أثنى نخبة من الدعاة والمشايخ على السلوك القويم الذي يتحلى به الشباب الرياضي السعودي والتزامهم بالآداب والقيم الإسلامية الرفيعة، وشددوا على ضرورة الاستمرار على هذا النهج والتحلي بالأخلاق الفاضلة والآداب العالية في لباسهم ومظهرهم وسلوكهم حتى يكونوا قدوة طيبة لغيرهم ووجه الدعاة والمشايخ رسالة توجيه عبر (الجزيرة) مع بدء الموسم الرياضي حذّروا من خلالها اللاعبين من بعض السلوكيات الخاطئة (المحدودة) التي تشاهد في بعض الأندية الرياضية ومن أبرزها قصات القزع ولبس الأساور واعتبروها من التشبه بغير المسلمين والتقليد الأعمى الذي يجب أن يكون اللاعب المسلم بعيداً عنه. عادات دخيلة بداية اعتبر الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الشثري عميد كلية أصول الدين بالرياض أن ما يُشاهد اليوم من فعل الشباب في الملاعب الرياضية أو غيرها من حلق بعض الشعر وترك بعضه هو القزع الذي نهى عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع) ويشهد له الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبياً قد حلق بعض رأسه وترك بعضه فنهاهم عن ذلك فقال: (احلقوه كله أو اتركوه كله). وأشار الدكتور الشثري في ذات السياق إلى بعض الظواهر السلبية التي تقع عند بعض اللاعبين من لبس السلاسل في الرقبة التي هي غالباً من الذهب وعدّها عملاً محرماً على الرجال وأوصى عميد كلية أصول الدين في ختام حديثه عموم اللاعبين في الأندية الرياضية بأن الواجب على من عرف الحق وظهر له الدليل الاتباع والانقياد والعمل بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والحذر من مخالفته مؤكداً أن تلك الظواهر هي عادات دخيلة على شبابنا ولا تليق بمسلم أعزه الله بالإسلام أن يزهد فيه ويقلد غير المسلمين. صورة مشرفة من جانبه أكد الدكتور أحمد بن عبد الله الباتلي الداعية الإسلامي والأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد متميزة في منهجها فهي بلاد التوحيد التي تطبق الشريعة الإسلامية وتلتزم بالمنهج الإسلامي في كافة أنظمتها ولهذا على كل لاعب رياضي استحضار هذا الأمر حينما يشارك في المناسبات الرياضية داخل المملكة وخارجها فهو يمثِّل بلاده عندما يشارك في المباريات الدولية التي ينظر إليها الجميع على أنها قبلة المسلمين ومهبط الوحي مشدداً على أن يحرص اللاعب على الظهور بصورة مشرفة في أخلاقه وتعامله مع غيره ولزوم تقوى الله في السر والعلن والمحافظة على الصلاة في أوقاتها وستر العورات وحفظ اللسان عن السب والشتم للحكام أو للجماهير أو المسؤولين في الأندية أو مع اللاعبين في الفريق المنافس وعدم التلفظ بالألفاظ البذيئة التي تتنافى مع أخلاقيات المسلم امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم) وقال أيضاً: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر). وشدد الدكتور الباتلي على ضرورة أن يكون اللاعب الرياضي متميزاً في لباسه ومظهره وشأنه كله بعيداً عن كل ظاهرة فيها تشبه بغير المسلمين كقصات القزع ولبس السلاسل والأساور في أيديهم معتبراً ذلك تقليداً أعمى الأمر الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الرجل معه يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت موضحاً أنه ينبغي أن تسود روح الأخوة والتعاون بين اللاعبين والبعد عن الإيذاء المتعمد المؤدي إلى الإصابات التي تتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الأنفس. تشبه وتقليد أعمى وأشار من جانبه الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع الداعية الإسلامي المعروف أن هواة الألعاب الرياضية ومحترفيها يتأثر بهم عدد كبير من الشباب الذين هم في مقتبل العمر ويغلب عليهم سرعة التأثر دون تمييز بين الصحيح وما ليس بصحيح. مشيراً إلى أنه في هذه المعطيات يتأكد في حق هواة الرياضة ومحترفيها أن يراعوا الأخلاق الفاضلة والآداب العالية حتى يكونوا قدوة طيبة. وحذَّر فضيلته اللاعبين من بعض السلوكيات الخاطئة والمتمثلة في قصات الشعر المنهي عنها ومنها القزع وهو حلق بعض الشعر وترك بعضه إلى جانب لبس الأساور على اليد والسلاسل في العنق مؤكداً أن هذا السلوك فيه تشبه بالنساء وتقليد للكفار وهو يخالف المروءة ويصادم الرجولة ولا يليق بأي رجل يحترم نفسه أن يشوه سمعته بشيء منها وهذا ما حمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تصدر توجيهاتها مشكورة حيال هذه المسائل إلى حد إخراج اللاعب المخالف من الملعب. وشدد الشيخ الشايع على ما يُلاحظ على بعض الرياضيين من تماديهم في المهاترات إلى الحد الذي جعلهم يتراشقون التهم والألفاظ البذيئة وهذه علامة جهل وحماقة لأن العاقل الحكيم يحرص على تأليف القلوب ونشر التآلف لا أن يتسبب في البغضاء والفرقة.. محذراً كذلك من التساهل في كشف العورات وقد قال عليه السلام: الفخذ عورة.. فينبغي للاعبين أن يلاحظوا ذلك خروجاً من الحرج بالإضافة إلى عدم التساهل في إيذاء الآخرين من اللاعبين وتعمد إصابتهم فالضرر ممنوع في الشرع مطلقاً. وأكد الشيخ الشايع في ختام حديثه بأنه ينبغي أن يعلم جميع الرياضيين أن الذي يبقى من الذكرى عنهم أخلاقهم الفاضلة وتعاملهم الطيب وما زالت الملاعب تتذكر أصحاب الأخلاق الفاضلة وتثني عليهم بخلاف الذين ضعفت أخلاقهم وانحرفوا في تعاملهم فعلى المستوى المحلي ما زال الناس يثنون على الطيبين كما أنهم ما زالوا ينتقدون أولئك الذين بدت منهم الهفوات من أصحاب القصات المخالفة أو ممن كانوا يلبسون الأساور والسلاسل.