عقد الاتحاد الاوروبي واللوبي اليهودي العالمي، مؤتمراً فريداً في بروكسيل امس، تناول سبل معالجة ما يعرف بظاهرة "العداء للسامية" الناشئة في اوروبا. وعزا القادة الاوروبيون الظاهرة الى الصراع في الشرق الاوسط، مشيرين الى ان المهاجرين استوردوه معهم، فيما حمّل اليهود الاوروبيين مسؤولية "عدم المبالاة" في هذا الشأن. عقد زعماء اليهود الأوروبيين في بروكسيل أمس، مؤتمراً في شأن ما يسمى بظاهرة العداء للسامية في أوروبا، بعدما نجحت المصالحة بين رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي ورئيس المؤتمر اليهودي العالمي إسرائيل سينغر قبل أسابيع. وكاد خلاف بينهما ان يهدد عقد المؤتمر في تاريخه المحدد، بسبب منع الاتحاد الأوروبي نشر تقرير للمؤتمر اليهودي العالمي والمؤتمر اليهودي الأوروبي يتهم الشباب المسلمين في أوروبا بالمشاركة في الهجمات على أهداف يهودية. وهدف اللقاء الاول من نوعه الذي نظمه الاتحاد الأوروبي والمؤتمر اليهودي العالمي، إلى دفع الدول الأوروبية للعب دور رئيسي في محاربة "العداء للسامية" وادانته. وتعهد رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي في المؤتمر الذي استغرق يوماً واحداً، باتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تصاعد "العداء للسامية" في أوروبا. وأكد أن هدف اللقاء الخروج بنتائج ملموسة والحد من تلك الظاهرة. وقال ان "لا مكان للمشاعر المعادية لليهود في اتحاد يتسم بالتنوع"، معترفاً بوجود "آثار للعداء التاريخي للسامية الذي كان منتشراً في أوروبا سابقاً". وأضاف: "نسمع فعلاً عبارات مناهضة للسامية، ونرى فعلاً اعتداءات على معابد يهودية وتدنيساً لمقابر يهودية وهجمات جسدية على اليهود". ونفى أن يكون هناك أي شكل منظم للعداء للسامية في أوروبا، مقارنة بما حدث في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، مشدداً على ضرورة أن "نتحلى بالأمانة وأن نبقي الأمور في نصابها". ورأى برودي أن ما يؤجج المشاعر تلك، هو الفشل في تسوية الصراع في الشرق الأوسط، لافتاً إلى ان "الأزمة الإسرائيلية - الفلسطينية أثارت إحباطاً اجتماعياً بين الأقليات الجديدة التي تشكلت من خلال الهجرة في الكثير من الدول الأعضاء" في إشارة إلى اتهام اليهود الشباب المسلمين بالوقوف غالباً وراء الممارسات المناهضة للسامية في أوروبا. انتقاد يهودي للأوروبيين وفي المقابل، قال رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي كوبي بيناتوف: "ما من شك في أن العداء لليهود يتزايد. الوحش القذر ظهر من جديد. نرى اليوم التاريخ يعيد نفسه. فتاريخ أوروبا هو عبارة عن سلسلة متصلة من الاضطهاد لليهود"، داعياً إلى مستقبل أفضل. وحذر من عودة تلك الظاهرة إلى أوروبا، مجدداً نداءه إلى الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات ملموسة ضد ما وصفه ب"السرطان"، مؤكداً أن "هذا سرطان أوروبا العتيقة ولا يمكننا أن نتركه ينمو في أوروبا الجديدة التي نسعى إلى تأسيسها". ورأى بيناتوف أن "من الممكن مكافحة العداء للسامية والتغلب عليه، فقط إذا توافرت العزيمة والاستراتيجية لذلك"، منتقداً ما سماه "عدم اكتراث" الأوروبيين الآخرين بالظاهرة. مصلحة إسرائيل والسلام أما وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر، فدعا إلى توثيق العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن الاتحاد سيواصل تقديم معونات الى السلطة الفلسطينية. وشدد على أن "ما تقوم به أوروبا هو لمصلحة إسرائيل وعملية السلام". وأصر على أن أوروبا يجب أن تتخذ موقفاً ضد العداء للسامية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يحمل على عاتقه مسؤولية حماية أقلياته. وحذر فيشر من أن "العداء للسامية جريمة ضد الإنسانية" مضيفاً أن النضال ضدها يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع محاربة أشكال التمييز العنصري والتعصب كافة.