وصف عدد من المثقفين والمبدعين دعم وزارة الثقافة والإعلام من خلال تفريغ بعض الأدباء والباحثين والفنانين التشكيليين لإنجاز أعمالهم التي يقترحونها بأنها خطوة إيجابية ومتقدمة من شأنها أن تدعم مشهدنا الثقافي والفني بمزيد من الإبداعات الثقافية والفنية. وقالوا في تصريحات ل(الجزيرة) إن هذا الدعم جيد، ولكن لابد أن تطلب الوزارة من المفرغين من أدباء وفنانين أن يكون إنتاجهم يتواكب مع سنة التفرغ. الأديب والمثقف والكاتب الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الدريس يقول إن هذا التصريح الذي أدلى به وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد أمين مدني تصريح يستحق أن يعنى به وأن يعلق عليه وأن يفعل بكل أدوات التفعيل. ولا شك أن الأستاذ إياد مدني من رجال الثقافة والأدب والذي يعرف ويقدر قيمة الثقافة والأدب وأهلها، وهذا التصريح يبشر بخير لمستقبل الأدب والأدباء والثقافة والمثقفين في السعودية. والحقيقة أنه منذ تعيين الأستاذ إياد مدني وأنا متفائل بالخير على يدي هذا الرجل لأنه يعرف قيمة الأدب والثقافة ورجالها، وسيكون عوناً لهم ولساناً صادقاً باسمهم، وسوف يجدد حيوية الأدب بفاعلية وتكوين وكالة اسمها وكالة للشؤون الثقافية. أما عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير المجلة العربية الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي فيقول إن هذه الخطوات التي أبداها معالي وزير الثقافة والإعلام إياد أمين مدني واستعداده لتبنيها وهي تفريغ (بعض) الأدباء والباحثين والفنانين التشكيليين لإنجاز أعمالهم التي يقترحونها، حقيقة هي خطوة متقدمة جداً من شأنها دعم مشهدنا الثقافي والفني بمزيد من الإبداعات الأدبية والفنية. والذي أستشرفه أن تتم هذه الخطوة وأن يتم تفريغ كل عام عدد من المبدعين سواء في الإبداع الأدبي أو التشكيلي على أن تطلب الوزارة منهم خلال العام إنتاجاً يتواكب مع سنة التفريغ تماماً كما يتم في الجامعات التي تعطي أساتذتها عاماً من التفرغ للقيام ببحث أو دراسة. وفي هذا السياق تقول الكاتبة الدكتورة خيرية السقاف إن التوجه الذي تبادر به وزارة الثقافة والإعلام في شأن المنجز الإبداعي الذي لا يتحقق إلا من خلال المبدعين أنفسهم أتجه إلى محورين اتضحا ليّ من خلال تصريحات مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام ثم مبادراتهم باللقاءات المباشرة عن طريق الجامعات والمنابر الثقافية المختلفة، هذان المحوران هما، تهيئة الروافد الثقافية وذلك عن طريق احتواء الوزارة قنوات النشر أولها المكتبات الثقافية وتعمل الوزارة لأن تنشئ مراكز ثقافية شاملة في المدن والأحياء. وهذه بادرة بلا شك عندما تأخذ الحيز التنفيذي الفاعل والمنتج فسيكون لها شأن في تغيير مسار الاستفادة والإفادة ليس من قبل المثقفين وحدهم بل عامة الأفراد. أما المحور الثاني فيخص فئة المبدعين بأصنافهم وفي التصريح الأخير بشأن تفريغهم، إذا كان التفريغ سيؤول إلى إنتاجية فاعلة تساعد المبدع على الاستفادة من وقته فإنها بادرة جيدة، ولكن قد تطرأ لي علامة استفهام كبيرة، ما هي آلية التفرغ، ثم أليس في ذلك تأطير لحرية المبدع من حيث الزمن وكمية المنتج؟. وعلى كل حال فإننا نستشرف مع الوزارة أن يصبح كل ما يقال أفعالاً لا تذروها الرياح. من جهته يقول عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود والكاتب الدكتور سعد البازعي ما صرح به وزير الثقافة والإعلام حول تفريغ بعض الأدباء والباحثين والفنانين التشكيليين لإنجاز أعمالهم التي يقترحونها، هو بلا شك خطوة طيبة من شأنها أن تدعم الحركة الثقافية، وذلك من خلال الأدباء وتمكينهم من إنجاز ما لديهم من أعمال. وهذا في الواقع ما ننتظره من وزارة الثقافة والإعلام، أي أن هذا يصب في الدور البناء الذي يتوقع من الوزارة بقيادة معالي الوزير إياد أمين مدني، والأمل هو أن يستفيد الأدباء والباحثون والفنانون من هذه الفرصة بشكل المطلوب. وأنا متأكد أن الوزارة وهي تقدم على هذه الخطوة قد وضعت لها الضوابط التي من شأنها أن تجعل مثل هذا الدعم مفيداً وفي المكان المناسب.