في مثل هذا اليوم من عام 1967 اجتمع حوالي مائة ألف شخص في واشنطن احتجاجاً على التورط الأمريكي في فيتنام. وقد اتجه أكثر من خمسين ألف شخص من المتظاهرين إلى مبني وزارة الدفاع الأمريكية من أجل المطالبة بوضع حد لهذا الصراع. كانت هذه التظاهرات هي الأكثر عنفاً في إشارة واضحة إلى انخفاض التأييد الأمريكي لحرب الرئيس ليندون جونسون في فيتنام. أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت في صيف 1967 انخفاض المساندة الجماهيرية للحرب إلى أقل من 50%. وعندما أعلنت إدارة جونسون زيادة الضرائب بمقدار 10% لتمويل الحرب ازداد احتجاج الجمهور. وقد بدأت حركة السلام في شق طريقها نحو وضع نهاية للحرب، وكانت مسيرة واشنطن أقوى دلائل إصرارها على ذلك. ردتْ إدارة جونسون بإطلاق حملة دعائية نشطة لاستعادة ثقة الجمهور في قدرتها على معالجة الحرب. ووصل الأمر إلى قيام الرئيس باستدعاء الجنرال ويليام ويستمورلاند قائد القوات الأمريكية في فيتنام للعودة إلي الولاياتالمتحدة لمخاطبة الكونجرس والجمهور. وكانت هذه الجهود إلي حد ما فعّالة في تهدئة منتقدي الحرب. ولكن هجوم (تيت) في بداية عام 1968 حطم الكثير من مصداقية إدارة جونسون بشأن حرب فيتنام.