السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فقد اطلعت على مقال فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة المنشور في جريدتكم المباركة ص 17 الأحد 22 من ربيع الأول 1426ه العدد 11903 بعنوان: أصوات المعذبين. وقد أجاد وأفاد جزاه الله خيراً وأثابه وسدد خطاه. ونقول: نعم إن عذاب القبر ونعيمه من الأمور الغيبية التي لا يطلع عليها أحد من البشر إلا من شاء الله من رسله، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}(179)سورة آل عمران. وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (26- 27) سورة الجن. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة، قالوا يا رسول الله لِمَ فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا) رواه البخاري ومسلم. وفي التعليق على صحيح مسلم (لا يستتر) روي ثلاث روايات: يستتر ويستنزه ويستبرئ وكلها صحيحة ومعناها لا يتجنبه ويحترز منه. فهؤلاء الذين معه لم يعلموا بعذاب صاحبي القبرين حتى أخبرهم به صلى الله عليه وسلم، فعلينا أن نكتفي بالكتاب والسنة ففيهما من المواعظ والزواجر والعبر ما يكفي ويشفي، فلا حاجة لنا بالحكايات التي لا تمت إلى الصحة بصلة. فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع. رواه مسلم في المقدمة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم. رواه مسلم في المقدمة وأحمد في المسند. وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم. رواه مسلم في المقدمة. نعوذ الله من الكذب وسوء الأدب.. اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. عبدالرحمن بن صالح الدغيشم الرياض 11445 ص. ب 19644