انهت القوات الاندونيسية امس، المرحلة الاخيرة من انسحابها من إقليم آتشيه، تنفيذاً لاتفاق السلام الذي وقع في هلسنكي في 15 آب اغسطس الماضي، بعد نحو 30 عاماً من وجودها في الاقليم لقتال الانفصاليين، ما أسفر عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص. وركب نحو 3353 جندياً السفن في ميناء لوكسيماو لمغادرة الإقليم، ضمن الدفعة الاخيرة لانسحاب نحو 24 ألف جندي. وسبق ذلك اعلان متمردي آتشيه الثلثاء الماضي، حل جيشهم وتسليم أكثر من 800 قطعة سلاح الى مراقبين دوليين، علماً ان اتفاق السلام تلى كارثة امواج المد العاتية تسونامي التي وقعت في 26 كانون الاول ديسمبر الماضي، والحقت أضراراً ضخمة بالإقليم، وأسفرت عن مقتل اكثر من 170 الف شخص فيه. وأكد خبراء ان الدمار الواسع والخسائر الكبيرة في الأرواح افقدا الجانبين القدرة على مواصلة القتال. وتجمع المئات لمشاهدة مراسم انسحاب القوات النظامية، وقال القائد العسكري لآتشيه سوبايدين آدي سابوترا:"ندرك أن السكان يرغبون في السلام الدائم". وزاد:"يجب ان نخلق أجواء سلمية ونحرر شعب آتشيه من الخوف والخطر"، علماً ان الحكومة الإندونيسية ستنشر 14700 جندي و9100 شرطي من سكان الإقليم في مرحلة تالية. ودعا سابوترا المتمردين السابقين إلى المشاركة في إعادة إعمار الإقليم، خصوصاً ان اتفاق السلام وسع اطار الحكم الذاتي الذي يتمتعون به، في مقابل تخليهم عن مطلب الاستقلال الكامل عن جاكرتا. ويسمح اتفاق السلام لحركة آتشيه بتشكيل حزب سياسي محلي، لكن ذلك يتطلب تغييراً في القانون يتعين أن يقره البرلمان الاندونيسي. وتتمثل التحديات التالية في دمج المقاتلين المتمردين السابقين في المجتمع المدني، وتعزيز المناخ السلمي عبر خلق فرص عمل وجذب استثمارات خارجية، علماً انه لا يتوقع مطالبة الأجانب المشاركين في جهود الاغاثة من كارثة"تسونامي"من الاقليم في القريب العاجل. يذكر أن أكثر من 120 منظمة دولية ومنظمة إغاثة تتمركز الآن في آتشيه، حيث بات بلوغ مناطق منكوبة امراً متاحاً حالياً لنقل المساعدات.