السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فأعرض على سعادتكم هذه الملاحظات حول كتابات بعض المشاركين في هذه الصحيفة المميزة.. صحيفة الجزيرة.. آمل أن تكون موافقة لسياسة النشر وسلامة الملاحظة.. من الصفحات المميزة في (جزيرتنا) صفحة عزيزتي الجزيرة المعنية بالتواصل مع القراء بالتعليق.. والملاحظات.. والردود. وغيرها. هناك الكثير من الكتّاب والقرّاء المميزين الذين يشاركون في هذه (الجزيرة) و(العزيزة) تحديداً. لذا فإنني أعرضُ ملحوظات يسيرة حول بعض المشاركات. والأمل أن تحظى بالرضاء والقبول. أولاً: لنعلم أن مجرد المشاركة الشخصية بالنقد.. أو التعليق.. أو الخبر ونحوه- متى كان مشروعاً- فإنه بحد ذاته يعتبر جهداً مشكوراً يعود بالنفع على الكاتب والقارئ معاً. ثانياً: الكلمة أمانة.. والقلم مسؤولية. ويلزم لذلك تحري الدقة في المشاركات وكتابة المواضيع من حيث المشروعية.. والمصداقية وأهمية الموضوع في مضمونه، وتأثيره، ومناسبته. ثالثاً: الأولى في المشاركات.. المبادرة والتجديد في (صناعة) المقال ليحظى الكاتب بخصوصية الطرح.. وتميز الفكرة. هذا بالتأكيد لايلغي المشاركات (الملحقة) كالنقد.. والإضافة.. ونحوها.. على أهميتها بالقدر الذي يعني إطلاق (عنان) القلم ليتجول في فضاءات أخرى أكثر سعة ورحابة من التمسك (بقشة) من الملاحظات ترغم صاحبها على الدوران حولها والعيش في محيطها. ومعلوم أن مبدأ النقد سهل ويسير ولا يخرج إلى إعمال الفكر. وبذل الجهد. فإن إبداع (الرسام) في لوحة فنية لا يوازي ملاحظات ناقد تأتي سريعة كلمح البصر. رابعاً: النقد ليس مقصوداً لذاته. بل حينما تكون الحاجة إليه مهمة ولازمة فليس كل عمل أو جهد يلزم له النقد.. فهناك مالا يحتاج إليه.. ومنها القضايا الشخصية التي لا ضرر فيها أو صغائر الأمور، أو حتى قضايا يسيرة وعابرة لا يحتاج الأمر فيها إلى نقد أو غيره. خامساً: البعض من الكتّاب عند الرد لا يفرق بين الخطأ ووجهة النظر السائغة إذ عندما يأتي شخصٌ بفكرة معينة له فيها مستند ودليل فسريعاً ما يأتي الرد من آخر (بالتهميش) والرفض من غير دليل أو حجة قاطعة. لذا فهناك الكثير من القضايا التربوية، أو التعليمية أوالاجتماعية يتسع فيها المجال قولاً وعملاً وفكرةً. وما يمكن تطبيقه في أي منها لايكون كذلك في بعضها وما يصلح في زمان أو مكان (ما) هو ذاته قد لا يتناسب مع غيرهما في زمن أو مكان آخر. إذاً فرق بين هذا.. وبين الخطأ المحض الذي يسوغ فيه الرد والتنويه المباشر الذي لايحتمل فيها التعدد والتوقعات. مثل الخطأ في أسماء الأعلام... أو المواضع.. وكذلك تاريخ الوقائع والمناسبات وما شابه ذلك. سادساً: النقد الهادف مطلوب.. والنقاش الجاد يفيد كثيراً في تقويم الأداء وسلامة العمل. لكن ماهي المبررات المقبولة لأولئك الذين تخطوا (الحواجز الأمنية) للنقد الهادف. ولم يلتزموا بضوابطه.. ويتصفوا بآدابه ليتحول الرد فيها من النقد إلى الانتقاد.. ومن الحوار إلى الجدال. فيظهر المقال بصورة سيئة مليئة بالسب والشتم والانتقام. وعندها لاتملك إلا أن تقلب الصفحة أملاً بالبحث عما ينفع ويفيد. سابعاً: الحقائق العلمية تتجدد يوماً بعد آخر، والمعلومات لا يمكن حصرها في مواضع محددة أو أشخاص معينين. وسبحان القائل (وفوق كل ذي علم عليم) لذا فإن النقد المجرد من الدليل لأي خبر.. أو معلومة.. أو حقيقة ظاهرة.. لايجدر انتقاده أو حتى الاعتراض عليه. فإن للعلوم والتخصصات أهلها وأصحابها الذين هم أدرى بما يقولون، وأعلم بما يكتبون. ولقد أحسن القائل: فقل للذي يدعي في العلم فلسفةً عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء واستثناءً من ذلك ما كان فيه خطأ واضح أو مخالفة صريحة أو حتى ما كان على هيئة سؤال أواستفسار يفيد القارئ عند الرد والإجابة. أخيراً: إذا كانت المصداقية مطلوبة في الموضوعات العامة فإنها كذلك في الأخبار والتحقيقات.. والاستطلاعات. إذ لابد من الضبط والتحري.. وعدم الاستعجال. إذ إن للآخرين حقوقهم المحترمة.. ومشاعرهم الخاصة.. والتي لا يجوز التعدي عليها بأي حالٍ من الأحوال. كما تشمل المصداقية تلك الطلبات، والمكاتبات الصحفية من المواطنين لتقديم خدمة.. أو إزالة ضرر.. ونحوه. فالأولى فيها أخذ آراء الآخرين حول تلك المصالح للموافقة من عدمها. كما لابد من مخاطبة الجهات المعنية لإبداء الرأي قبل المكاتبة الصحفية. وللجميع تحياتي والسلام خالد بن عايض البشري