قالت قوات الأمن الروسية أمس الجمعة إنها أنقذت الرهائن وقتلت خاطفيهم الشيشان الذين احتجزوهم الليلة قبل الماضية في مدينة قوقازية في أعقاب هجوم كبير للمسلحين أودى بحياة العشرات. وصرح مسؤولون قضائيون بأن ثمانية مسلحين قتلوا وأفرج عن رهائنهم الخمسة بعد ان حاولوا الفرار في حافلة صغيرة من مركز شرطة مدينة نالتشيك الجنوبية حيث كانوا متحصنين خلال الليل. وقالت مارينا كياسوفا المتحدثة باسم الشرطة (كل المتشددين قتلوا وكل الرهائن افرج عنهم.. وما زال هناك بعض الأشياء التي يتعيّن إنجازها، لكن من الناحية العملية يمكن القول إن العملية انتهت). وذكرت وكالات أنباء أن متشددين آخرين اختبأوا في متجر بوسط مدينة نالتشيك قتلوا أيضاً وأفرج عن الرهائن الذين كانوا يحتجزونهم في عملية استخدمت خلالها الشرطة الأسلحة الثقيلة. وكانت وكالة انترفاكس للأنباء قد نقلت عن فلاديمير كوليسنيكوف نائب المدعي العام قوله إنه جرت عملية لطرد مجموعة صغيرة من المسلحين يعتقد أنهم يحتجزون بعض النساء رهائن في متجر. إلى ذلك أعلنت متحدثة باسم وزارة الداخلية في جمهورية كباردينو بالكاريا الروسية أن الهجمات المتعددة التي نفذها المسلحون أدت إلى مقتل حوالي مئة شخص.وقالت المتحدثة مارينا كياسوفا في اتصال هاتفي إن (اثني عشر مدنياً وأكثر من سبعين مقاتلاً قتلوا بينما يبلغ عدد القتلى بين القوى الأمنية حوالي عشرين).. وأشارت إلى توقيف أكثر من عشرين مهاجماً.وقالت كياسوفا إن المقاتلين (هاجموا مراكز لقوى الأمن لأنها تحتوي على مخزون من الأسلحة، إلا أنها لم تتوصل إلى الاستيلاء على السلاح وإلا لكان عدد الضحايا لأكبر بكثير). وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي جاء الى السلطة عام 2000 ببرنامج متشدد مع الشيشان قواته الأمنية بفرض طوق حول مدينة نالتشيك بعد هجوم الخميس وقتل أي مسلح يحاول المقاومة أو الهرب. وجاء رد فعل السلطات السريع على الأزمة مغايراً لما حدث في اوسيتيا الشمالية حين هاجم مقاتلون شيشان مدرسة في بلدة بيسلان في سبتمبر - أيلول عام 2004 مما أسفر عن مقتل 331 شخصاً نصفهم من الأطفال وهو حادث انتقد فيه زعيم الكرملين لبقائه صامتاً فترة طويلة. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الرد السريع سيجنب السلطات غضب الرأي العام من فشل قوات الأمن الروسية في منع هجوم جديد للمسلحين في المنطقة المضطربة. وفي عملية قوضت مزاعم الكرملين بإخضاع القوقاز لسيطرته هاجم في وضح النهار زهاء مئة مسلح مواقع أمنية هامة في المدينة صباح الخميس وتباينت التقارير عن أعداد القتلى.وقالت وكالة (آر.آي.ايه) نوفوستي للأنباء إن 24 من رجال الأمن والشرطة قتلوا وذكرت تقارير أخرى أن ما يتراوح بين 14 و24 مدنيا قتلوا. وكان الهجوم المنسق على مباني الشرطة والجيش وجهاز الأمن الاتحادي في المدينة التي تضم حامية عسكرية هو أول عملية رئيسة للمتمردين منذ تولي عبد الخالد سعد اللاييف زعامة الانفصاليين الشيشان في مارس آذار الماضي. وهو يحقق تهديده بتوسيع حرب الاستقلال ضد القوات الروسية في الشيشان لتشمل كل شمال القوقاز الذي تسكنه أغلبية مسلمة. وجاء في موقع للمتشددين على الإنترنت أن خسائرهم بلغت 11 قتيلاً وأربعة مفقودين.. وتناثرت الجثث في الشوارع وسط برك من الدماء وغطيت بالأغطية بعد هجوم خفت حدته عند منتصف النهار. وإقليم كاباردينو بلكاريا هو أحد الأقاليم العديدة التي تقطنها غالبية مسلمة في القوقاز ويقع على حدود اوسيتيا الشمالية التي شهدت هجوم بيسلان. وسارع الانفصاليون الذين يقاتلون الحكم الروسي منذ أكثر من عشر سنوات إلى إعلان المسؤولية عن هجوم نالتشيك التي يقطنها 280 ألفاً والتي أكد المسؤولون الروس استعادة سيطرتهم عليها.