قال مندوبون في مؤتمر لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن التحامل على المسلمين أصبح التحدي الأساسي في مجال حقوق الإنسان في أوروبا منذ هجمات 11 من سبتمبر - أيلول وأن كثيراً من الحكومات تتجاهل المشكلة، إلا ان متشددين يهود حاولوا تحويل الاهتمام إلى ما يقولون إنه عداء متزايد ضد السامية ساعين من خلال ذلك إلى تجاهل موجة العداء التي يتعرَّض لها المسلمون.. وقال المندوبون أمام المؤتمر الذي عُقد في مدينة قرطبة بجنوب إسبانيا يوم الخميس إن اعمال العنف التي تقوم بها أقلية صغيرة من المتشددين المسلمين والحرب التي يشنها الغرب على الإرهاب أذكت نار التّحامل على المسلمين. وعبَّرت الجماعات اليهودية في المؤتمر عن قلقها أن تؤدي مناقشة التّحامل على المسلمين الذي تتناوله المنظمة لأول مرة إلى تحويل الانتباه عما تسميه معاداة السامية التي يقول خبراء أيضا إنها تتزايد في أوروبا. وتعهَّد مؤتمر مماثل للمنظمة التي تضم 55 دولة عُقد في برلين العام الماضي بمحاربة معاداة السامية التي ظهرت من جديد في أوروبا وزاد التمييز ضد المسلمين والمسيحيين واصحاب معتقدات اخرى من قائمة بواعث قلق المنظمة. وقال دودو دين مقرر الاممالمتحدة المعني بالتمييز وكراهية الاجانب لرويترز: (كل الدول الأوروبية تصدت لمعاداة السامية بأسلوب بالغ القوة، وهذا شيء ايجابي للغاية ولكنها اهملت خلال هذا التصدي لمعاداة السامية خطورة كراهية الإسلام). وأضاف: (كراهية الإسلام باتت الآن التحدي المحوري في الدول الأوروبية في مجال التمييز والعنصرية). وقال عبد الجليل سعيد مستشار لجنة مسلمي بريطانيا: (كراهية الإسلام ومعاداة السامية وجهان لعملة واحدة... ولكن كراهية الإسلام حلَّت محل معاداة السامية باعتبارها الحد القاطع الجديد لقضايا العنصرية في العالم أينما ذهبت). والإسلام هو الدين الثاني في كثير من دول أوروبا التي يعيش فيها أكثر من 20 مليون مسلم. وتزايدت أنباء اعمال العنف ضد المسلمين والهجمات على المساجد بعد هجمات 11 من سبتمبر - أيلول 2001 التي شنها تنظيم القاعدة على الولاياتالمتحدة. وشهدت فرنسا التي تضم اكبر طائفة اسلامية في أوروبا قوامها خمسة ملايين مسلم تزايدا في الهجمات على مقابر المسلمين العام المنصرم. وصعَّد عدد من الدول عمليات المراقبة للمسلمين المتشددين وخططوا لدورات تدريبية لأئمة المساجد ليتأكدوا أن الأئمة يعظون باتباع التعاليم الإسلامية الصحيحة.. وقال محمد إيدين وزير الدولة التركي: بدأ يُنظر إلى الجاليات المسلمة في بعض البلدان الغربية على انهم (عدو من الداخل) ويشكِّلون خطراً كامناً على قِيم الحضارة الغربية. وقال الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: (العالم يشهد ميلاد عنصرية جديدة في أوروبا). وجادل كثير من المتحدثين بانه يتعين ان تكون الاولوية لمعاداة السامية في كفاح منطمة الامن والتعاون في اوروبا ضد عدم التسامح الديني. وقال جورج باتاكي حاكم ولاية نيويورك ورئيس الوفد الأمريكي: يتعيَّن أن يتم استهداف معاداة السامية بصفة خاصة بسبب تاريخها المأساوي والفريد وبخاصة بسبب ظهورها من جديد بلا مبرر في السنوات الاخيرة. وقال متحدثون يوم الاربعاء في المؤتمر الذي انهى اعماله يوم الخميس إن كثيراً من الحكومات الاوروبية تقاعست عن الالتزام بتعهداتها التي قدمتها العام الماضي بملاحقة جرائم معاداة السامية وجمع المعلومات لمحاربتها بشكل افضل. وعقدت منظمة والامن والتعاون في أوروبا التي تتخذ من فيينا مقرا والتي تجمع بلداناً من أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة الاتحاد السوفيتي سابقاً المؤتمر في مدينة قرطبة بسبب تراثها في التسامح الديني في ظل حكم المسلمين خلال الفترة الممتدة من عام 711 إلى عام 1236 ميلادية.