سعادة مدير تحرير الجزيرة للشؤون الرياضية الأستاذ النبيل محمد العبدي سلمه الله وحفظه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فإني أشكر لهذا القسم حرصه على تنوع الطرح وتعدد المقالات وعدم اقتصار كتابه على الشؤون الرياضية فقط بل تميز منذ وجودكم على قامته وتوليكم رئاسته بشمولية الطرح وتعدد الأفكار. أستاذنا الفاضل: مقالي هذا إتماماً لما خطه يراع الكاتب الماتع الأستاذ تركي الناصر السديري، صاحب الأسلوب الممتع والطرح المتميز الذي يأسرك بكتاباته ويستهويك عندما يطرح حروفه الثقافية دون أن تشعر بانتهاء مقالته ولقد كتب هذا الكاتب المتميز مقالاً في شهر رمضان في غاية من الاتقان والإبداع حول مسألة (القزع) وبيّن أن التعاميم الصادرة لم تُشرح للحكام ومسؤولي الأندية معنى القزع، مما جعل بعضهم يفسر القزع بالشعر الطويل، وبعضهم بأنواع من القصات يتفاوت تقديرها من مسؤولٍ لآخر، ومن حكمٍ لآخر مما أحدث تشويشًا وتفاوتًا في معرفة مفهوم القزع ثم بين بعض معانيه، وسوف أحاول في هذه المقالة بيان موقف الشرع المطهر من الشعر والنظر في مسألة القزع بالنظر إلى مفهومها الشرعي من أجل أن تعم الفائدة، وقبل أن أبيّن مفهوم القزع وموقف الإسلام من الشعر أوجه من هنا نداءً لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد أمير الرياضة والشباب وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بأن يزفا البشرى ونحن في أشهر الحج العظيمة لجميع أبناء المملكة بإنشاء إدارة للشؤون الإسلامية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أسوة بغيرها من القطاعات الحكومية كوزارة الدفاع والداخلية والصحة، والحرس الوطني خصوصاً أن الشباب يحتاجون إلى من يقوم بتوعيتهم وإقامة الندوات والمحاضرات لهم ومرافقتهم في البعثات الرسمية وقيامهم بإمامة الرياضيين في صلواتهم عند السفر كما أن من فائدتها حل مثل هذه الإشكاليات التي أحدثتها ظاهرة القزع، وإني كلي ثقة بأن سموه سيولي هذا الموضوع جلّ عنايته خاصة وقد عُرف عن سموه وسمو نائبه انطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين الحرص الشديد على أن يمثل الشاب السعودي بلده خير تمثيل تمسكاً بتعاليم دينه الحنيف. أما بالنسبة لموضوعنا فأحب أن أبيّن بعض الأمور المتعلقة بالشعر وأحكامه ومن أهمها ما يلي: أولاً: ان هناك من اعتقد أن إطالة الشعر محرمة مع أن أهل العلم تفاوتوا في بيان الحكم الشرعي وان القول الصحيح في هذه المسألة عند عامة أهل العلم. إن إبقاء الشعر مع تكريمه والعناية به أفضل من حلقه بل وذموا من أعتقد أن الحلق أفضل وعدوه جاهلاً بمعرفة أحكام الشرع، بل قال شيخ الإسلام عن حلق شعر الرأس في غير الحج والعمرة ما يلي (لا نزاع بين علماء المسلمين وأئمة الدين أن ذلك لا يشرع ولا يستحب، ولا هو من سبيل الله وطريقه، ولا من الزهد المشروع للمسلمين، ولا مما أثنى الله به على أحد من الفقراء. ومع هذا فقد اتخذه طوائف من النساك الفقراء الصوفية ديناً حتى جعلوه شعاراً وعلامة على أهل الدين والنسك والخير والتوبة والسلوك إلى الله المشير إلى الفقر والصوفية، حتى ان من لم يفعل ذلك يكون منقوصاً عندهم، خارجاً عن الطريقة المفضلة المحمودة عندهم ومن فعل ذلك دخل في هديهم وطريقتهم، وهذا ضلال عن طريق الله وسبيله باتفاق المسلمين، واتخاذ ذلك ديناً وشعاراً لأهل الدين من أسباب تبديل الدين، بل وجعله علامة على المروق من الدين أقرب)(1). وهنا يذم شيخ الإسلام - رحمه الله - ما يظنه بعض