على شبّة النار كان أحد ملاك الخيل جالساً في إسطبله بالجنادرية، حيث أحاط به بعض الأصدقاء والربع من أهل الخيل، والجميع مستمتع باحتساء أقداح الحليب الممزوج بالزنجبيل. صاحبنا (المعزب) وجد نفسه في تلك الأجواء أسيراً لسطوة النعاس، حيث أصبح في وادٍ وربعه في وادٍ آخر. وبعد مقاومة فاشلة للهجمة النعاسية استسلم لغفوة عميقة.. ويا هي نومة لم تخل من الأحلام التي سردها لنا في اليوم التالي: ( ذهبت كالعادة إلى ميدان الملك عبد العزيز لمشاهدة السباقات وفوجئت حين وجدت - على غير عادة - المدرجات مملوءة (كمبليت) وأخبرني موظفو النادي وبابتسامة غير معهودة بأنه لا مكان لي بين الجماهير ونصحوني بمتابعة السباق من خلال المحطات الفضائية ال 20 التي تتنافس على نقل السباقات المحلية فجوائز الجمهور!! سيارات ودراهم كاش تصل إلى (50 - 100 ألف ريال) وأشواط السباقات بالجملة، وغابت كلمة قرعة واحتياط إلى غير رجعة! لقد كان حضوري إلى الميدان لمتابعة (حصاني) المشارك في شوط تبلغ جائزته (مليون ريال) ولأن الفرصة لم تتح لاحتلال مكان في المدرجات عدت لإسطبلي متمتعاً في طريقي لمزارع الجنادرية بالأضواء الكاشقة والأنوار المضيئة التي ازدانت بها المزارع فسرقت الأضواء من (الميدان الرئيسي) الذي لا يفصلها عنه سوى بضعة كيلو مترات. كما تمتعت عيناي برؤية المسطحات الخضراء تغطي برونقها كل المزارع وسعدت نفسي بنعمة الكهرباء والمياه التي تعم المكان ودعوت بالخير لكل من سعى إليها. وفور وصولي للإسطبل، وقبل بداية أشواط السباق ال 10 في يومها الأول!! تصفحت إحدى الصحف، العديدة والمتخصصة فروسياً ومنها صحيفة (الميدان) والمكونة من عشرين صفحة متخصصة بالكامل في سباقات الخيل، لفت نظري خبر مفاده أن الباحثين والأطباء في مستشفى الخيل السعودي العالمي والتخصصي قد توصلوا بعد أبحاث متعمقة إلى علاج مغص الخيل الأكثر انتشاراً في المنطقة وكذلك اكتشفوا علاجاً لأوتار الخيل بعد أن أهدرت في أبحاث علاجه ملايين الدولات واليوروات وقد تمثل العلاج المكتشف في أوتار صناعية، تم تجربتها بنجاح على بعض الخيول المصابة من هذا النوع وفي خبر اخر في نفسي الصحيفة تصريح لأحد مديري الميادين السعودية يؤكد فيه ترسية النادي عقد مع احدى الشركات العالمية لإضاءة الميدان بالأضواء الكاشفة وليكون آخر الميادين السعودية التي تطبق هذه التقنية في ظل زيادة الفائض من ميزانية النوادي الفروسية وبالتالي زيادة عدد الأشواط حتى ساعة متأخرة من الليل. وعلى صوت أحد السياس كانت اليقظة من ذلك الحلم، فقد فتحت عيني على عباراته التحذيرية بأنه سيطفئ ماطور الكهرباء، وأن صاحب وايت الماء ينتظر بفواتيره تسديد المبالغ المستحقة علي طوال شهرين ماضين!! حقاً ما أحلى الأحلام، حتى لو كانت مجرد أوهام تداعب الأجفان على شبّة النار وفناجيل الشاي والحليب بالزنجبيل تدور بين الربع في عالم لم نستطع صنعه إلا في الخيال!! المسار الأخير ما كل رجال عيونه تقديه