يسألونك عن هذا الجو الملتهب المترهل بآثار القلق,, نقطة البدء,, مساحة من التفكير العميق تهبك استحضارا جميلا لمعطيات اللائحة الجديدة للاختبارات التي خلّصت (اهل التحصيل) من شبح الخوف. يمضي أولئك الراكضون فوق متن الطلب في سنيّ الدراسة عبر المراحل المختلفة في نزوح مبارك تحت مظلة مناخ نفسي هادىء الى ان يصلوا الى ضفاف واختبار الشهادة الثانوية ليغدو في أعينهم كعنق زجاجة وكأنه (الاختبار الصدمة) هاجس يسيطر على عقول الطلاب والطالبات نفوس مسكونة بالوجل والاضطراب,, تساؤلات الموقف وحوارات المرحلة تملأ الأفواه,, تكتب قاموساً من الشجن, ابعاد الاختبار ترسم الاطار,, تدون حكاية الإجهاد النفسي والبدني. هكذا هي حال طلابنا وطالباتنا وهم يقفون امام بوابة اختبارات هذه السنة النهائية,, تفاصيل القلق تفيض في الوجوه,, دوائر التوتر تبدو على كل محيا,, مشاعر التوجس تفرض نفسها فوق الملامح,, ولا حديث سوى عن الاختبار ومرارة الانتظار. نقف هنا,, نتساءل: ألا يمكن تجاوز هذا الافق المتوتر المعتاد وتخليص فلذات الأكباد من الضغوط النفسية بصورة تنسجم مع معطيات اللائحة الجديدة للاختبارات التي عالجت هذا الجانب علما بأن كثيرا من الطلاب والطالبات يؤدي اختبار الشهادة الثانوية وقد بلغ درجة النجاح سلفا فلا تأثير على النتيجة غير ان خيوط الرهبة نسجت جوا مجهدا منذ زمن,, وظلت هكذا,. وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات هذان الجهازان التربويان الفاعلان يقفان في الميدان يبذلان الجهود العظيمة لرصد مفردات التعليم في وطننا المجيد والنهوض بمؤسساته والبحث عن كل جديد مفيد. وهما حريصان على قراءة الموقف التعليمي المشرف وتطوير وسائله وصياغة ادواته مع مراعاة الأبعاد النفسية والأسس النهجية. لقد باتت اختبارات الشهادة الثانوية بحاجة الى تأمل جديد فهي اضافة الى ما تمارسه من ضغوط نحو الطلاب والطالبات تستنزف طاقات المعلمين والمعلمات في مراكز التصحيح لتزيد من اعبائهم,, مع الاضطرار لسحب معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية والاستنجاد بهم لتكليفهم بالمراقبة!! كبديل لمصحّحي ومصحّحات المراكز,,ويصاب العمل المدرسي بالارتباك في المدارس الثانوية الاصلية التي تفقد صفوة معلميها ومعلماتها مما يؤثر في اعمال المراقبة. كما تظل سرية الاسئلة وضمان عدم تسربها هاجساً يقلق المسؤولين في الوزارة والرئاسة الذين يقدمون الجهود مراقبين سير الامتحانات عن كثب,, متجاوبين مع اصدائها,, ماكثين فوق دائرة الترقب والتأهل,, وتبقى (صياغة الأسئلة) مدارا رحبا للنقاش المتجدد والتساؤل المتواصل, فكثيرا ما تسمع لهجة التذمر,, ونغمة الشكوى من قبل طلاب وطالبات هذه السنة بالرغم من حرص القائمين عليها وسعيهم لبنائها بناء يتلاءم مع مستويات (اهل الطلب),, ويراعي الفروق الفردية. نعم,, للاختبارات في هذا المنعطف خطوطها العريضة وهمومها البارزة ومعاناتها المثخنة بألوان التجلي. ترى الا يمكن إيجاد (طريقة ملائمة) كتكليف إدارات التعليم بإجرائها ومتابعتها في المدارس لتخفيف حدّة الموقف وتقليل درجة الأعباء وامتصاص مشاعر التوتر، وبخاصة وأن كثيرا من الكليات والمعاهد تحرص على إجراء اختبار قدرات و(عقد مقابلات) مع المتقدمين للالتحاق بها بصورة جادة تسهم في الكشف عن مستوى المتقدم وتبرز إمكاناته,. ولم تزل وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات حريصتين على سد الثغرات وتلافي السلبيات وتيسير الاختبارات والقضاء على نسب الرسوب في المدارس,. وفق الله تعالى المسؤولين فيهما الى ما من شأنه رفع بنيان التعليم الذي غدا واجهة مضيئة في جبين وطننا المعطاء. محمد بن عبدالعزيز الموسى