استشرف مثقفون وأدباء مستقبل سوق عكاظ، بأنه سيكون حاضنا للكثير من الأعمال الأدبية الشابة، خصوصا الباحثة عن الاستمرار في محفل يضم المهتمين بالأدب والشعر من داخل المملكة وخارجها؛ نظرا لما يحظى به من اهتمام ومتابعة من لدن الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ، والذي لا يدخر جهدا في توفير كافة الخدمات والإمكانات الكفيلة بنجاح السوق. استشراق المستقبل وقال نائب رئيس اللجنة الإعلامية بنادي مكة الثقافي الأدبي والمستشار الإعلامي لجمعية المسرحيين السعوديين بمكة الدكتور خضر اللحياني: "يأتي سوق عكاظ هذا العام في دورته الثامنة 1436ه تحت إشراف الأمير الشاب مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، الذي ظهرت بصماته منذ كان أميراً لمنطقة نجران وهو راع للثقافة ومحب للمثقفين ومهتم بالمفكرين والمبدعين". وأضاف "عُرف عن الأمير مشعل بن عبدالله فكره النيّر ورؤيته الثاقبة، والتي لاحظنا دلائلها ولاحظها الجميع، من اهتمامه -حفظه الله- لإكمال المسيرة التنموية الثقافية والأدبية في منطقة مكة، عندما دعم وأقرّ استمرار جائزة مكة للتميز، ثم إعلانه وتصريحاته المفرحة لجمهور المثقفين والأدباء برغبته وعزمه لدعم مسيرة سوق عكاظ، وتطويره ليستمر بثوب جديد يحمل رؤية مشعل بن عبدالله صاحب الإبداع وصديق المبدعين ومحب الأدب والمفكرين، فنحن وجمهور الأدباء والمثقفين -بلا شك- نتوقع بأن السوق سيشهد نقلة نوعية على مستوى الفعاليات المقدمة التي يكتنزها سوق عكاظ في كافة برامجه وفعالياته المتنوعة التي تشبع نهم المثقف العربي وحتى غير المثقف من العامة". وتابع اللحياني حديثه: "لذا يتطلع الجميع لرؤية وملامسة الجديد والمختلف برؤية الأمير الشاب الذي يحمل طموحا لا حدود له، يتجلى في نظرته التي يقرأ بها الواقع الجميل، ويرسم من خلالها استشراق المستقبل، في الوقت الذي نتطلع فيه أيضاً أن تتساوى فيه فرصة الدعوات التي تقدمها الأمانة العامة للمثقفين والأدباء وأن يبتعد عن تكرار ذات الأسماء التي لاحظتها تتكرر من الداخل والخارج خلال السنوات الماضية. عامل جذب من جهته، قال الأديب نبيل زارع: "أتوقع أن وجود الأمير الشاب مشعل بن عبدالله، سيحمل معه الكثير من الطموحات التي ستضمن -بإذن الله- استمرارية سوق عكاظ؛ لأنه سيحمل العديد من الإضافات التي تخدم فعاليات السوق، ما يسهم في تشكيل عامل جذب للسوق سواء من المهتمين بالشأن الثقافي او الآخرين". واقترح زارع أن يتوسع انتشار االسوق على مستوى الوطن العربي؛ لما يتمتع به من تاريخ طويل وعريق وله مدلولاته التاريخية علاوة على تنوع الفعاليات التي ستخدم عروس المصايف في الشق الثقافي بصورة أكثر تميزا في ظل التطورات التي يشهدها السوق بشكل سنوي". تواصل الأجيال وصف نائب رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية فيصل الزهراني، سوق عكاظ بالمهم؛ كونه يسهم في نقل الحراك الثقافي والخبرات والثقافات من مجتمع إلى 'خر، وقال: "إن تأثر المجتمع بالأدب والثقافة يحتاج إلى حلقة وصل بين الثقافات داخل المملكة وخارجها، ويعتبر سوق عكاظ من أهمها؛ كونه يسهم بشكل كبير في نقل الثقافات عبر الأجيال ويشكل أيضا حلقة الوصل فيما بينها". وأشار إلى أن عكاظ تظاهرة فكرية وثقافية اجتماعية، تفتح آفاقا جديدة للتحاور حول هموم الأمة والسياسة والادب والفكر، والمشكلات والتحديات التي تواجه الأمة، فضلا عن أنه يربط حاضر المملكة الزاهر بماضيها العريق. ونوه الزهراني إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لسوق عكاظ، ومتابعة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الاشرافية العليا، ساهمت بجعل السوق ملتقى ثقافيا عالميا يحتضن المثقفين من كل مكان؛ ليناقشوا في أروقته مختلف القضايا الفكرية والثقافية، ما يعزز التواصل بين نخب المفكرين ويثري الساحة الأدبية السعودية. وذكر رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية أن لسوق عكاظ خصوصيته، إذ أنه يعبر عن الأدب والثقافة السعودية، ويربط الحاضر بالماضي العريق، فهو جسر التواصل بين الجيل الحاضر بماضي الشعراء والأدباء، مضيفا أن التنظيم والعرض والتنفيذ المتجدد سنويا في الندوات الثقافية التي تشارك فيها نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن المتصل بالمجتمع. وزاد الزهراني "يسير عكاظ إلى مدى بعيد في الاتصال بين المدن العربية والمثقفين العرب، وإبداء الأفكار والمشاريع التي تظهر خلال لجنة التنظيم بالسوق، حتى أصبح على مستوى دولي، ويضاهي كل المهرجانات الدولية الأخرى.". ونوه إلى أن توجيه الأمير مشعل بن عبدالله بإقامة ندوة كبرى عن شخصية الراحل القصيبي المفكر والوزير والسفير، في سوق عكاظ لهذا العام، يعتبر اختيارا موفقا لما تتميز به مؤلفاته خاصة في الحياة الإدارية، لاسيما وأن الراحل بنى بعلمه وفكره وأدبه مكانة سامية في المجتمع المحلي والعربي، وأصبح نموذجا للإداري الناجح والمثقف المتمكن. وأشار إلى أن القصيبي كان ولا يزال رغم رحيله من رواد الشعراء المعاصرين، فبنى مكانة مرموقة في المجتمع العربي، منوها إلى أن اهتمام السوق بالفن التشكيلي أيضا بناء لمستقبل تشكيلي سيكون ذات يوم موروثا تفخر به الأجيال. وختم الزهراني بالقول "بما أن الهدف الأسمى لسوق عكاظ التواصل الثقافي والحضاري، فلا بد من الاهتمام بالفن التشكيلي؛ كونه لغة تواصل ورسالة يكتبها الفنان ويشكلها جماليا لهدف أساسي يتمثل في التعبير عما يريد الفنان، وهكذا يكون لغة تخاطب وتواصل مع الآخرين ومع المجتمع، ويحاور الفنان أقرانه ويشدهم إلى رؤيته أو مواقفه الاجتماعية والفكرية، فالفن رسالة الإنسان الى الإنسان، وهذه الرسالة الجمالية التي تكون شاهدة بشكل ما على العصر والناقد له والمحرض للإنسان".