الناس أن في حلق شعر الرأس فضيلة أو أنه من علامات التقى والصلاح لما جاء في الحديث الصحيح بأن اعتبار الحلق علامة من علامات أهل التقى والصلاح منهجاً عند الخوارج لا عند أهل السنة وسمة من سمات الخوارج وصفة من صفاتهم لا من صفات أهل الإسلام ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صفات الخوارج وسيماهم قال: (سيماهم التحليق)(2). وكذا قول عمر رضي الله عنه لصبيغ بن عسل - وهو أحد المبتدعة - لما كشف رأسه فوجده غير محلوق (لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك) فعمر -رضي الله عنه - ظن أن صبيغ بصفته أحد المبتدعة قد حلق شعره فهدده أن حلق شعره فسيضربه عمر(3). ولأن من اعتقد أن في الحلق في غير الحج والعمرة فضيلة فقد تشبه في هؤلاء المبتدعة، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من التشبه بهم بقوله: (من تشبه بقوم فهو منهم)(4). أما من حلق شعر رأسه من أجل (حجامة) أو من باب العادة أو لعدم قدرته على العناية بشعره أو لوجود الهوام في رأسه مثل القمل وغيره وليس ذلك عن اعتقاد تقوى وصلاح فليس في ذلك بأس عند جماهير أهل العلم ودليل ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما رأى صبياً حُلِّق بعض رأسه وترك البعض فنهى وليه وقال: (احلقوا كله أو اتركوا كله)(5). لذا قال الشوكاني في (النيل) وفي هذا دليل على جواز حلق الرأس جميعه(6). ويلاحظ هنا أن أهل العلم يرون الأصل إبقاء الشعر والحلق مباح غير مستحب والمقصود هنا الحلق الكلي لا التخفيف والتقصير قال الإمام أحمد - رحمه الله: إبقاء الشعر سنة؛ لو نقوى عليه اتخذناه ولكن له كلفة ومؤونة(7). وهنا يعلن إمام أهل السنة بأنه يتمنى أن يبقي شعره لو كان يملك الوقت الذي يعينه على أداء حق الشعر ومتطلبات إطالته وقد استشهد مجدد الدعوة شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - بمقولة الإمام أحمد هذه(8). وقال الإمام عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب عليهما رحمة الله (ولم نقل أن الحلق مسنون، فضلاً عن أن يكون واجباً)(9). وقد استدل هؤلاء العلماء على أفضلية إبقاء الشعر بعدد من الأدلة منها: أ - انه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حلق شعره إلا في الحج والعمرة(10)، ولا شك بأن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأفضل والأكمل. ب - ورد بأن شعره صلى الله عليه وسلم يبلغ شحمة أذنيه لما روى البراء بن عازب عندما وصف صلى الله عليه وسلم بقوله: (وله شعر يبلغ شحمة أذنيه)(11)، وفي رواية عند مسلم: (عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه)(12). والجمة: هي الكثيرة والمقصود هنا أن شعر رأس الرسول صلى الله عليه وسلم كان كثيفاً بل كان في بعض الحالات يسقط على المنكبين من كثافته وطوله، والمنكبان الكتفان. ج - انه من صفات الأنبياء والرسل ولقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صفة عيسى حيث قال: (وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه، رجل الشعر، يقطر رأسه ماءً واضعاً يديه على منكبي رجلين، وهو يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا المسيح بن مريم)(13). د - كما كان إعفاء الشعر وإبقاؤه منهجاً لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فعن هشام قال: (رأيت ابن عمر وجابر لكل واحد منهما جمة)(14). وفي رواية أخرى: (رأيت لابن عمر جمة مفروقة تضرب منكبيه)(15)، كما كان لعبد الله بن الزبير جمة