكرة فلعب الدعيع على قدم لاعب الوحدة وترك الكرة. في حين لم يحتسب الحكم الحمدان ركلة الجزاء الثالثة للوحدة في الرمق الأخير من المباراة عندما شدَّ المدافع الهلالي تفاريس مهاجم الوحدة علاء الكويكبي داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 45 من الشوط الثاني. ولام الفودة الحكم الحمدان على بعده عن الكرة واللعب كثيراً وتمنى لو أن المساعد الثاني نبَّه الحكم لحالة الشد الأخيرة. سؤال وتراجع لا شك أن المحلِّل والخبير التحكيمي محمد فودة - الذي استند في تحليله على منطلقات قانونية محضة - كان قاسياً على الحكم الدولي ناصر الحمدان حدَّ التعنيف أو النقد اللاذع. الأكيد أن الحكم الدولي ناصر الحمدان قد سجَّل في المباريات التي أدارها مؤخراً تراجعاً مخيفاً في مستواه خاصة في لقاءات الحزم والهلال والاتحاد والحزم ثم الوحدة والهلال، فعندما يغفل حكم دولي له سنوات من الخبرة الطويلة في الملاعب ركلات جزاء يراها غيره من الحكام أنها واضحة أو يتغاضى عن اتخاذ قرارات بطرد لاعبين أو إنذارهم خلال المباراة فإن ذلك مؤشر خطير يفيد تدنياً واضحاً في فهم وتطبيق الحكم للقانون، وفي حال أن يصدر ذلك من حكم بمثل خبرة وتجربة ناصر الحمدان فماذا عسانا أن نقول عن البقية الباقية من الحكام؟! كما أننا نتساءل في واقع الأمر عن سبب إغفال الحكم الحمدان إيقاف اللعب بعد سقوط المهاجم ياسر القحطاني في منطقة الجزاء الوحداوية عندما دخل عليه المدافع الوحداوي بلعبة تعكس تهوراً وإهمالاً ربما قاد لإيذاء الخصم، فالواجب على الحكم المحافظة على سلامة اللاعبين داخل الملعب وأثناء المباراة ولا سيما أن الكرة عادت للهلال في مشروع بناء هجمة هلالية واللاعب ساقط على الأرض فماذا لو أن مدافعي الوحدة خلال عودتهم السريعة للوراء لتغطية مرماهم أثناء الهجمة (دعس) أو سقط أحدهم على المهاجم الهلالي في موضع حساس أو أصابه في أي جزء من جسمه؟! ولماذا لم يوقف الحكم اللعب للاطمئنان على سلامة اللاعب، ولماذا يدع فرصة المبادرة في هذا الجانب تأتي من مدافع الوحدة؟! مراجعة ونقد تقع على لجنة الحكام وناصر الحمدان مسؤولية مراجعة شريط المباراة والوقوف على الأخطاء التي وقع بها الحكم، فمن المهم أن تتعامل اللجنة بموضوعية وشفافية مع حكامها لأن ذلك يعد أسلوباً راقياً وحضارياً في التعامل والإدارة دون انتظار أن يأتي التصحيح من الخارج ولا سيما أن الدوري ما زال في البدايات ولم تشتد المنافسة فيه وتلتهب فيه المواجهات.