احترنا ماذا نأخذ وماذا ندع؟ قال الشاعر: تكاثرت الظباء على خراشٍ فما يدري خراشٌ ما يصيد هذا هو حال كثير ممن لهم صلة بالشأن الاقتصادي في المملكة، متابعاً كان أم صحافياً أم غير ذلك.. ففي الأيام المقادمة تقام عدة مناسبات اقتصادية؛ أولها وأهمها حفل افتتاح مقر منتدى الطاقة العالمي مع ما يتزامن مع هذا الحفل من فعاليات، وثانيها الملتقى الأول للأسهم السعودية الذي ينظمه مجلس الغرف التجارية، وثالث هذه المناسبات الملتقى الذي تنظمه هيئة السوق المالية عن الإفصاح في الشركات. جميع هذه الفعاليات التي سوف تقوم الجزيرة بتغطيتها مهمة، وتعطي مؤشراً واضحاً بأن بلدنا أضحى قطباً اقتصادياً مهماً بفضل الله. إلا أن المحزن في الأمر أن جميع هذه المناسبات تقام في وقت واحد وفي نفس الأيام خلال الفترة من الأحد إلى الأربعاء 18- 21 شوال الموافق 20-23 نوفمبر!!. هل إلى هذا الحد ضاف الوقت بنا لكي نحشر مناسباتنا في ثلاثة أيام فقط. وأريد أن أسأل: ما حال المتابعين للشأن الاقتصادي الذين يريدون الحضور في كل تلك المناسبات والاستفادة منها؟ وما حال الصحفيين الذين يريدون تغطية تلك المناسبات؟ وما حال عامة الجمهور الذين يرغبون الحضور والاستفادة من هذه الفعاليات التي تقام في بلدهم؟ دولتنا دولة نفطية - ولله الحمد - وحضور حفل افتتاح مقر المنتدى وما يصاحبه من فعاليات يسترعي اهتمام الكثير. وسوق الأسهم هو حديث المجتمع وقناته الاستثمارية الأكثر جذباً في الوقت الحاضر ولذلك فالملتقى الأول للأسهم السعودية يسترعي اهتمام الكثير. ولقاء الانصاح في الشركات أيضاً يسترعي اهتمام الكثير ممن لهم صلة بالاستثمار في سوق الأسهم. إن الضرر الناجم عن حشر هذه المناسبات في وقت واحد كبير جداً.. فهو على اللجان المنظمة لهذه المناسبات وعلى الجمهور وعلى وسائل الإعلام.. هدر للوقت واجهاد للطاقات تشتيت للذهن ومدعاة لعدم التركيز. إنني آمل من الجهات المنظمة لهذه المناسبات إعادة النظر في جدولتها، وإن كنت أرى أن حفل منتدى الطاقة بحكم ارتباطه بضيوف من خارج المملكة قد يكون من المناسب أن يعقد في وقته، أما ملتقى الأسهم السعودية فأقترح تأجيله إلى الأسبوع الذي يليه، وبعده ملتقى الإفصاح في الشركات. كما آمل أن يراعي ذلك مستقبلاً لكيلا تفوت الفرصة على المتابعين والجمهور الراغب في الاستفادة من المنافسات التي تقام في بلده.