إلى العنق وكان يفرق (16). والخلاصة أن هذا الأمر قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى قال الإمام أحمد عندما سئل عن تطويل الشعر: تدبرت مرة، فإذا هو عن بضعة عشر رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم(17). ه - ان إبقاء الشعر علامة من علامات الجمال، والجمال محبب إلى النفس لذا قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال)(18). لذا جاء في حديث الأعمى والأقرع والأبرص الذي رواه البخاري بيان مكانة الشعر في حياة الإنسان فقال للأقرع أي شيءٍ أحب إليك؟ قال: شعر حسن.. ويذهب هذا عني، قد قذرني الناس. قال: فمسحه الملك - أي مسح القرع الذي في رأس الأقرع - فذهب وأُعطي شعراً حسناً)(19). ولكن لهذا الشعر أحكام مستحبات ومنها: 1- أن يعتني به من غير مداومة على الاعتناء فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم (يرجل شعره)(20) أي يقوم بتمشيطه ودهنه. وكان صلى الله عليه وسلم يقول: (من كان له شعر فليكرمه)(21). وعن جابر قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائراً في منزلنا فرأى رجلاً شعثاً فقال أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه ورأى رجلاً عليه ثياب وسخة فقال أما كان يجد هذا ما يغسل به ثيابه(22). والرسول نبذ هنا عدم النظافة وعدم العناية بالشعر، ومعنى فليكرمه: فليزينه ولينظفه بالغسل والترجيل، والتدهين، ولا يتركه متفرقاً - أي متناثراً، لأن النظافة وحسن المنظر من الأمور المحبوبة(23). ولكن هذه العناية لا تكون بشكلٍ يومي، حتى لا يتعود الإنسان على الترف الزائد ولا ينشغل يومياً بمثل هذه الأمور بل يحافظ على شعره ويتعاهده بين فينةٍ وأخرى والدليل على ذلك ما رواه عبدالله بن شقيق عن أحد أصحاب محمد أنه قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاملاً بمصر فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شعث الرأس مشعان قال: ما لي أراك مشعاثاً، وأنت أمير؟ قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم(24). كما ورد النهي عن التمشيط اليومي في الحديث الذي رواه أحمد عن رجلٍ صحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: نهانا رسول الله أن يمتشط أحدنا كل يوم(25). وقد جمع ابن القيم بين الأحاديث رداً على من زعم بأن بينهما تعارضاً أي أحاديث الندب لترجيل وتنظيف الشعر وأحاديث النهي عن الترجيل اليومي للشعر والعناية الزائدة به فقال: (والصواب أنه لا تعارض بينهما بحالٍ؛ فإن العبد مأمور بإكرام شعره، ومنهي عن المبالغة والزيادة في الرفاهية والتنعم، فيكرم شعره ولا يتخذ الرفاهية والتنعم ديدنه بل يترجل غباً(26). 2- أن يكون كفعل النبي صلى الله عليه وسلم بأن يكون مفروقًا قال ابن قدامة ويستحب أن يكون شعر الإنسان على صفة شعر النبي إذا طال فإلى منكبيه، وإن قصر فإلى شحمة أذنيه، وإن طوله فلا بأس نص عليه أحمد(27). كما يستحب أن يفرقه، والفرق أن يقسم شعر ناصيته يمينًا وشمالاً فتظهر جبهته وجبينه من الجانبين. قال ابن تيمية (صار الفرق شعار المسلمين)(28) أي سمة من سمات أهل الإسلام، والفرق لا يكون إلا مع كثرة الشعر وطوله كما في الشكل المرفق رقم (1). شكل رقم (1) صفة الشعر المستحب 3- ألا يكون مسدُلاً حيث يكره السدل والمراد به إرساله على الجبين واتخاذه كالقصة يقال سدل شعره وثوبه إذا أرسله ولم يضم جوانبه، وذلك بألا يقوم بقسم شعره إلى نصفين ودليل الكراهية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسدل