مشّطت الشرطة الهندية الأماكن التي وقعت فيها ثلاثة انفجارات في نيودلهي بحثاً عن خيوط تؤدي إلى المسؤول عن ذلك الهجوم المنسق الذي أدى إلى قتل 55 شخصاً على الأقل قبل أيام فقط من احتفال مسلمي الهند بعيد الفطر المبارك واحتفال الهندوس بإحدى مناسباتهم. وفي ذات الوقت ارتفع إلى 109 قتلى ضحايا حادث القطار الذي وقع في وقت سابق من ذات يوم السبت. وأنحى رئيس الوزراء مانموهان سينغ الذي قطع زيارة لكالكوتا للعودة إلى نيودلهي باللائمة في الهجمات التي وقعت في أسواق مزدحمة قبل العطلات يوم السبت على إرهابيين، لكنه أوضح أن من السابق لأوانه التكهن بالمسؤول عنها. ودعت رئيسة وزراء ولاية دلهي الناس إلى الابتعاد عن الأماكن العامة خلال الأيام القليلة المقبلة قبل احتفال الهندوس بمهرجان ديوالي أو مهرجان الأضواء يوم الثلاثاء واحتفال المسلمين في وقت لاحق من الأسبوع بعيد الفطر. وفي دلهي نشرت قوات إضافية من الشرطة المسلحة في الشوارع وكان الإقبال على بعض المساجد والمعابد أقل من المعتاد. وأُعلنت حالة التأهب في العاصمة المالية مومباي التي شهدت تفجيرات ضخمة عامي 2003 و1993 ومدن أخرى وعززت إجراءات الأمن في المطارات ومحطات القطارات والحافلات في شتى أنحاء الهند. ووقعت التفجيرات في الوقت الذي اتفق فيه المسؤولون الهنود والباكستانيون المجتمعون في إسلام آباد على فتح الحدود بين البلدين في كشمير لمساعدة ضحايا زلزال جنوب آسيا في أحدث خطوة في عملية سلام انتقدتها بعض الجماعات الإسلامية المتشددة. ويقول مسؤولون بالمستشفيات إن 55 شخصاً على الأقل تأكد مقتلهم وما زال أكثر من 100 يرقدون في المستشفيات بعضهم حالته حرجة. وقالت بعض أجهزة الإعلام المحلية إن 70 قتلوا. ووقعت انفجارات أمس في سوقين وقرب حافلة في منطقة أخرى مع حلول الغسق في العاصمة التي يقطنها 14 مليون نسمة وهو وقت يرتاد فيه الملايين الأسواق لشراء حلوى خاصة وهدايا آخر دقيقة للأعياد المقبلة. وقالت سونيتا التي تعيش قرب أحد الأسواق التي لحق بها الدمار في منطقة تتمتع بشعبية بين السائحين الأجانب الشبان (كان هناك دوي هائل). وأضافت (رأيت أناساً كثيرين راقدين على الأرض. رأيت ذراع طفل مقطوعة ورأس شخص ما آخر محطم. كان (شيئا) سيئاً للغاية). وتناثرت الجثث المتفحمة والدماء والزجاج والأنقاض التي يتصاعد منها الدخان في مواقع الانفجارات فيما كانت فرق الإنقاذ تسارع بانتشال القتلى والجرحى بينما كان عشرات الناجين في حالة من الصدمة يحاولون اكتشاف ما حدث بأقاربهم المفقودين. ودعا سينغ للهدوء وقال (يسعى هؤلاء الإرهابيون إلى بث الشعور بالخوف والشك بين شعبنا المحب للسلام. خطط توقيت تلك التفجيرات بحيث تثير السخط خلال موسم الأعياد عندما يحتفل أبناء جميع الطوائف بأعيادنا القومية. سنهزم خططهم الشائنة). وأدانت باكستان والأمم المتحدة ودول أخرى هذه الهجمات. وألقت الهند باللوم في هجمات سابقة بالعاصمة على نشطاء مقرهم باكستان بما في ذلك هجوم على البرلمان في عام 2001 قتل فيه أكثر من عشرة أشخاص ووضع الهندوباكستان على حافة حرب نووية. لكن البلاد تمتلئ أيضاً بعشرات من حركات التمرد وقتلت انفجارات وقعت في اثنتين من دور السينما ألقي باللوم فيها على الانفصاليين السيخ شخصاً وأصابت عشرات بجروح في مايو - أيار. وذكرت تقارير أن الانفجار الأول وقع في منطقة باهارجانج قرب محطة السكك الحديدية الرئيسية في نيودلهي وهي منطقة يرتادها السائحون الأجانب الشبان. ووقعت انفجاران آخران في سوق ساروجيني ناجار في جنوب دلهي وفي جوفيندبوري وهي ضاحية في جنوبالمدينة أيضاً. وفيما يتصل بحادث القطار فقد ارتفع إلى 109 قتلى عدد ضحاياه أمس الأحد، في الوقت الذي يفتش فيه رجال الإنقاذ عن مزيد من الجثث في مكان الحادث. وانزلقت سبع عربات من قطار ركاب من فوق القضبان عند فيلوجوندا الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوبي حيدر آباد عاصمة ولاية اندرا براديش في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت.