نسمع كثيراً عن إقامة مركز صيفي في مدرسة كذا الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، وهي مراكز تشرف عليها جهات مسؤولة عما يتعلق بالتعليم أو الشباب بوجه عام، وتقام صيفاً لمن لم يحالفهم الحظ في أن يتحولوا إلى أجواء باردة في عطلة الصيف، أي أن هؤلاء الذين أنهكتهم الدراسة لن ينالوا إلا دواماً آخر في المراكز الصيفية التي تنتشر في الأحياء ذاتها، وهم يصارعون الحر تحت الأسمنت الذي أغلب مكيفاته معطلة إلا غرفة المدير والمدرسين فقط!! ولعله من المفيد والضروري لنا أن نسأل أسئلة تمحص أهداف ونتائج وغايات تلك المراكز التي تصر نوعية من المدرسين بالذات على أن تقام وأن يشاركوا فيها، وربما أن لهم هدفاً نبيلاً أو سعياً وراء مال. - من الذي يشرف على تلك المراكز الصيفية، أي ما مدى صياغة فكره كفكر أو هل ممارسته قد تم سبر غورها؟ - ما الذي يتعلمه الطلبة في تلك المراكز الصيفية كل صيف؟ - ماذا يقول لهم معلموهم صيفاً في المراكز عندما لا يتبقى في الجلسة إلا اثنان أو ثلاثة؟ أي ما هو الفكر الذي يستقونه من ذلك المعلم كقدوة لطلاب؟ - بماذا يخرجون من المراكز الصيفية عند انتهائها؟ - الأهم هو: من هو المشرف على ذلك المركز أو ذاك.. وهل هو فعلاً موجود؟ أسئلة كثيرة يمكن أن يباح بها ويمكن أن تكون من المسكوت عنه، كلها تتعلق بالمراكز الصيفية. لا نقول إنها كلها سيئة أو إنها كلها حسنة، بل نحكم على النتائج فقط، والناتج من تلك المراكز نعرفه جيداً ومسبقاً، وهو شغل وقت الطلاب في الصيف فقط، أما النتائج العلمية والفكرية فعلمها عند الله! من وجهة نظري أن تلك المراكز الصيفية إنما هي تبذير للثروة وتضييع لوقت الأسرة في إيصال الطالب لها ثم الرجوع به، خاصة الأب الذي لم يعرف استقدام سائق بعد، ثم هي تسير في غالبها بلا خطط مرسومة أبداً، لأنها تسمى من نوع (النشاط الحر) وهو اسم مشتق من الحر الجاف في الصيف، ربما، أو هو مشتق من حرية المدرس في أن يوكل زميله على نشاطه (الحر) الذي يجب أن يقوم به، فتجد زميله يقوم مقامه إلى أن يعود من (زرقته) إلى مكان صيفي بارد، فإذا عاد أمسك زمام عمله وعمل زميله وهكذا. لا أثق في جدوى المراكز الصيفية التي نسمع المنادين بها كثر عند بداية العطلة الصيفية، وهم المنافحون عنها في كل الأوقات، وهم الذين لا يريدون أن تنقطع، فهل هناك ما يغري بأن تقام تلك المراكز وأن يصرف عليها الكثير من المال مقابل (نشاط حر)؟ في ظني أن لا جدوى.. وليغضب المستفيدون!!