الشعر على ناصيته ثم فرق بعد ولذا قال شيخ الإسلام أصبح الفرق أي فرق الشعر شعار أهل الإسلام، ولكن السدل لا يصل بحالٍ من الأحوال إلى التحريم ونهي الناس عنه وغاية ما فيه الكراهة والبعض يرون أن حكمه الحل والإباحة(29), انظر الشكل المرفق رقم (2) شكل رقم (2) صفة الشعر المكروه 4- لا يستحب إطالته عن الحد المعقول والمقبول بحيث يتجاوز المنكبين ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لخريب بن فاتك -رضي الله عنه - (نعم المرء أنت لولا خلتان فيك) فقلت: وما هما يا رسول الله تكفيني واحدة؟ قال: (ارخاؤك شعرك وإسبالك إزارك)(30). 5- ألا يكون فيه تشبه بالكفرة فلا يضع القصات التي تشبه قصات الكفرة فيكون قصده وهدفه التشبه بهم وهذا هو الملاحظ وللأسف عند فئة قليلة من شبابنا ودليل النهي قوله عليه الصلاة والسلام: (من تشبه بقومٍ فهو منهم) أما إذا وافقهم فيما ليس من أفعالهم وخصوصيتهم بدون قصد التشبه فلا يتعدى الحكم هنا الكراهية مع التأكيد على شبابنا أن يبتعدوا عما فيه الريبة والتشبه بالكفرة مما يدعو إلى إثارة الشكوك حولهم وإساءة الظن بهم. 6- ألا يكون في إطالة شعره فتنة طاهرة للنساء ودليل ذلك أن عمراً حلق شعر نصر بن حجاج عندما قالت فيه امرأة متمنية له وكان جميلاً. هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج(31) فحلق عمر - رضي الله عنه - شعر نصر لما فيه من فتنة ظاهرة وفعل عمر سنة متبعة فيمنع الجميل من إطالة شعره كما منع عمر - رضي الله عنه - نصر بن حجاج من إطالة شعره. ويقاس على هذا مردان الصبيان قال شيخ الإسلام إذا كان من الصبيان من تخاف فتنته على الرجال، أو على النساء منع وليه من إظهاره لغير حاجة، أو تحسينه(32). ثانياً: القزع حيث وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه. 1- عن أبي عمر قال (نهى رسول الله عن القزع)(33). 2- وجاء في صحيح البخاري بيان معنى القزع وذلك بأنه إذا حلق الصبي بعض شعر رأسه وترك ها هنا -شعر- وها هنا - شعر - وها هنا - شعر - وأشار عبيد الله بن حفص راوي الحديث إلى ناصيته وجانبي رأسه(34). 3- رأى النبي صلى الله عليه وسلم صبياً قد حلق بعض شعر رأسه وترك بعضاً فقال: (احلقه كله أو دعه كله)(35). 4- الإجماع حيث قال النووي -رحمه الله-: أجمع العلماء على كراهية القزع إلا أن يكون لمداواة أو حجامة وبيّن أن الحكمة في كراهيته أنه تشويه للخلق(36). ورحم الله - عز وجل - شيخ الإسلام ابن تيمية فلقد وقع على سرٍ من أسرار التشريع في هذه المسألة حيث قال - رحمه الله - (وهذا من كمال محبته الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم للعدل، فإنه أمر به حتى في شأن الإنسان مع نفسه، فنهاه أن يحلق بعض رأسه ويترك بعضه، لأنه ظلم للرأس حيث ترك بعضه كاسياً وبعضه عارياً(37). وقد بيّن ابن القيم رحمه الله صور القزع وبأنها أربع. أ - ان يحلق من رأسه مواضع من ها هنا وها هنا كما في الشكل رقم (3). شكل رقم (3) قزع ب - ان يحلق وسطه ويترك جوانبه؛ كما يفعله شماسة النصاري كما في الشكل رقم (4). شكل رقم (4) قزع ج- ان يحلق جوانبه ويترك وسطه؛ كما يفعل كثيرٌ من الأوباش والسفل كما في الشكل (5). شكل رقم (5) قزع د - أن يحلق مقدمه ويترك مؤخره كما في الشكل (6، 7، 8)(38). لذا علينا أن نعرف أن بعض القصات المنتشرة بين شبابنا وخصوصاً القصة المسماة بالكابوريا من صورة القزع بل قد تتعدى الكراهية إلى التحريم إذا كان هدف من فعلها وكانت نيته تقليد فلان وفلان