أعلن متمردو أقليم آتشيه الإندونيسي أن الحكومة الإندونيسية وافقت على السماح لهم بتشكيل حزب سياسي في غضون عام، ممهدة الطريق بذلك أمام التوصل إلى هدنة يمكن أن تنهي 30 عاماً من القتال الذي أدى إلى قتل 12 ألف شخص. وقال مالك محمود، رئيس وزراء القيادة السياسية المنفية لحركة آتشيه الحرة لرويترز: (سيكون من حق شعب اتشيه إنشاء حزب سياسي في غضون عام .. هذا تقدم فعلاً). (وقال وزير الإعلام الإندونيسي سفيان لرويترز في وقت سابق انه واثق بنسبة (99 في المائة) من إمكان الاتفاق على ورقة عمل بشأن هدنة يوم السبت (أمس) .. ودفعت كارثة تسونامي الجانبين إلى استئناف المفاوضات التي انهارت في عام 2003. وأشاعت أمواج تسونامي الدمار في اتشيه وأدت إلى فقد أو قتل نحو 170 ألف إندونيسي. وزادت آمال التوصل إلى اتفاق عندما تخلّت حركة اتشيه الحرة عن مطلبها التاريخي بالاستقلال الكامل. وقال عضو وفد المتمردين في المفاوضات دميان كينجسبوري - استرالي الجنسية - إن الطرفين قريبان من التسوية النهائية للأزمة في الإقليم مشيراً إلى ان المفاوضات الحالية تدخل منعطفاً إيجابياً. ونقلت صحيفة جاكرتا بوست الصادرة صباح أمس عن كينجسبوري قوله: إنّ المفاوضات حققت تقدماً فيما يتعلق بالقضية محور الخلاف بين الطرفين، والتي تتمثل في معارضة الحكومة لمطالب المتمردين التي تتعلق بإنشاء أحزاب سياسية محلية . ومن جانبه قال عضو وفد المتمردين في مفاوضات هيلسنكي نور دجولي: إنّ حركة اتشيه تطالب بتحقيق الديموقراطية في الإقليم عن طريق إنشاء أحزاب سياسية محلية مشدداً على أن حركة اتشيه أسقطت خيار انفصال الإقليم عن إندونيسيا. وحذر أعضاء في مجلس النواب الإندونيسي الحكومة من التداعيات الخطيرة التي قد تنشأ حال موافقتها على مطالب المتمردين المتعلقة بإنشاء أحزاب محلية في إقليم اتشيه. وأوضحوا أن إنشاء أحزاب محلية في الأقاليم الأخرى يتنافى مع الدستور الإندونيسي الصادر عام 1945 والذي ينص على إقامة أحزاب قومية فقط مشيرين إلى أن إنشاء الأحزاب المحلية في الأقاليم الأخرى سوف يعرض الدولة إلى التفتت. ويبدي الجيش الإندونيسي الذي يلتزم الحياد حيال المفاوضات غير الرسمية بين الحكومة الإندونيسية ومتمردي حركة اتشيه في هيلسنكي استعداده لسحب القوات من إقليم اتشيه. وفي السياق ذاته أوضح نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا ان الجيش الإندونيسي سوف ينسحب من اتشيه فور التوصل التي تسوية سلمية لإنهاء النزاع في الإقليم مضيفاً ان قوات الجيش لن تبقى في الإقليم فور نزع سلاح المتمردين 0 وأوضح كالا ان الخطة التي تقترحها الحكومة تتمثل في جمع اسلحة المتمردين وتدميرها ثم يعقبها انسحاب قوات الجيش من اتشيه. ومن ناحية أخرى طالب رئيس قوات الشرطة الإندونيسية في إقليم اتشيه الجنرال بحرومسيا كاسمان قادة المتمردين واعضاء حركة اتشيه بتبنِّي وجهة نظر واحدة تجاه التسوية السلمية في الإقليم مشددا على ان قرار حركة اتشيه بإسقاط خيار الانفصال يصب في مصلحة اقليم اتشيه - والذي فقد 97 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي نتيجة كارثة تسونامي التي دمرته في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي -. وأضاف ان سكان اتشيه الذين سئموا من النزاعات المسلحة - والتي أودت بحياة حوإلي 15 ألف شخصاً في الإقليم طيلة العقود الثلاثة الماضية - يؤيدون إيجاد تسوية سلمية للنزاع معرباً عن أمله في جدية قادة الحركة - الذين يقيمون في السويد - في تسوية النزاع.