تبنت مجموعة مجهولة تدعى «انقلاب» (الثورة) أمس الاحد في اتصال مع صحافيين الاعتداءات الثلاث التي وقعت امس الأول السبت في اسواق في نيودلهي واسفرت عن مقتل 61 شخصا على الاقل. وقال المتحدث باسم المجموعة احمد يار غزنوي الى صحافيين في سريناغار وهي مدينة الاصطياف في كشمير الهندية «ستستمر هذه الاعتداءات حتى تسحب الهند قواتها من كشمير وتكف عن ممارسة نشاطاتها غير الانسانية». وذكرت محطات تلفزيونية ان «انقلاب» هي مجموعة منبثقة عن المجموعة المتطرفة «عسكر طيبة» احدى المجموعات الثلاث التي يقودها المتمردون الانفصاليون الذين يحاربون القوات الهندية في كشمير. واعلنت الشرطة عدم معرفتها بوجود هذا التنظيم. وارتفع عدد قتلى التفجيرات التى دكت العاصمة الهندية مساء السبت عشية كبرى الأعياد الهندوسية الى 70 قتيلا و 188 جريحا بينهم سياح أجانب. وقيل أن بين القتلى أكثر من عشرة سياح أجانب قتلوا حين انفجرت إحدى القنابل فى منطقة بهارغَنْج التي توجد بها مئات من الفنادق الرخيصة التى يؤمها السياح الأجانب وخصوصا الإسرائيليون. وقالت مصادر فى شرطة نيودلهي أن تنظيماً «لشكر طيبة» بالتعاون مع تنظيم «القاعدة» قد نظم هذه التفجيرات التي وصفتها الشرطة بأنها تختلف عن تفجيرات كشمير فقد اتسمت بالشدة لأن القنابل المستخدمة هي أدوات تفجير دقيقة تعرف بالآر دي إكس على عكس متفجرات الآي إي دي البسيطة المعهودة . وهذا يعنى أن بعض خبراء المتفجرات قد تسللوا الى العاصمة الهندية للقيام بهذه التفجيرات التي اختيرت لها أسواق مكتظة حتى فى الأيام العادية ولكنها كانت تمثل المهرجانات الشعبية يوم السبت الماضي بسبب قصد آلاف مؤلفة لشراء هدايا فى آخر لحظة قبل عيد الأنوار - ديوالى - الذي كان سيقع بعد يومين فقط. وكانت التفجيرات فى أصلها خمسة أو ستة تفجيرات إلا أن الشرطة تمكنت من إبطال إحداها في منطقة تشاندني تشوك ومحاولة أخرى لم تنجح عندما لاحظ محصل إحدى الأوتوبيسات وجود حزمة غير عادية خلف مقعد السائق فأوقف الأوتوبيس وأخلى نحو مائة من ركابه وانفجرت القنبلة عندما كان سائق الأوتوبيس ينقلها الى خارج الأوتوبيس فأصيب بإصابة بالغة بينما نجا كل ركاب الاوتوبيس. وكل الإصابات الخطيرة هي فى سوق ساروجنى ناغار القريب من الحي الدبلوماسي ومنطقة بهارغنج القريبة من محطة القطارات الرئيسية. وقد أعلنت الهند حالة الطوارئ القصوى فى كل المدن الكبيرة كما قامت الشرطة فى نيودلهي باعتقال 22 شخصا خلال مداهمات استمرت طوال ليلة السبت-الأحد فى مختلف الأحياء بما فيها الأحياء الإسلامية وبعض الفنادق. وقد قطع رئيس الوزراء مان موهان سينغ زيارته لكالكوتا وعاد الى نيودلهي . وقال مان موهان عقب التفجيرات أنها من عمل الإرهابيين وجدد عزم الهند على محاربة الإرهاب بكل صوره. وقد بدأ السياح الأجانب يغادرون نيودلهى على عجل خوفا من تكرار تفجيرات مماثلة. وقد نددت باكستان من فورها بالتفجيرات وقال (تسنيم أسلم) المتحدث باسم الخارجية الباكستانية: «الشعب الباكستاني والحكومة الباكستانية قد صدموا بهذا العمل الهمجي وهم يعبرون عن عميق التعاطف مع أسر الضحايا». وقد نددت أميركا على لسان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وبريطانيا على لسان رئيس الوزراء توني بلير بالتفجيرات. وأرسل توني بلير رسالة تعازي الى رئيس الوزراء مان موهان سينغ. وقال الاتحاد الأوروبي فى بيان له: «لا شئ يبرر الإرهاب الذي هو اعتداء على القيم العالمية التي نشترك فيها بغض النظر عن لغاتنا وثقافاتنا ودياناتنا».