من الكفرة وهذا الملاحظ مع الأسف. ه ومن صور الحلق المكروه، حلق القفا لمن لم يحلق رأسه ولم يحتج إلى ذلك الحلق من أجل تداوٍ أو حجامة وعندما سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن حلق القفا قال: هو من فعل المجوس، ومن تشبه بقوم فهو منهم(39)، أمّا من حلقه من أجل الحجامة أو العلاج أو عند حلق الشعر أو تخفيفه ثم قام بالتحديد فلا بأس. كذلك القصة وحلق القفا للغلام فلا بأس بهما، والمقصود بالقصة شعر الصدغين والمراد بالقفا مؤخرة الرأس التي تسمى الآن التحديد أي تحديد الشعر فهذه لا بأس بها ولا كراهية، مع التنبيه أن الحكم يشمل الحلق والتخفيف إذا كان هناك تفاوت واضح في تخفيفه كأن يجعل جزءاً منه مثلاً رقم واحد وجزءاً منه طويل قد يصل إلى شحمة أذنيه لوجود العلة فيها. والخلاصة أن هذه أبرز الأمور التي أحببت التنبيه إليها حتى يعرف الأخ القارئ ما هو المنهي عنه وما هو المندوب به وما هو المكروه ومن أجل أن تتضح الصورة لبعض المسؤولين في الأندية حتى يبينوا لمنسوبيهم ما هو الموقف الشرعي من هذه الأمور. والله أعلم وأحكم. قاله وكتبه: د. صالح بن مقبل العصيمي التميمي عضو الجمعية الفقهية السعودية وعضو الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والمذاهب والفرق الرياض - ص.ب 120969 الرمز 11689 فاكس وهاتف: 2414080 الجوال: 0555549291 [email protected] *** الهوامش: (1) الاستقامة (1-256). (2) أخرجه البخاري في صحيحه (7123). (3) مناقب عمر لابن الجوزي (108). (4) أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر والألباني. (5) أخرجه أحمد وغيره وصححه الألباني. (6) نيل الأوطار (1-125). (7) انظر: حاشية الروض (1-162). (8) انظر: الضياء الشارق لابن سحمان، ص(119). (9) انظر : الدرر السنية (10-275). (10) انظر المجموع (1-347). (11) انظر صحيح البخاري (3358). (12) انظر صحيح مسلم (2337). (13) انظر: صحيح البخاري (3256) ومسلم (169). (14) انظر: المصنف لابن شبيه 5-187 وسنده صحيح. (15) انظر المصنف 5-189 وسنده صحيح. (16) انظر: المصنف 5-188 وسنده لا بأس به. (17) انظر كتاب الوقوف والترجل من الجامع لمسائل الإمام أحمد، أبو بكر الخلال ص(117- 118). (18) أخرجه مسلم (1-65). (19) أخرجه البخاري (انظر: الفتح (6-5781) الطبعة السلفية). (20) انظر: صحيح البخاري (2046). (21) أخرجه أبو داود وغيره بإسناد حسن ، انظر سنن أبي داود (4163). (22) انظر: مسند أحمد (3-357). (23) انظر عون المعبود (11-147). (24) انظر سنن النسائي (5058) وسنده صحيح. (25) رواه أحمد وإسناده صحيح. (26) انظر : عون المعبود (11-147)، وانظر معالم السنن. (27) انظر: المغني (1-121). (28) اقتضاء الصراط المستقيم (174). (29) أخرجه البخاري (10-374). (30) أخرجه أحمد في المسند 4-321، وهو حسن بالمتابعة. (31) أورده الحافظ في الإصابة وقال إسناد القصة صحيح، الإصابة (10-198) قلت لكن انقطاع لأن راوي الحديث لم يلق عمر والله أعلم. (32) انظر السياسة الشرعية ص(121). (33) أخرجه البخاري (5921). (34) أخرجه البخاري (5920). (35) أخرجه أبو داود 2-401 بسند صحيح. (36) انظر المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج - شرح النووي - (14-100). (37) انظر تحفة المودود (ص64). (38) انظر تحفة المودود بأحكام المولود 164 - 165 وانظر شعر الرأس للشيخ سليمان للخراشي 57- 58، وهو كتاب طيب ومفيد انصح باقتنائه وقرأته ونشره وقد نقلت هذه الأشكال من كتابه هذا.