(1) خدماتنا الصحية والتطوير الملحوظ..! ** لا يدرك تطور الخدمات الصحية في بلادنا إلا من قدر له أن يصاب بعارض صحي وهو مسافر إلى العديد من الدول القريبة والبعيدة..! لقد حدثني صديق أن ابنه أصيب بعارض صحي وهو مسافر إلى إحدى الدول ذات الدخل الكبير، وعندما ذهب إلى أحد أكبر المستشفيات في عاصمة ذلك البلد وجد هذا المستشفى بأجهزته وإمكانياته ومستوى بنائه يقل - بكثير - عن أحد المستشفيات العادية في إحدى المحافظات في بلادنا..! وهذا يجعلنا - نحمد الله - على المستوى الصحي الذي وصلنا إليه وعلى انتشار الخدمات الصحية في كل موقع، وإن لم يكن ذلك بالطبع هو كل طموحنا، لقد عشنا وسعدنا في الفترة القريبة الماضية بافتتاح العديد من المستشفيات الكبيرة والصغيرة فضلاً عن إعلان معالي وزير الصحة بناء ألفي مركز رعاية أولية خلال خمس سنوات نحو (80%) منها تنتهي خلال ثلاث سنوات، يضاف إلى ذلك تأمين الأجهزة المتطورة، وإجراء العمليات الصعبة في العديد من المستشفيات بمدن ومحافظات المملكة. وآخر الخطوات الحضارية الجيدة لوزارة الصحة: (مشروع الرعاية الصحية المنزلية) الذي يرعى المريض وهو في منزله عن طريق مراكز الرعاية الصحية الأولية، وسوف تكون البداية نحو مرضى السكر من جانب الاهتمام بهم ومراقبتهم وايصال العلاج إليهم وهم في منازلهم. وإننا في الوقت الذي نهنئ فيه مسؤولي وزارة الصحة وفي مقدمتهم وزيرها المخلص النشيط د.حمد المانع وجميع زملائه بالوزارة نطلب منهم المزيد من العطاء لتعميم وتطوير الخدمات الصحية التي تحظى بدعم قيادة هذا الوطن التي لا تبخل على هذا القطاع بأي دعم مادي ومعنوي كما نستشرف إلى دعم هذا القطاع من جميع قطاعات الدولة، فليس شيء أغلى من صحة الإنسان وسلامته. ودام الجميع بصحة وعافية. (2) أ.النعيم وكتاب (العمل الاجتماعي التطوعي) ** فرق كبير بين أن يأتي كاتب وينظر إلى عمل اجتماعي أو خيري وهو فوق كرسيه (المكتبي) أو (الأكاديمي)، وبين أن يأتي رجل عاش العمل الخيري وبذل فيه وأعطاه من جهده وفكره الكثير.! من هنا فلكم سعدت بقراءة كتاب (العمل الاجتماعي التطوعي- العمل التطوعي بالمملكة العربية السعودية) لمعالي رجل الخير أ.عبدالله العلي النعيم.. الذي تحدث فيه عن تجربته وممارسته العمل التطوعي الذي هو أحد فرسانه، والذي عندما تخلى (أبو علي) عن كثير من أعماله الرسمية بقي متمسكاً به وباذلا فيه ومتطوعاً من أجله بجهده وماله وفكره.! إن هذا الكتاب للاستاذ عبدالله العلي النعيم يضاف إلى رصيد عطائه لدينه ووطنه، حيث استطاع أن يوثق للعمل الخيري في هذا السفر المبارك الذي استشرف كل من يوفقه الله للتصدي لعمل الخير، أن يطلع ويقرأ هذا الكتاب ويفيد منه، وقد أصدرته - مشكورة - مكتبة الملك فهد الوطنية في (215) صفحة. *** ** لقد رصد المؤلف الكريم نماذج مضيئة من العمل التطوعي في بلادنا سواء في ماضيها القريب أو حاضرها المشرق، وقد بدأ كتابه بنشأة وبدايات العمل التطوعي خلال حكم الملك عبدالعزيز، ثم تناول في عصرنا الحاضر المؤسسات التطوعية والخيرية في بلادنا ومصادر دعمها سواء من قبل الدولة أو أهل الخير، ثم تناول في الفصل الثاني مجالات عمل المؤسسات الخيرية في الجوانب الصحية والاجتماعية والثقافية وغيرها، أما الفصل الثالث فقد قدم فيه أ.النعيم حصراً بالجمعيات الخيرية وتحدث عنها وعن اختصاصها بخبرة المشارك في الكثير منها بل والمؤسس لبعضها، وفي الفصل الرابع كان الوفاء من المؤلف لرجل خير (يستحق) الوفاء، ألا وهو سمو الأمير سلمان الذي عرفه أ.النعيم أكثر من غيره وهو الذي عمل تحت رئاسته رسمياً بالسابق، وخيرياً بالحاضر، ومن المؤكد أن هناك جوانب أخرى في عمل الخير بذلها الأمير سلمان لم يرغب أ.النعيم التطرق إليها، جعل الله ما قدمه سموه في هذا الميدان من الباقيات الصالحات له. أما الفصل الخامس والأخير، فقد اختار المؤلف نماذج من هذه المؤسسات الاجتماعية الخيرية والتطوعية الناجحة التي كان لها حضورها المشهود في هذه الميادين الشريفة.! ولقد بلغت قمة الوفاء في هذا الكتاب في اختيار المؤلف من أهدى إليهم كتابه ألا وهم - أولا - (والده)، وزوجته وابنه وبناته، وسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ثم كل الذين يعملون متطوعين في أي حقل من حقول التطوع. واختم قراءتي التعريفية لهذا الكتاب بما أشار إليه المؤلف حول ما دعاه إلى إصدار هذا الكتاب ألا وهو أن يبقى مثل هذا الكتاب أمام الأجيال التي تحب وتعشق الخير في (مملكة الإنسانية) وبخاصة أن هذا الكتاب جاء موثقاً بالمعلومات والأرقام الدقيقة التي تفيد كل قارئ أو باحث مهتم بهذا الشأن الخيري الذي بقدر ما يسعد من يتطوع في سبيله بالدنيا فإنه يجد الأجر مدخراً عند الله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً. (3) هيئة الاتصالات وضرورة توفير المرونة لها ** (هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات)، رغم أنها من أحدث الهيئات التي تم استحداثها إلا أن المتابع لجهودها يجدها كبيرة، وحققت نجاحات ملموسة سواء في ميدان متابعتها لشركات الاتصالات ومراقبتها وتنظيم دخول المشغلين الجدد، أو في مجال تطبيق الأنظمة عليها، أو في تلك الإيرادات الكبيرة التي تسهم في الاقتصاد الوطني العام والخاص. لقد بلغت إيرادات الهيئة خلال العاملين الماضيين نحو (30) بليون ريال، وسوف يزداد هذا الرقم كلما دخل بالسوق منفذون جدد سواء للثابت أو الجوال، وبخاصة أن (ثرثرة الناس تزداد).! إن هذا النجاح لهذه الهيئة سواء في مجال اختصاصها أو بما تطبقه، وما تدعم به الاقتصاد الوطني يتطلب دعم هذه الهيئة، بل واستثناؤها من بعض الأنظمة المالية.! لقد صدر مؤخراً تنظيم يقضي بدخول المؤسسات العامة ضمن الأنظمة المالية والإدارية للحكومة، والهيئة إحدى الجهات التي شملها هذا التنظيم.! إنني أحسب أن هذا التنظيم سوف يحد من نجاح الهيئة وجهودها واستقطاب الكفاءات الجيدة التي تدعم عملها في ميدان الاتصالات والمعلومات الذي هو لغة العصر والذي يخضع لمنافسات حادة.! إنني أدعو إلى استثناء مثل هذه الهيئة التي هي نهر عطاء، وبقدر ما نعطيها من المرونة بقدر ما نوفر لها المناخ والإمكانات التي تحقق لها النجاح من جانب، ودعم اقتصادنا الوطني من جانب آخر.