وضعت العاصمة الهنديةنيودلهي في حال تأهب قصوى امس، غداة مقتل 61 شخصاً على الاقل وجرح 210 آخرين في ثلاثة تفجيرات وقعت في المدينة. وعززت السلطات تدابير الحماية المتخذة في المباني الرسمية الرئيسة والاماكن العامة، في حين امرت السكان بملازمة منازلهم. ونفذت الشرطة حملة تمشيط واسعة للاماكن التي استهدفتها التفجيرات، بحثاً عن ادلة تؤدي الى كشف الجهة المسؤولة عن شن الهجمات المنسقة والتي جاءت قبل ايام قليلة من احتفال الهندوس بعيد الانوار"ديوالي"والمسلمين بعيد الفطر. وأفادت تقارير اعلامية أن الشرطة اعتقلت 12 مشتبهاً بهم على الاقل، في حين لا تزال تستجوب أكثر من 50 شخصاً. وعلى عكس ذلك، تمسكت السلطات بنسب الاعتداء الى تنظيم"العسكر الطيبة"الكشميري، متجاهلة تبني جماعة انفصالية اخرى تطلق على نفسها اسم"انقلابي"الثورة مسؤولية التفجيرات، وذلك عبر اتصال هاتفي اجراه ناطق مجهول باسمها بصحيفة في ولاية جامو وكشمير، محذراً من اعتداءات اخرى في المستقبل. ورجحت نيودلهي ان الجماعة المزعومة والتي يعتقد انها تأسست عام 1996 هي واجهة لتنظيم"العسكر الطيبة"الذي يتخذ من باكستان مقراً له، وربطت الاعتداء ب"محاولة اخراج عملية السلام بين الهندوباكستان عن مسارها"، علماً ان الجارين النوويين اتفقا في إسلام آباد اول من امس، على فتح الحدود بين البلدين في كشمير، لمساعدة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب شمال باكستان في الثامن من تشرين الاول اكتوبر المقبل. ويذكر ان إسلام آباد حظرت نشاط"العسكر الطيبة"التي سبق أن نفذت هجمات عدة في الهند، من بينها تلك التي طاولت البرلمان عام 2001 والقلعة الحمراء واخيراً، مبنى دينياً متنازعاً عليه بين المسلمين والهندوس في إحدى البلدات شمال نيودلهي. وأكد محللون ان مخطط الهجمات التي نفذت في اسواق مزدحمة وأسقطت ضحايا كثيرين من النساء والاطفال، يؤكد محاولة نشر الفزع والغضب عبر استهداف العائلات في موسم الاحتفالات. وقال روهان جوناراتنا، خبير شؤون الارهاب المقيم في سنغافورة اليوم:"تملك جماعة العسكر الطيبة وجيش محمد وحدهما امكانات تنفيذ هجمات مماثلة والمستوحاة من اسلوب عمليات تنظيم القاعدة". في المقابل، اعلن سليم هاشمي الناطق باسم"حزب المجاهدين"الجماعة الاكبر حجماً في اقليم كشمير، انه يستحيل ان يشن المجاهدون هجمات على المدنيين الابرياء. ورأى ان"وقوعها في الفترة التي تلت تعرض كشمير لزلزال مدمر يعد مؤامرة واضحة". وفي سياق الادانات الدولية، ندد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بالتفجيرات التي وصفها بأنها"اعمال ارهابية"، وطالب نيودلهي بالعمل بسرعة على كشف هوية المنفذين. ورأى وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان العنف العشوائي"يكشف ازدراء غير مبرر للجنس البشري"، فيما قال جون هاوارد رئيس الوزراء الاسترالي:"استهدفت الهجمات المروعة مناطق خالية من أي اهداف سياسية رمزية". اما الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي، فأعلن ان التفجيرات"تتعارض مع كل المبادئ الانسانية". حادث القطار على صعيد آخر، ارتفع عدد قتلى حادث انزلاق سبع حافلات من قطار ركاب فوق جسر في مدينة حيدر آباد جنوب البلاد اول من امس الى 109، في وقت واصل رجال الانقاذ التفتيش عن الجثث في موقع الحادث. وأعلنت السلطات ان"عمليات البحث ستتواصل لمدة ثلاثة ايام اخرى كحد أدنى من اجل انتشال جثث القتلى جميعهم"، علماً ان نحو الف راكب وجدوا على متن القطار، حيث خلد معظمهم الى النوم لدى وقوع الحادث.