حينما يقبل الامتحان يكون للتصحيح دائرته المترعة بالأضواء وحضوره المتوهّج في المجتمع المدرسي,, بل وله همومه وخطوطه العريضة,, لغته المشحونة بالتوتّر والقلق ,, وأجواؤه المسكونة بالبذل,, وهو موعد مع الركض فوق متن الورق,, ويبقى الحديث عن تصحيح اختبارات شهادة المرحلة الثانوية محفوفاً بعلامات التساؤل والحيرة في أوساط المعلمين والمعلمات,, فمع قرب بدء تلك الاختبارات واستعداد الطلاب والطالبات لخوض غمار امتحانات السنة النهائية يستقبل المعلمون والمعلمات اسماء المرشحين منهم للمشاركة في تقدير الدرجات,, ويتباشر من لم تشملهم دائرة الاختيار,,! وسنجد بنظرة عابرة للطريقة التي يتم بها الترشيح غياب الضوابط العادلة والأسس الموضوعية في أحيان كثيرة والتي تحقق عنصر الإنصاف للمصححين والمصححات,, لتشكّل العملية عبئاً مضاعفاً وتأخذ أبعاداً نفسية وبدنية مثقلة بالضغوط,, وبخاصة في مجتمع المعلمات اللواتي يجدن أنفسهن تحت مظلة التصحيح أمام معادلة صعبة قطباها العمل والمنزل أو الاسرة ,, فبعضهن يُجبرن على المشاركة الدائمة في التصحيح بصورة تزرع الحرج الأسري والنفسي,, بينما يغض الطرف عن اسماء اخرى,, نعم هناك أسماء تتكرّر,, وتتضرّر لكنها تلوذ بالصمت وتقنع بالصبر,, وأسماء تتعذّر,, وربما بحثت عن تصريح للتهرب من التصحيح ,,! وليس من الحكمة أن يتباطأ او يتهرب المعلم أو المعلمة عن المشاركة في عملية تصحيح إجابات هذه السنة النهائية التي تتطلب مجهوداً كبيراً ودقة متناهية وإحساساً بالمسئولية إذ إن الإسهام الفاعل في التصحيح جزء من عمل المعلم والمعلمة ولا بد من القيام به بصورة مضيئة ومشرفة لأهل الرسالة,. ومع حرص وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات على توفير اجواء مريحة للقائمين بالتصحيح ورصد نتائج دقيقة والاستفادة من تجارب السنوات السابقة,, إلا أن الأمل يحدو هؤلاء المصحّحين والمصحّحات لتخليصهم من الضغوط النفسية والأعباء الجسمية,, وتجنّب لهجة الإلحاح في سرعة إخراج النتائج,, وتكثيف العدد لمواكبة أعداد الطلاب والطالبات المتزايدة,, بل وعدم مطالبتهم بتصحيح أوراق مدارسهم,. أجل إن عملية اختيار المشاركين في التصحيح بحاجة إلى أطر واضحة ذات معالم ملموسة تراعي العامل النفسي والبدني,, تكسر الحواجز,, تمتصّ الضغط,, وتحمل نوعاً من الحوافز المقنعة ,, فليس منح المصححات إجازة اسبوع إضافي دافعاً مغرياً للمشاركة,. ويبقى السؤال قائماً: متى يحتفي القائمون بالتصحيح بخبر ترشيحهم حتى لا يظل الجوّ معبأ بالتوتّر؟ محمد بن عبدالعزيز الموسى