أكد الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها أ.د. عبدالعزيز بن حامد أبو زنادة في تصريح خصَّ به (الجزيرة) أن إنفلونزا الطيور مرض فيروسي يصيب في الأساس الطيور البرية والبحرية وكذلك الطيور الداجنة وبعض أنواع الثدييات، وقال إن خطورة المرض تكمن في مقدرته على التحور والاندماج مع سلالات فيروسية أخرى مشابهة، خصوصاً إنفلونزا البشر. وأشار أبو زنادة إلى أنه قد سجلت حالات وفيات في بعض الدول الآسيوية ومنها فيتنام وإندونيسيا والصين وكمبوديا وماليزيا وتايلاند زادت على 50% من حالات الإصابة في تلك الدول، وعن هذا المرض أضاف أبو زنادة أن الطيور المهاجرة تعتبر إحدى وسائل نقل المرض كونها لا تعرف الحدود السياسية والجمركية بين الدول فلذلك تعتبر العامل المهم لنقل المرض، حيث يمكن التحكم والكشف الصحي وإخضاع الأنواع الأخرى الداجنة سواء الحية أو منتجاتها للفحص والحجر البيطري قبل دخولها للبلاد وأيضاً منع استيراد الطيور من الدول التي سجل بها حالات المرض، مؤكداً أنه لا صحة للقول إن الطيور المهاجرة التي تصل إلى المملكة تعتبر سليمة صحياً كونها تطير آلاف الكيلومترات من مواطنها الأصلية في الشمال لتصل إلى مشتاها في الجنوب الدافئ فبعض هذه الطيور ربما تكون حاملة للفيروس دون ظهور الأعراض المرضية عليها أو ربما يكون بعضها قد أصيب بالفيروس ومازال الفيروس في فترة الحضانة التي تسبق ظهور الأعراض عليها خلال رحلة هجرته، وحتى إن ظهرت عليه الأعراض ونفق الطائر أثناء رحلته فإن احتمال انتقال الفيروس إلى طيور أخرى في السرب المهاجر تزال قائمة، وعليه فإن مراقبة مسارات هجرة الطيور خصوصاً المناطق المائية والرطبة مثل تلك التي حددتها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها مع اللجنة الوطنية لمجابهة خطر إنفلونزا الطيور مثل بحيرة دومة الجندل في الجوف وبحيرة الأصفر في الأحساء ومحمية الجبيل بالخليج العربي وسد وادي الحائر بالرياض ووادي جيزان، مشيراً إلى أنه أخذ عينات من الطيور التي تصل إلى هذه المواقع وفحصها مخبرياً يعد إحدى الوسائل الأساسية للوقاية من المرض والكشف عنه. وأضاف د. أبو زنادة أن المتخصصين والجوالين العاملين في المناطق المحمية يلعبون دوراً مهماً وحيوياً في مراقبة تلك المناطق؛ لأنها تعتبر كذلك من المناطق المهمة والمؤهلة بيئياً لجذب أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة للراحة والتزود بالغذاء خلال رحلة الهجرة. وأكد د. أبو زنادة على أهمية اتباع الإجراءات الوقائية والصحية في جميع مزارع الدواجن وعدم السماح لوصولها أو اختلاطها بأي شكل مع الطيور المهاجرة وطيور الزينة. كما أن دور المواطن في الإبلاغ عن أي حالات نفوق للطيور المهاجرة أو طيور الزينة أو الطيور الداجنة للمسؤولين بغرفة عمليات وزارة الزراعة يعد أحد عناصر الكشف المبكر عن الوباء وإحدى طرق الوقاية الأساسية، وأخيراً نحمد الله فلم يتم حتى الآن تسجيل أي حالات مشبوهة أو مصابة بالمرض بين الطيور المهاجرة وطيور الزينة أو الطيور الداجنة في المملكة، وفقاً لما تشير إليه التحاليل المخبرية التي أجرتها وزارة الزراعة. ومع ذلك يجب اليقظة والحذر كون ظهور حالات مرضية في بعض الدول المجاورة، وكون أن الطيور المهاجرة التي قد تنقل المرض لا يمكن التحكم فيها ومنعها من الهجرة المعتادة بأي حال. وأشاد د. أبو زنادة بتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس إدارة الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بوقف استيراد جميع الحيوانات والطيور الفطرية بما فيها الصقور من الدول التي سجلت بها حالات إصابة ومنع صيد الطيور المهاجرة هذا العام، التي من ضمنها (الحباري والكروان وشبك الصقور) ووقف استيراد طيور الزينة وغيرها وكل أنواع الطيور الحية من الخارج، وذلك حرصاً منها على صحة المواطنين والمقيمين في بلادنا الحبيبة حماها الله من كل مكروه. أ.د. عبدالعزيز بن حامد أبوزنادة الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها